عاصفة الحزم اليمنية وردود الأفعال الإيرانية
منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم العربية بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة توسع جماعة "أنصار الله الحوثية"، شهدت عمليات عاصفة الحزم اهتماماً بالغاً من قبل الإعلام الإيراني الرسمي وغير الرسمي. ونرصد في هذا التقرير أهم ما جاء في الصحف والمواقع الإيرانية وتصريحات المسؤوليين وردود أفعالهم على عاصفة الحزم:
موقع عماريون
قال موقع عماريون الإيراني (المقرب من الحرس الثوري الإيراني): بأن عمليات عاصفة الحزم تعتبر عمليات وحرب إستباقية ضد الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في لوزان بسويسرا. وأضاف الموقع بأن المملكة العربية السعودية ودول الخليج تتخوف من صعود النفوذ الإيراني وتكريس هذا النفوذ بالمنطقة بعد إتفاق إيران النووي ورفع العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران من قبل مجلس الأمن والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بسبب ملفها النووي، حيث ترى السعودية (وفقاً للموقع) بأنه في حال سيطرة الحوثيين على اليمن من جانب ورفع العقوبات الإقتصادية على إيران من جانب آخر بعد انهاء أزمة الملف النووي الإيراني بين مجموعة 5+1 سوف تتشكل خارطة سياسية جديدة في المنطقة وتكون إيران اللاعب الأساسي في التغيرات الجيوسياسية بعد انهاء أزمة ملفها النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوروبي.
تصريحات رفسنجاني:
قال الزعيم الإيراني ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني: أن إرادة الشعب اليمني وحدها هي من تحسم الصراع والنتائج وليس الغارات الجوية بحسب تعبيره. واعتبر رفسنجاني عمليات عاصفة الحزم بأنها مشروع سعودي جديد لكسب الحلفاء وتصنيفهم ما بين من يقف معها ومن لا يقف معها ضد إيران في المنطقة .
تصريحات الخارجية الإيرانية:
قال وكيل وزارة الخارجية الإيراني مرتضى سرمدی "إن ما یشهده اليمن فی الوقت الحالی یعتبر جزءا من المشاکل الداخلیة للیمن لذا یجب أن تبذل كافة الجهود لتقارب الجماعات السیاسیة من أجل التغلب علی المشاکل التی یواجهها الیمن فی الوقت الحاضر، إلا أن ما یبعث علی الأسف هو أن هذا البلد الذی یوجد فیه تیار قوی للغایة ویتبوأ مکانة شعبیة کبیرة یواجه حالیا عملیات عسکریة واسعة النطاق فی حین أن هذا التیار یبذل کل جهوده لاعادة الامن الی ربوع الیمن "في إشارة الى أنصار الله الحوثيين في اليمن).
وأکد سرمدی أن مثل هذه الاعتداءات مکتوب علیها بالفشل ولن تفضی بأیة نتیجة یبغیها الذین یقفون وراءها موضحا أن الذی یتابع التطورات التی شهدتها العقود الثلاثة الأخیرة من غزوات عسکریة مثل الغزو الامریکی لافغانستان والعراق سیری عدم جدوی مثل هذا الخیار العسکری وفشلها .
تصريحات الحرس الثوري:
قال مسعود جزائري مساعد رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية: "إن العدوان العسكري السعودي على اليمن وشعبها جاء بإيعاز من الإدارة الأمريكية وتم تنفيطة من قبل عملائها في المنطقة مؤكداً أن تحرك "جبهة الشيطان" العسكرية ضد الشعب اليمني ، ستنمنى أيضاً بفشل جديد بحسب تعبيره .
موقع رجاء نيوز:
ذكر موقع رجاء نيوز (أحد المواقع التابعة للجناح الإعلامي لفيلق قدس الإيراني): أن هناك خيارات عديدة يستطيع أنصار الله الحوثيين بإستخدامها للرد على عمليات عاصفة الحزم العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأضاف: إن من أهم هذه الخيارات هو الدخول إلى العمق السعودي من خلال عناصر أنصار الله الحوثيين المدربة لهذه المهمات الخاصة وبذلك يستطيع الحوثيين من خلال تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف العمق السعودي للرد على عاصفة الحزم في اليمن .
وأشار إلى أن هناك العديد من كوادر أنصار الله تم تدربيهم وتهيئتهم على تنفيذ علميات إستشهادية ضد القوات السعودية أو المواقع السعودية الإستراتيجية في داخل السعودية أو حتى مصالح السعودية في المنطقة.
تعليق عام:
من خلال رصد مقالات عدد من الكتاب والباحثين الإيرانيين تبرز عدة نقاط هامة:
1ـ ترى النخبة الإيرانية بأن عاصفة الحزم السعودية لا يمكن عزلها عن التطورات السورية والعراقية والإقليمية الأخرى وأن هذه العمليات مرتبطة بشكل مباشر في جميع الأحداث المرتبطة بالمصالح الإيرانية بالمنطقة .
2ـ ترى النخبة الإيرانية بأن تزامن عمليات الحزم العربية بقيادة السعودية مع المفاوضات النووية الإيرانية في لوزان سويسرا مع مجموعة 5+1 تؤكد على أن دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية لم يوافقوا على رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران وانهاء أزمة الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها من الأوروبين.
3ـ ترى النخبة الإيرانية أن مكانة إيران ودورها الإقليمي سوف يتوسع بعد الإتفاق النووي الإيراني ويكون الشيعة بقيادة إيران في المنطقة هم اللاعب الأبرز والأقوى بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتراجع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق .
4ـ يعتقد القادة العسكريون الإيرانيون أن المجال الحيوي الإيراني لم يعد يقتصر على وجود قوات الحرس الثوري الإيراني وانتشارها في مياه الخليج العربي ومضيق باب السلام "هرمز" بل يجب أن يصل إنتشار القوات الإيرانية حتى باب المندب من خلال سيطرة الحوثيين وبسط نفوذهم على اليمن .
5ـ تكشف ردود أفعال الإعلام الإيراني أن إيران لم تتهيأ إلى عاصفة الحزم العربية بقيادة السعودية ويعتقد الساسة وصناع القرار في إيران بأن السعودية سوف تبتلع أزمة اليمن كما حصل ذلك في سورية والعراق في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية السابق.
6ـ الاتفاق بين المراقبين على أن قدرة إيران على التدخل عسكرياً للرد على عاصفة الحزم في اليمن محدودة لعدة أسباب من أهمها:
(أ) الإقتصاد الإيراني المنهك داخليا بسبب فرض العقوبات الإقتصادية على النظام الإيراني ومؤسساته المالية من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي على أنشطتها النووية غير السلمية .
(ب) عدم وجود حدود برية بين إيران واليمن لتسهيل حركة الدعم اللوجستي والعسكري والأمني كما حصل ويصل ذلك الان في العراق .
(ج) انشغال قوات فيلق قدس التي تمثل الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية وإستنزاف قواتها في المعارك الدائرة الأن في العراق وسورية .
(د) سيطرة قوات التحالف العربية على الأجواء اليمنية حيث لن يتسنى للطيران المدني الإيراني إمداد الحوثيين بالسلاح والمعدات العسكرية الثقيلة والمستشارين كما كانت تفعل إيران في اليمن قبل عاصفة الحزم.
المصدر: موقع المركز الدبلوماسي