“إقليم الأحوازالعربي” 90 عاماً من المقاومة للاحتلال الفارسي
يتأهب إقليم الأحواز العربي هذه الأيام لإحياء الذكرى الـ 90 منذ الاحتلال الفارسي الإيراني للأحواز و ذكرى انتفاضة نيسان المجيدة 2005, التي تشكل نقلة مهمة ضمن سلسلة من الثورات والانتفاضات في تاريخ نضال الشعب الاحوازي , ويقول أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الأستاذ حبيب أسيود : أن المقاومة الأحوازية بدأت قبل اكتمال سيطرة الفرس بمساعدة القوات البريطانية على كامل الأحواز في عام 1925 ، إلا أن قوة المقاومة لم تكن ممركزة تحت قيادة وطنية واحدة، بل كل منطقة كانت تقاوم بقيادات قبلية وعشائرية، لأن التحالف الإيراني البريطاني سارع إلى القضاء على السلطة المركزية باعتقال الشيخ خزعل الكعبي حتى تتمكن من إضعاف القوة الأحوازية التي أبدت مقاومة شرسة تحت قيادته.
المقاومة الشعبية الموزعة على العشائر بالرغم من سلبياتها إلا أنها أبقت على روح المقاومة بين الأحوازيين، لأن كل قبيلة أو عشيرة كانت تفخر بما تبديه من رفضها للمحتل، وبما تبذله من تضحيات في مواجهة المحتل في مناطقها. وشهد التاريخ الأحوازي ثورات عشائرية في مختلف المناطق الأحوازية وكان لها الدور الحاسم في إفشال العديد من السياسات العنصرية التي استهدفت الوجود العربي بكل ما يميز الأحواز والأحوزيين ككيان لا علاقة له بالتاريخ الفارسي.
انتفاضة إبريل 2005
ويضيف أن المحتل عمل على تعميق العزلة على الشعب الأحوازي، وفصله عن امتداده القومي ونجح في فرض هذه العزلة إلى حد كبير لعوامل تاريخية كان يمر بها الوطن العربي، وكان لذلك آثار سلبية على الأحوازيين حالت دون تطوير مقاومتهم سياسياً وعسكرياً. إلا أن النقلة النوعية التي أحدثتها انتفاضة إبريل 2005 للنضال الأحوازي والتحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط مؤخراُ، نبهت إخوتنا في العالم العربي على مأساة شعبنا في ظل الاحتلال الإيراني، وفتحت أمامنا جزئياً أبواب كانت موصده في وجهنا، ويعود الفضل لتحقيق هذا الانفراج النسبي لقضيتنا في معظمه إلى نضال متراكم خاضه شعبنا عبر التاريخ. والآن مع هذا الانفراج تتناغم الجماهير الأحوازية في حراكها داخل الأحواز مع متطلبات المرحلة والتطورات الموضوعية التي تمر بها منطقتنا العربية.
ماحققته الثورة الأحوازية سياسيا
على مستوى التحرك السياسي حققت الثورة الأحوازية نجاحات كبيرة في خلق أجواء مساعدة في تعريف المجتمع الدولي بمأساة شعبنا في ظل الاحتلال الإيراني، وكسب تعاطف شعبي واسع خاصةً في الوطن العربي، وكذلك وجدنا تفهما مشجعاً من بعض الدوائر الرسمية.
وعمليات المقاومة الوطنية في الداخل تقوده كتائب الشهيد محي الدين ال ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وقامت هذه الكتائب بعمليات عسكرية نوعية كان لها أثر كبير على العدو، كما كان لها انعكاس إيجابي على معنويات شعبنا. والمقاومة الشعبية المتمثلة في الانتفاضات الشعبية في مدن وقرى الأحواز يعتبر نشاط يومي يرهق أجهزت القمع الفارسية. إجمال أستطيع أن أقول إن مقاومتنا للمحتل تكتمل بكل أشكال النضال وعلى جميع الصعد.
تاريخ ثورات المقاومة
1- ثورة الحويزة في عام 1928 بقيادة الشهيد محي الدين والذي شكل حكومة دامت ستة أشهر وقـد شاركت نساء الأحواز في هذه الثورة .
2- ثورة بني طرف عام 1936 التي أعلن فيها قـبائل بني طرف الثورة على الفرس.
3- ثورة حيدر بن طلال عام 1940 قامت عشائر بني كعب وعشائر كنانة وعشائر الخزرج في الأحواز بثورتها بقيادة الشيخ حيدر بن طلال الكعبي يعاونه الشيخ كوكز بن زامل المحيسن الكناني والشيخ إبريج الخزرجي، وذلك في منطقة الميناو على نهر دبيس، وتمكنت من ازالة الحاميات الفارسية والسيطرة على ثكناتها في المنطقة.
4- ثورة الغجرية عام 1943 تزعم هذه الثورة الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل، حيث قام بها ضد الفرس حين دخل الامارة بعد اتفاقه مع بعض رؤساء العشائر الاحوازية على الثورة، رغم أن بعضهم لم يف بوعـده بالمشاركة، وقـد تمكن الثوار من قـتل العـديد من الجنود والضباط الفرس، وتمكنوا من إسقاط طائرة حـربية، وقـد كان المرحوم الشهيد محي الدين آل ناصر رئيس اللجنة القومية العليا لتحرير عربستان .
5- حركة الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل عام 1944 اتـق الشيخ عبد الله مع العشائر العربية على القيام بثورة .
6- ثورة بني طرف وبني كنانة عام 1945 امتدت شرارات هذه الثورة إلى القبائل العربية، ولا سيما بنو سالة وبنو لام والشرفة والمحيسن الكنانيين، واحتلت العشائر الثائرة جميع القرى والمخافر والمدن المنتشرة في هذه المناطق، ودامت الثورة بضعة أشهر .
7- ثورة الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 لقد ثار الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 على اثر المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الفرس والتي ذهب ضحيتها مئات من العرب الابرياء منهم زعيم حزب السعادة الشهيد حداد الذي احرقه الفرس مع زوجته واطفاله، وازاء هذه المجزرة البشعة ثار الشيخ مذخور الكعبي في منطقة عبادان وهاجم الحامية الفارسية.
8- ثورة عشيرة النصار 1946 : استطاع الجيش الفارسي، بدعم عسكري بريطاني، في اخماد هذه الثورة التي كانت تستهدف التخلص من الاحتلال الفارسي.
9- ثورة الشيخ يونس العاصي عام 1949 ثار الشيخ يونس العاصي في منطقة البسيتين والخفاجية وفيها انفصلت عن السيطرة الفارسية واستطاع جباية الضرائب باسمه وكان يسعى إلى تكوين مملكة تسمى – مملكة عرب الشرق – لكن الحكومة الفارسية اجهضت هذه الثورة مما دعا الشيخ يونس العاصي ان يهرب إلى العراق حتى توفي فيه.
يذكر أنه منذ اليوم الأول لاحتلال الأحواز عسكريا و إسقاط سيادته العربية في الربع الأول من القرن الماضي نفذت السلطة الفارسية سلسلة من السياسات الإجرامية بحق الشعب العربي في الأحواز لاتعد ولا تحصى بدءا من سياسة التفريس إلى سياسة التهجير و سلب الاراضي الزراعية و السكنية و حرف مياه انهر الأحواز إلى المحافظات الايرانية من خلال بناء السدود , حيث كشفت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية عن سجن إيراني سري في الأحواز المحتلة، أطلقت عليه (أبو غريب الإيراني)، ترتكب فيه جرائم ضد الإنسانية ضد الأسرى الأحوازيين وطالبت بتحقيق دولي بالموضوع ، وقالت إن المعتقل يقع أسفل دوار “الخلفاء الراشدين” في قلب الأحواز العاصمة، كما إنه مقر للاستخبارات الإيرانية. بعد ذلك بعامين والنصف العام صدّقت منظمة مراسلون بلا حدود تقرير المنظمة وفي 22 إبريل 2011 أعلنت المنظمة الدولية عبر تقرير لها إن المعتقل موجود فعلاً وتم أخيراً اعتقال 97 عربي أحوازي فيه ويتعرضون فيه لتعذيب وحشي وإن السجن فعلاً يقع في تلك المنطقة وهو مقر للاستخبارات العسكرية الإيرانية في الأحواز .
سمية الجهني
المصدر: صحيفة البلد الكترونية