القضية الأحوازية بين الواقعِ و الخيال
لا شك أن واقع المنطقة و المتغيرات التي تعصف بالشرق الأوسط منذ عام 2001 تفرض علينا كأحوازيين واقعا سياسياً مختلفاً لقضيتنا العادلة .
فبعد انتفاضة نيسان عام 2005 هاجر العديد من أبناء الأحواز الأحرار إلى أروبا الغربية حاملين حلم الشعب الأحوازي بالحرية و التحرير من الاحتلال الفارسي , فعملوا على تأسيس أحزاب سياسية و منظمات و جبهات تحارب الظلم الفارسي و جميعها تتفق على الهدف المنشود و هو التحرير إلا مجموعة واحدة وهي حزب معارض إيراني يطالب بتطبيق مواد الدستور التي لم و لن يطبق بند واحد منها لهذا الشعب المظلوم.
حديثي اليوم ليس له أي صلة بهذا الحزب المعارض حيث لا دخل لنا كأحوازيين بجهة معارضة للنظام الإيراني تعمل تحت إطار الحفاظ على خارطة إيران السياسية المزورة , لكن لابد من الإشارة الى واقعنا الأحوازي الذي أصبح واقعاً لا خيال.
واقع لكل من اُمن و عمل طيلة هذه السنين و يقطف اليوم ثمار تضحيات الشهداء و الأسرى الذين قدموا انفسهم لهذه الأرض المقدسة ,واقعِ الرجال المؤمنين الذين حملوا على اكتافهم هم الشعب بكافة اطيافهِ و مشاربهِ , رجالًُ يستحقون إن نقول لهم أبطالا .
عملت الأبطال منذ خروجهم من الوطن الجريح ولا اريد هنا ان اذكر اسما و المتابع الأحوازي يعرف من هم الأبطال الحقيقيين الذين لن يقولوا عن انفسهم يوماً ابطالا و لم يعلقوا على اكتافهم يوما رتبا عسكرية خيالية لإشباع رغباتهم الدنيوية على حساب شعبنا المظلوم .
نتيجة الايمان و العمل لهؤلاء الابطال نقطف اليوم ثمارا سياسية على الساحة الأحوازية حيث تابعت منذ عام 2009 طريقة العمل الذي يتخذها الواقعِ من بناء كوادر مؤمنه بقضيتها و تنطلق من منطلق سياسي بحت فلا مجال للعاطفة كما أن مصلحة الأرض و الأنسان فوق كل مصلحة .
الدول العربية و سياساتها في المنطقة تشير الى ان لا تتعامل مع جهات تتمتع بصفات تجعلها قادرة على إدارة دولة و هذه الدول منذ عام 1925 لغاية الأن لم تحصل على جهة الا واحدة تتمتع بصفاتها السياسية المطلوبة و اليوم نرى كيف هنالك تعاطي مع قضيتنا من قبل بعض الدول العربية التي تعاني من المد الفارسي وان كان البعض لا يتفق معي حول هذا الموضوع و القائل يقول: هذه الدول لا تتعامل مع الأحوازيين الا بعد ما اصبح المخرز في خاصرتها , نعم في عالم السياسة يحق لهذه الدول لأبعاد المخرز عن خاصرتها أن تتعامل مع الأحوازي و الدول لا تبنى إلا بالمصالح المشتركة و نحن اليوم لدينا عدو مشترك مع اشقائنا في الدول العربية و هي إيران و لدينا مصالح كما لدى الدول العربية مصالح , لذا لا مجال للعاطفة .
القضية الأحوازية لم تكن يوماً منسية , نعم القضية الأحوازية لم تكن منسية من قبل أشقائنا في الدول العربية بل نحن من ابعدنا قضيتنا عن اذهان أشقائنا العرب بتصرفاتنا الغير سياسية .
الخيال السياسي المبني على أفكار بدون تنفيذ كانت من اهم الأمور التي ساعدت على نسيان قضيتنا في الأمة العربية و الإسلامية و من اهم الأمور الخيالية التي اتخذها البعض من المحسوبين على قضيتنا هي عدم وجود حاضنة شعبية لهم في الشارع الأحوازي مما سبب تراجع الدول العربية عن دعم هذه المجاميع الفردية .
هنالك ايضاً خطاب غير متجدد اتخذتها هذه المجاميع حيث لا يتناسق مع مجريات الأحداث التي تحدث في منطقة شرق الأوسط و اصبح ضد مصالح الدول العربية في اكثر الأحيان .
لا اريد ان اكتب عن الخيال الأحوازي الذي اضر بقضيتنا و أبعد مجرى العمل السياسي لأكثر من 90 سنة .
لكن و لــــ لله الحمد اليوم و بعد الجهود المتتالية التي بذلها الأبطال الأحوازيين و إعطاء الرؤية الأحوازية المبنية على أسس سياسية و مصالح مشتركة بيننا و بين الدول العربية نرى ان القضية بخير و المستقبل يبشر في تحرير الأرض و الأنسان الأحوازي من الظلم الفارسي .
قاسم محمد مدير وكالة تُستَر للأنباء
المصدر: وكالة تُستَر للأنباء