معتقل أحوازي يروي لـ
قال عضو حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، عيسى مهدي الفاخر، إن وضع المعتقلين الأحوازيين في السجون الإيرانية صعب للغاية، مضيفا أنه حينما كان معتقلا في سجون النظام الإيراني لفترتين متتاليتين لامس معاناة الأسرى والمعتقلين بنفسه.
وقال الفاخر في تصريح خاص لـ"عاجل": رأيت كيفية اعتقال الناشطين، حيث تتكرر الممارسات التعسفية من قبل السلطات الإيرانية، لافتا إلى أن هؤلاء المعتقلين موزعون على عدة سجون، إلا أن أغلبهم يقبع في سجن كارون، حيث الأحواز العاصمة.
وأوضح أن من بين أهم الأمور التي يعانيها معتقلو الأحوازيين هي عقوبة النفي، حيث يعيش هؤلاء معاناة مضاعفة نتيجة ‘بعادهم عن وطنهم الأم الأحواز، وتبدأ رحلة المعاناة بوضعهم في أقسام الجرائم الخطيرة في تلك السجون ومنعهم من التواصل عبر الهاتف إلا لمرة واحدة في الأسبوع وتختصر على دقيقتين أو ثلاث فقط.
بالإضافة إلى منع الكثير منهم من تلقى العلاج خارج السجن، كما أنه بسبب الحالة الاقتصادية التي تعانيها أسرهم فليس بمقدورهم قطع مسافات طويله على أقل تقدير تصل إلى 500 كيلومتر للعودة، وذلك لمصاريف السفر الباهظة الثمن، حتى أن منهم من رحل أحد والديه إلى دار الآخرة دون رؤيته.
أما الأمر الثاني من بين المعاناة فيتعلق بالأوضاع الصحية وأضاف الفاخر: "لا يتلقى الأسير الأحوازي العلاج اللازم في حاله إصابته بأمراض داخل السجن، وهو احتمال وارد بسبب المياه الملوثة ووجود الكثير من الذين يتعاطون المخدرات، ناهيك عن التعامل العنصري من الكادر الطبي المتواضع أصلا في السجون".
بالإضافة إلى وجود تعليمات من قبل إدارة السجون بفرض القيود على الأسرى الأحوازيين، وهذا ما يستغله الكادر الطبي كحجة في تعاطيه مع الأسير الأحوازي.
وعن الجانب الثالث قال المعتقل الأحوازي السابق إنه يتلخص في صعوبة التواصل مع الأهل مؤكدا: "يمنع الأسير الأحوازي من التواصل مع أهله بشكل طبيعي إذ لا يسمح له في الكثير من الأحيان من الاتصال هاتفيا وهذا الأمر حدث لي شخصيا ولبعض رفاقي عندما كنا معتقلين في سجن القنيطرة في عام 2011. أيضا لا يسمح لأكثر من عشر دقائق للأسير الأحوازي عندما يلتقي بعائلته وهي زيارة تحدث كل أسبوعين".
ورابعا فإن السلطات القمعية تمنع ارتداء الزي العربي في السجن وإن كانت دائرة السجون لم تدرج مادة بهذا الشأن خوفًا من أن تكون قانونيا ضدها ولكن على أرض الواقع هذه القضية موجودة.
كما أنه يتم منع دخول الكتب العربية حتى وإن كانت من دور النشر فارسية ومرخصة، بالإضافة إلى منع دخول الكتب السياسية حتى وإن كانت فارسية ومرخصة، كما تمنع سلطات السجون دخول أي جريدة.
وتابع الفاخر بالقول إنه لا توجد إحصائية دقيقة حول أعداد معتقلي الأحواز في سجون النظام الايراني ودائما ما تكتم طهران حول هذا الأمر ولكن آخر إحصائية أصدرتها دائرة السجون في الدولة الفارسية بتاريخ أبريل 2014 أشارت إلى أن هنالك 13 ألفا و285 سجينا فقط في شمال الأحواز، دون توضح ماهية الاتهامات الموجهة لهذا العدد الكبير ممن تم الزج بهم في السجون.
وعن مبررات النظام الايراني في اعتقال الأحوازيين قال إنها عديدة ويساعد في ذلك قوانين المحاكم الفارسية التي تجرم تقريبا كل شيء أحوازي بتهمة محاربة الله والإفساد في الأرض وتصل عقوبة هذه المادة من 15 عاما سجنًا حتى النفي أو الإعدام.
وتابع قائلا إن أجهزة المخابرات الإيرانية تستخدم جميع الأساليب من أجل انتزاع اعترافات دون وجود أي خط أحمر يحفظ كرامة الإنسان.
حوار: سلمان القريني
المصدر: صحيفة عاجل الالكترونية