أطالب ببند ولو وهمي
أمضى الشعب العربي عمره طالبا بالمدارس والجامعات يدرس أن فلسطين محتلة والعدو هو اسرائيل.
وبند عربي لا تخلو منه مؤتمرات القمة أو اجتماعات وزراء الخارجية والداخلية ومؤتمرات للطلبة والمهندسين والأطباء والسباكين والحلاقين. يقول البند “نشجب العدوان الإسرائيلي ونطالب بفلسطين دولة حرة مستقلة”.
فلسطين اليوم ورقة يتغطى بها كل مشبوه وكل حزب يتبع أجندة تملي عليه امتطاء كذبة التحرر من الاستعمار والطغيان.
من حزب الله مرورا بالقاعدة والميليشيات وانتهاء بأي فرد ينتقم من نظامه عبر بيع وطنه. كأن النظام هو الوطن.
لكن الذي لا يصل لكثير من العرب أخبار الدولة المحتلة شرق الخليج العربي ( دولة الأحواز). احتلتها إيران عام 1925. سلبها الشاه من شيخها الخزعل. وتحولت بقبائلها العربية وبترولها الغزير وثرواتها لجزء من فارس. ثم تتالت عليها محاولات طمس اللغة العربية ومحو الزي العربي وتشريد وتمييز ضد كل عربي في إيران.
ثار أبناء الأحواز وانتفضوا وخسروا انتفاضاتهم أمام الشاه والملالي.
مجازر ومذابح لعشرات الآلاف من العرب المكتوين بنار الاحتلال الفارسي.
يبكي كثيرون على مجزرة الأرمن. ونبكي على مجازر المحتل الاسرائيلي، وبشرق خليجنا تحدث عمليات قتل وتعذيب على مدى 90 عاما لأعداد بشرية لا حصر لها.
هناك 32 ألف معتقل أحوازي و 6 آلاف معتقلة أحوازية حسب ما ذكره لي طه الياسين العضو المؤسس بالمجموعة الأوروبية الأحوازية، ناقشته ويعقوب حر التستري الناطق الإعلامي لحركة النضال الأحوازي، سؤال طرحه أبناء الأحواز: أين العرب؟ أين الجامعة العربية ؟
أين بند: نشجب الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاحتلال الإيراني للأحواز.
هو بالنهاية مجرد بند. فلا فلسطين كانت ستتحرر ولا العرب ليتوحدوا طوال العقود الفائتة لأجل أي قضية.
لم تجمعهم قضية. لم يبكهم أو يفرحهم أي عامل مشترك.
مجرد بند ولو للتداول الشعبي.
إذا علمنا أن قبائل الأحواز عربية وتمتد داخل الجزيرة العربية، فهل نتحرك إعلامياً لنكشف عن إخوتنا المنكوبين ؟
فارس لم تتغير من آلاف السنين.
فارس تحلم وتهاجم. ونحن لا نحلم. ولا ندافع.
المخالب العربية لفارس قررت أن الطائفية ستملئ الأدمغة العربية.
المخالب العربية لفارس تبكي على فلسطين وشيعة العرب.
فارس لا يهمها تشيعا أو تسننا. اسألوا كيف يعيش سنة العرب وشيعتهم بإيران.
هذا المقال وكل مقال عن الأحواز اليوم مجرد أمل بشوكة ترد المكائد الإيرانية وتدافع عن القومية والعروبة، لكنها مقالات متأخرة فات موعد نشرها من عشرات السنين.
————
لا تصالح على الدم حتى بدم.. لا تصالح. ولو قيل رأس برأس. أكل الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟ وهل تتساوى يد. سيفها كان لك. بيد سيفها أثكلك؟
قلتها زمان يا أمل دنقل
نادين البدير
المصدر: صحيفة الراي ميديا