فقر و معاناة يتعرض لها الأحوازيون في ظل حكم الملالي
أحوازنا
يعتبرُ رغيفُ الخبزِ عندَ مختلفِ شعوبِ العالم، مقياساً لمدى الرخاءِ أو الفقرِ، لما تجتمعُ فيهِ من عناصرَ ترتبطُ بحسابِ الحقلِ والبيدرِ، وحركة البيعِ والشراءِ، والتصنيعِ، وصولاً لرغيفِ المائدةِ، الذي باتَ من الصعبِ الاستغناءُ عنهُ، فهوَ للفقيرِ وجبةٌ متكاملةٌ، يبنى على أساسِها موازنتَهُ للبقاءِ والاستمرارِ في الحياة.
وهاجسُ ارتفاعِ سعرِ الخبزِ في ظلِّ حكم الملالي، باتَ الشغلَ الشاغلَ للأحوازيينَ، الذينَ تكسّرت على رِقابهم، نصالُ الغلاءِ، في ظلِّ أزماتٍ خانقةٍ، من بطالةٍ، ومن طردِ العمالِ العربِ من المؤسساتِ والشركاتِ والمعاملِ في الأحوازِ المحتلة، وتقطعت بهم السُبل، لتجدَ العائلةُ الأحوازيةُ نفسَها، أمامَ حالةِ جوعٍ حقيقيةٍ، لا تكشفُ تفاصيلَها ، حالاتُ التسوّلِ ، واضطرارُ بعضِ الأهالي، للنبشِ في حاوياتِ القمامةِ بحثاً عمّا يسُدُّ الرمقَ، وقد عزَّ رغيفُ الخبزِ، وباتت رؤيةُ الأطفالِ شبهِ العراةِ، وهم يتدافعونَ بحثاً عن علبةٍ بلاستيكيةٍ فارغة، أو أي شيءٍ يمكنُهم بيعُهُ ، باتت رؤيةً شبهَ يوميّة.
وقد انعقدتِ الآمالُ على الحكوماتِ المتتاليةِ، مرةً بعدَ مرة، في استعادةِ التوازنِ للأسعارِ، بما يضمنُ تأمينَ رغيفِ الخبزِ للمواطنين، ورغمَ الوعودِ التي أطلقَها أحمدي نجاد قبل انتخابِهِ ، من إنصافِ الفقراءِ، وغيرِها، إلا أنَّ سنواتِ حكمِهِ الثماني، شهدت ارتفاعَ أسعارِ الخبزِ ثمانيةَ أضعاف، وهذا مؤشرُ واضحٌ على مدى قدرةِ الحكوماتِ في نظامِ الملالي، على تلبيةِ أبسطِ الاحتياجاتِ للمواطنين، والمتجليةُ في مثالنا برغيفِ الخبز.
تلا ذلك ارتفاعٌ لسعرِ رغيفِ الخبزِ بنسبةِ خمسةٍ وثلاثينَ بالمئة، ثم أضيفت للرغيفِ نسبةَ خمسةَ عشرَ بالمئة، خلالَ أقلِ من عامين، ليصلَ الحالُ إلى وضعٍ غيرِ مسبوقٍ مع انهيارِ العملةِ المحليةِ عقبَ انسحاب الولاياتِ المتحدة الأمريكية من الاتفاقِ النووي، ويرتفعُ معَ جملةِ الأسعارِ، سعرُ رغيفِ الخبزِ ليبلغَ 2500 ريال، فيما وصل سعرُ كيسِ الطحينِ من فئةِ الخمسينَ كيلو، نحو 600000 ريال.
هذه التغيّراتُ في سعرِ رغيفِ الخبزِ، تركت آثارَها البالغةَ على الأحوازيين، فزادَ عددُ الفقراءِ الذينَ فقدوا القدرةَ على شراءِ رغيفِ الخبز، وزادت ظاهرةُ التسوّلِ اتساعاً، وبات مشهدُ الأطفالِ وكبارِ السنِّ الباحثين في الحاوياتِ عن شيءٍ يباعُ، أو يؤكلُ، مألوفاً إلى درجةٍ مثيرةٍ للقلق، ووسْطَ كلِّ ما سبقَ ذكرُهُ، قامت سلطاتُ الاحتلالِ الإيراني، بطردِ العمالِ العربِ من مؤسسات وشركاتِ ومعاملِ الأحواز، وشغَّلت العمالَ من المستوطنينَ الفرس واللر، بدلاً منهم، تاركةً عائلاتِ العمالِ إلى مصيرٍ مجهولٍ، بعد طولِ مماطلةٍ وامتناعٍ عن دفع الرواتبِ بدعوى إفلاسِ الشركات، وحرمتهم من التعويضات، ومعَ جائحةِ فتحِ السدودِ لأنهارِ الأحواز، دون سابقِ إنذارٍ، واندفاعِ السيولِ لتغمرَ أراضي ومزروعاتِ الأحوازيين، نكونُ أمامَ صورةٍ قاتمةٍ لما وصلت إليه الأحوال، وهكذا تتفاقمُ أزمةُ الأحوازيين، مع نزوحِ أهلِ الشعيبيةِ وغيرها/ ممن غمرت مياهُ السيول بيوتَهم، ليصبحَ رغيفُ الخبزُ عنوانَ مرحلةٍ من الجوعِ، والحرمان، ولتكونَ الذكرى الأربعين لثورة الخميني وشركاه، في ظلِّ واقعٍ اقتصادي كارثي، وفيما ستصدحُ المهرجاناتُ والشعاراتُ عما قريبٍ في جغرافيا ما يسمى إيران، فإنَّ شعاراتها في إنصاف المظلومين، والمقهورين، ستطلُ بفجاجةٍ على واقعِ من تدحرجت حياتُهم إلى أسوأ مستوى، فيما نهضت من حولهم خلالَ نفسِ العقود، بلاد العرب في الخليج العربي، لتدلل على حجمِ الأكاذيبِ التي شنّفت الآذان، وأعمت العيون، في دولةٍ أقلُ ما يقالُ عنها إنها دولةٌ فاشلةٌ بكل المقاييس.