ظاهرة انتشار المخدرات في الأحواز
البطالةُ، والفراغُ يتسببانِ بالكثيرِ من المشكلاتِ الاجتماعية، كالطلاقِ ، وإدمانِ المُخَدِرات، والسرقة، والدخولِ إلى عالمِ الجريمةِ الأسود.
وفي الأحواز المحتلة ، حيث جهودُ المحتلِ الإيراني تنصبُّ على استهلاكِ طاقةِ الشبابِ الأحوازي، وتبديدِ إمكانياتِه، للحَؤولِ دون قيادته للتحولاتِ والتغيراتِ نحو أحوازٍ عربيٍّ حرٍّ وقادرٍ على التطورِ نحو المستقبل.
تأتي شبكاتُ ترويجِ المخدراتِ بين الشبابِ الأحوازي على رأسِ قائمةِ أولوياتِ سلطاتِ الاحتلالِ التخريبية، برغمِ من التظاهرِ بمكافحةِ المخدرات، وليس أدلَّ على هذا من انتشارِ المخدراتِ داخلَ سجون المحتلِ، حيث تتوسط ُ الأقسامُ أسرةٌ عليها أغطيةٌ مُسدلة، تعرف بخيمةِ الكيف، ويحدثُ هذا رغم كلِّ عمليات التفتيش الظاهرية، وهناك تجدُ السجينَ يضطرُ لإلزامِ أهلهِ بجلبِ المالِ ليضمنَ استمرارهُ بتعاطي المخدرات بعد أن يصبحُ مدمناً ، حتى ولو لم يكن كذلك قبل دخولهِ السجن.
وفي دارسة للباحثِ الأحوازي مصطفى سواري حول معدلاتِ انتشارِ الظاهرةِ ، تشيرُ الدراسةُ إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في الإدمانِ، والجريمةِ، في المحمرة وعبادان والأحواز ما يدفعُ لتناولِ الظاهرةِ، ودقِ ناقوسِ الخطرِ حولَ أسبابها الحقيقية.
ويضعُ الباحثُ جملةً من الأسبابِ لانتشار الإدمانِ بين صفوفِ الشبابِ وكبارِ السنِّ منها:
– ارتفاعُ نسبةِ الأميةِ والجهل.
– غلاءُ المهورِ وزيادة تعقيداتِ زواج الشباب.
– البطالةُ ، وعدمُ القدرةِ على تحملِّ المسؤولية.
– إيحاءُ مروجي المخدراتِ بأنَّ لها آثاراً مقويةً جنسياً.
– الثرواتُ الهائلةُ خلال فترةٍ قصيرةٍ من القائمينَ على هذه الشبكات.
وتتميز تجارةُ المخدراتِ بأنها أسرعُ أنواعِ التجارةِ نمواً وتوسعاً في العالم، خاصةً وأنها تجارةٌ متقلبةٌ بين أنواعِ كثيرةٍ بعضُها طبيعي أو مستخرجٌ من النباتاتِ وبعضُها الآخرُ صناعيٌّ
والذي يكونُ عبرَ خلطِ عددٍ من الموادِ الكيميائيةِ المخدرة، وقد استطاعت المخدراتُ منذُ ظهورِها على وجهِ الأرضِ أن توقعَ في شراكِها آلافَ الشبابِ الذين أصبحوا بغمضةِ عينٍ مدمنينَ عليها، لا يستطيعونَ التوقفَ عنها إلا عبرَ رحلةٍ من العلاجِ والرعايةِ والتي تتطلبُ الصبرَ والإرادةَ الصلبة.
أما أخطرُ الموادِ المنتشرةِ في الأحوازِ، فهي مخدراتُ الكريستال، أو ما تعرفُ باسم “الشبو” وهي مادةٌ غاليةُ الثمنِ ، ومصدرها دولُ شرقِ آسيا.
ولمادة الكريستال العديدُ من التسمياتِ مثل آيس، تيك يابا، وكراك مات، والشبو ، وسميت بالكريستال للتشابهِ الكبيرِ بين بلوراتها والزجاج.
هذه المادةُ تصنفُ على أنها من المخدراتِ الصناعية المنشأ، لأنها تصنعُ بالكاملِ في معامل تصنيعِ المخدرات، وأنه يتم تصنيعُها من بعضِ الأدويةِ الصناعيةِ أو السلائفِ الكيميائيةِ المراقبة مثل “الاميثامفيتامين” وهي تدخلُ ضمنَ موادِ الامفيتامينات المنشطة، وغالباً ما يكون لونُها ناصعَ البياض.
وتتنوعُ أشكلُ تعاطيها، فهي تأتي على شكلِ بودرةٍ أو كبسولاتٍ أو حبوب، ويتم تعاطيها عن طريقِ البلعِ أو الشمِّ “الاستنشاق”، أو الحقن، أو التدخين عبر استخدام أنابيب خاصة بها، أو بواسطةِ الشيشة.
تؤثرُ هذه المادةُ على العقلِ لكونها موادَ منشطةً كالكوكائين، ومن أعراضها التنشيطيةِ أنها تمنحُ المتعاطي في بدايتها شعوراً بالبهجةِ والطاقةِ والنشاطِ،ولكن سرعانَ ما يبدأُ تأثيرُها السلبيُّ حيثُ يشعرُ المتعاطي بفقدانِ الهمةِ البدنية، وفقدانِ الشهيةِ للطعام، والشعورِ بالضيق، وسرعةِ الانزعاج، والقلقِ، والشعور ِبالإجهادِ والكآبة، فضلا عن التسارعِ في ضرباتِ القلب، والتنفس، وارتفاعِ ضغط الدم.
وعلى المدى البعيد، فإنَّ لها تأثيرٌ كبيرٌ على الدماغ، حيث يمكن لها أن تؤثرَ على المناطقِ المسؤولةِ عن التصرفاتِ السلوكيةِ للإنسانِ بتحريرِ الموادِ الكيميائيةِ المسؤولةِ عنها،
وبالتالي تسببُ انفصامَ الشخصيةِ لدى المتعاطي، وربما تقفُ المخدراتُ كأحدِ أهمِ أسبابِ الجريمةِ في المجتمعات.
أما أفضلُ طريقةٍ لعلاجِ المتعاطي فهي العلاجُ التدريجي، عبر خفضِ الجرعات، ورفعِ معنوياتِ وقدراتِ المريض
ولعلاجِ المشكلة في الأحوازِ المحتلةِ يقترحُ الباحثُ :
-تقويةُ الوازعِ الديني الذي ينهانا عن إتلافِ الجسدِ والنفس.
-إحاطة الشباب الأحوازي بنشاطاتٍ رياضيةٍ وثقافية تملأُ وقتَ الفراغ لديهم.
-مجابهةُ البطالةُ بكلِ الوسائل، عبر تقويةِ فكرة أن العملَ مهما كان نوعهُ لا يعيبُ الشاب، بل يجعلهُ يبني أرضيةً نحو مشروعهِ الخاص مهما رآهُ غيرَ مناسبٍ له
-تيسيرُ الزواجِ للشباب وانخراطهم المبكر في المسؤولية داخل البيت.
-عدم إطالةِ فترةَ اعتماد الأبناء الشباب على آبائهم داخلَ البيت ودفعهم لتكوين أنفسهم مادياً.
-التنبيه إلى أنَّ انتشارَ ظاهرةِ الإدمانِ يخدمُ أهدافَ الاحتلالِ الإيراني لتعطيلِ قدراتِ الشبابِ الأحوازي، ودفعهِ إلى مهاوي الرذيلةِ وتخريبِ المجتمع الأحوازي..