قائد جيش العدل البلوشي :خسائر إيران في اليمن انعكست على الداخل الإيراني ونناضل من أجل حقوق شعبنا المضطهد
في حوار صحفي خص به “الرياض” كشف صلاح الدين فاروقي قائد جيش العدل بأن نظام الملالي يواجه مشاكل عديدة في الداخل تهدد بقاء النظام وحتى الدولة برمتها، جراء تدخلاتها السافرة في اليمن والعراق وسورية ولبنان والتي جعلت من بنية النظام ومؤسساته المدنية والعسكرية هشة مشيراً بأن خسائر طهران في اليمن انعكست على الشارع الإيراني الذي يرفض سياسات الحكومة والتي ألقت بظلالها عليه.
وأوضح فاروقي زعيم منظمة “جيش العدل” البلوشية المسلحة والمعارضة للنظام الإيراني والتي تدافع باستماتة لصون الحقوق الوطنية والدينية للشعب البلوشي وأهل السنة في إيران، بأن الشعب البلوشي يعيش أوضاعاً مأساوية حيث إن مستويات الفقر والحرمان بلغت أرقاماً قياسية، كما أن عمليات القتل والإعدام بتهم واهية تجري على نطاق واسع.
* من هو جيش العدل ومتى تأسس؟ وما أبرز الانتهاكات التي مارسها النظام الإيراني ضدكم؟
– جيش العدل هو منظمة دفاعية وعسكرية أُسست في عام 2012 لصون الحقوق الوطنية والدينية للشعب البلوشي وأهل السنة في إيران، وقد عمدت طهران إلى عدم إشراك الشعب البلوشي في نظام حكم الدولة الإيرانية، وكانت أبرز المظالم والجرائم التي ترتكبها الدولة الإيرانية تتمثل باستهداف ديننا وأرضنا وهويتنا القومية عبر التعامل الأمني اللا إنساني الذي أدى إلى تمزيق هويتنا وأرضنا والتضييق على ديننا.
وفي هذا الجانب منعتنا دولة الملالي من إقامة شعائرنا الدينية وأيضاً من اختيار الأسماء التي تنتمي لهويتنا على الرغم من أن هذه الحقوق هي موجودة أصلا في دستور الدولة الإيرانية، ولكن على أرض الواقع لا نرى مثل هذه القوانين تطبق.
وتابع حديثه.. نحن نعتبر أن تصنيفنا كأقلية أو قوم في الدستور هو بحد ذاته انتهاكا لحقوقنا لأن الدولة الإيرانية تتكون من شعوب ولا توجد أكثرية لأي شعب على حساب الشعوب الأخرى.
* كيف تصف لنا الحالة المعيشية للشعب البلوشي في الداخل الإيراني؟
– في الوقت الحاضر يعيش الشعب البلوشي أوضاعاً مأساوية حيث إن مستويات الفقر والحرمان بلغت أرقاماً قياسية، كما أن عمليات القتل والإعدام بتهم واهية تجري على نطاق واسع وهناك حديث عن تقسيم إقليم “بلوشستان” إلى عدة محافظات في خطوة خطيرة تهدف إلى طمس الهوية البلوشية.
* ما هي الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها؟
– هدفنا هو إدارة “بلوشستان” وتشكيل حكومة محلية تتمتع بالحكم الذاتي وإرجاع حقوق شعبنا المغلوب على أمره والدفاع عن وجوده وثقافته.
* هل هناك من نجاحات وإنجازات تحققت جراء كفاحكم المسلح ضد الاحتلال الفارسي؟
– من أهم إنجازاتنا تمكننا من نشر وتوسيع ثقافة المقاومة بين أوساط الشعب البلوشي ومن خلال ذلك استطعنا تشكيل جبهة عريضة ومنظمة لمواجهة العدوان الإيراني وقد كان جل تركيزنا منصب على موضوع الاستقطاب والتوعية وتثقيف الإنسان البلوشي على عقيدة الثورة والمقاومة ولله الحمد حققنا ما كنا نأمله.
إن هذا النجاح جعلنا نُفشل معظم سياسات العدو الإيراني وساهم في تراجع الكثير من سياسات طهران وخططها السابقة وأصبحت تهتم لأوضاع الشعب البلوشي بعد ما كانوا يعتبرون البلوش مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وعلى الصعيد العسكري وجهنا ضربات موجعة للدولة الإيرانية وبذلك تمكنا من تغيير الأوضاع على الأرض كما أثبتنا أن العدو ليس كما يصور نفسه بأنه قوة لا تهزم والدليل على ذلك نفذنا أكثر من مئة عملية ناجحة بأقل الخسائر، ونعتبر أن هذا الأمر من أهم منجزاتنا التي بينت أن الدولة الإيرانية هي دولة ضعيفة وخاوية، ومن الناحية المعنوية أثبتنا أن جنود الدولة الإيرانية لا يتمتعون بالقدرات القتالية.
* بحكم معرفتكم التامة بعقل النظام الإيراني كيف ينظر الساسة الإيرانيون إلى محيطهم العربي؟
– إن النظام الحاكم في إيران لا يمكن الوثوق به أو بناء العلاقة معه من باب الثقة أبدا، لأن النظام الإيراني بُنيت أسسه على الظلم والاعتداء.
إن النظام الذي يفقد مكانته بين أطياف الشعب “الساحة الداخلية” بسبب تعامله لا يمكننا أن نتوقع أن يكون مقبولاً على الساحة الخارجية ومع دول الجوار.
في حقيقة الأمر أن أسس النظام الإيراني مذهبية ومبنية على تصدير المذهب وأفكاره المذهبية وكتبه العقدية من اجل إحياء إمبراطورية شيعية.
لقد كان في فترة زمنية وجود لإمبراطوريتي الروم وفارس، ولكن اليوم أحلام حكام النظام الإيراني مبنية على إقامة إمبراطورية مبنية على أسس طائفية.
* ما الرسائل التحذيرية التي توجهها إلى العالم إزاء ممارسات إيران؟
– أولا نطالب من العالم الحر أن يشعر بحجم الظلم والمعاناة التي نعاني منها ونأمل أن يقف إلى جانبنا حتى نستطيع أن نحصل على حقوقنا الإنسانية التي منحها الله سبحانه وتعالى لنا حتى نتمكن كشعب أن نعيش على أرضنا كباقي البشر أحرار، أما الوقوف إلى جانبنا كيف وبأي طريقة يكون، نعتقد لابد أن يكون مبنياً على الأخلاق والمصالح الوطنية المشتركة.
ثانيا نخاطب كافة الشعوب والحكومات التي بيننا وبينها مشتركات نطالبها أن لا تتجاهل قضيتنا وأن تطرحها في كل مكان ونطالبها بتقديم الدعم لنا من باب المصالح المشتركة لأن النظام الإيراني تخطى القوانين الدولية و تدخل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدول المنطقة مما يظهر انه استغل حسن الجوار وإعلان الحرب على العالم أجمع.
* ما هو التهديد الذي تتوقعه على المنطقة حال امتلاك طهران للسلاح النووي؟
– هذا النظام وبدون قنبلة نووية قام حتى الآن بخلق الكثير من الفتن والمشاكل في العالم حيث أصبحت المنطقة قابت قوسين أو أدنى من حرب شاملة، لذا إذا تسلح هذا النظام بقنبلة نووية سيقوم بتنفيذ كافة التهديدات التي قام بها حتى الآن ضد دول وشعوب المنطقة والعالم وعندها سيكون ثمن مواجهة هذا النظام أكبر بكثير من الوقت الحالي.
* من خلال رصدكم لقوة إيران العسكرية إلى أي مدى ضعفت قدرتها العسكرية بعد تدخلاتها في اليمن وسورية والعراق ولبنان؟
نعم ضعفت، فالحروب والتدخلات والفتن التي يقوم بها النظام الإيراني في دول المنطقة والعالم لم ولن تكون بدون نتائج عكسية على النظام الإيراني في الداخل، نظام الملالي يعاني من مشاكل عديدة في الداخل تهدد بقاء النظام وحتى الدولة برمتها، وهذا المشاكل بالإضافة إلى انعدام الثقة بالنظام من قبل كافة شرائح المجتمع الإيراني والشعوب غير الفارسية والمشاكل الاقتصادية وانتشار الفقر والحرمان نتيجة دعم مشاريع الأنظمة في سوريا والعراق ولبنان واليمن تؤكد تضعضع ميزان القوى لدى المؤسسة العسكرية التي خسرت كثيرا في العديد من المواقع والجبهات نظير تدخلاتها السافرة في شؤون الدول.
حوار – أحمد الأحمد
المصدر: صحيفة الرياض