متى يتحرر عرب الأحواز ؟!
منذ أن استولى الفرس على منطقة الأحواز العربية التي تقع على الضفة الأخرى لشط العرب وذلك بعد أن تيقن حكام طهران أنها منطقة غنية بالنفط ومن أهم مدنها وموانئها عبادان والمحمرة التي غير الفرس اسمها إلى اسم فارسي لم تزل تحمله هو «خوار مشهر» ليعدلوه مرة أخرى خلال حربهم مع العراق إلى «خوننشهر» أي مدينة الدم حسب ما قرأت في التحليلات السياسية التي كانت تنشر خلال حرب الخليج الأولى، منذ ذلك التاريخ وعرب الأحواز الذين تتراوح أعدادهم ما بين اثني عشر إلى ستة عشر مليون نسمة يعانون من القهر والاضطهاد والتمييز الطائفي والعرقي والإهمال المتعمد لمناطقهم، بل إن هناك من يضايقهم حتى في دور عبادتهم حيث فرضت عليهم اللغة الفارسية لغة تعامل وتعليم وتعمد ساسة طهران تغيير الوضع الديمغرافي في الأحواز على مدى سبعة عقود وكان نصيب من يحتج أو يجادل أو يبدي رأيا معارضا للسياسة الفارسية القاهرة السجن والتعذيب والتصفية الجسدية، حتى اضطر الآلاف من أبناء الأحواز إلى الهجرة إلى دول عدة في أوروبا وغيرها، أما الباقون منهم في أرضهم فإنهم تحت الهيمنة والإذلال وكم تحدثوا عبر وسائل الإعلام واتصلوا بالمنظمات الدولية ولكنهم لم يجدوا من يستجيب لاستغاثاتهم فسكنوا وقبلوا ما هم فيه على مضض لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ولعل طهران التي لم تترك دولة من دول الشرق الأوسط إلا ومدت أصابعها الآثمة في جوانحها مثيرة الفتن الطائفية والحروب والخراب قد أمنت من أن يقوم أحد بتحريك ملايين الأحواز بين العرب ضدها فأساءت الأدب بالتدخل في شؤون الدول العربية التي صبرت على أذاها ووقاحتها حتى فاض بها الكيل فكانت عاصفة الحزم التي ينبغي أن تكون مقدمة لإجراءات صارمة تعيد إيران إلى حجمها الطبيعي ليسلم الآخرون من شرورها المستطيرة، أما عرب الأحواز فلا بد أن يأتي اليوم الذي يتحررون فيه من الهيمنة الفارسية البغيضة طال الزمن أم قصر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
محمد أحمد الحساني
المصدر: جريدة عكاظ
تذكير: تم استخدام التسمية الصحيحة لوطننا الأحواز بدلا من التسمية المزورة وهي ال( أ ه و ا ز)