في ضيافة الزنزانة الإنفرداية
انا الأسير رقم90 أقبع خلف قضبان الاحتلال الفارسي،أسكن في فندق خمس نجوم يعانق الأنفاق تحت ارض مسلوبة.
غرفتي مرفهة بحيث تحجب نور الشمس عني وسواد الليل لكي تخلق مشهدا يشبه خسوف القمر وكسوف الشمس مما يلغي حاسة النظر عندي، ياله من وضع رومانسي كئيب!!!
اعامل كالملك المغتصب عرشه،ليس لدي الحق بالكلام لأن فمي تحت اقامة جبرية و اي محاولة للبوح تعني عملية هروب.
بدأت أغازل الجدران من خلال يدي ملمسها خشن كأنها تروي يوميات من الأزل لقوم سكنوا في هذا الفندق وعاصروا هذه الغرقة المجللة.
في هذه اللحظة كم تمنيت ان اكون أعمى واليوميات تكسو نفسها بخط البريل.
اليوميات كانت توحي على وجود آلة للكتابة فبحثت وماوجدته هو طبشور صغير فرح بمسكة اصابعي.
قررت تجربة الكتابة لأول مرة ولكن صوتا في داخلي أخبرني لا تفعل!!!
عندها تذكرت عبارة لمناضل سوري كان سجينا أيام حكم حافظ الأسد يقول:في الأسر ماكان يجب عليك ان تسرح بأفكارك او تحاول مزاولة الكتابة يجب ان تمثل الجهل لأن العكس يعني إنتظر عملية الإستجواب.
حلم الكتابة ايضا”سرق.
الخطة البديلة كانت البحث عن رفقاء الأسر وهم الوحيدون الذين يرحبون بك في هذا الفندق بعبارة أخرى يمثلون خدمة الغرف ولكن بإسم مستعار وهن الحشرات الزاحفة،لا تنزعجوا لسن مقيتات كما نتصور بل هن ايضا لم يسلمن من آلة قمع الإحتلال الفارسي.
في هذا الفندق الساعات لاتعني شيئا بل اللحظات هي اللاعب الأساسي،تسرقك وتجول بك في سراديب ليس لها نهاية. أخيرا سمعت احدا يفتح الباب حتى يخبرني عن إنتهاء رحلتي الذهبية وليلة من الأسر في ضيافة الزنزانة الإنفرداية. وبدأت رحلة التتويج على عرش غابات الإستجواب والتعذيب والتنكيل والموت.
فنطقت الشهادتين وعوقبت بالمضي برفقة تجار السرقة والقتل.
أسماء الأحوازية