بيان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حول الاحتجاجات الاخيرة في عموم جغرافيا ما تسمى إيران
بسم الله الرحمن الرحيم
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا
صدق الله العظيم
يا أبنا شعبنا الأحوازي الأبيّ، أيّها الأبطال، أيّتها الحرائر، أبنا الأحواز العربيّة المحتلّة، أيّها الشعب المقدام
لقد كنتم ولا زلتم بمثابة شرارة الثورات والانتفاضات التي طالما زلزلت الأرض تحت أقدام النظام ايراني الارهابي المحتل لأرضنا، كما كنتم في مقدّمة الذين حطّموا كافة حواجز الخوف والرعب الذي حاول النظام الإرهابي الإيراني فرضها على كافة الشعوب الواقعة ضمن ما تسمّى بجغرافية إيران، من تُرك وكُرد بلوش وغيرهم من الشعوب.
وما من أحد يستطيع نكران أو نسيان تضحياتكم الجسام وعطائكم وإيثاركم وإخلاصكم وتفانيكم في العمل الوطني المقدام، وبفضل هذا العطاء والإيثار، فقد ضربتم أروع الأمثلة في الشجاعة والاستبسال، حتى أصبحتم قدوة ونبراساً للكثير من الشعوب الثائرة ضد الاحتلال والظلم والقهر والاستبداد.
ولو لا شجاعتكم واستبسالكم في مواجهة مختلف الأجهزة القمعيّة للنظام الإرهابي الإيراني المحتل للأحواز، حيث واجهتم آلته العسكريّة بصدور عارية، فلما اقتدت بكم العديد من المدن الواقعة ضمن هذه الجغرافية الإصطناعيّة والقائمة على الاحتلالات، كطهران وأصفهان ومشهد وعشرات المدن الأخرى.
وها هُم شركائكم في النظال ضد هذا النظام المحتل في كردستان وبلوشستان وآذربايجان، والعديد من المناطق الأخرى، يشيطون غضباً في وجه هذا النظام المجرم، ويسجّلون أروع البطولات في التصدّي والتحدّي، مندّدين بسياساته الإجراميّة، ومقتله الفتاة الكرديّة، ومن ثمّ توغّله في القتل والجريمة في صفوف كل الذين ثاروا ضد جرائمه وطغيانه.
لقد عُرف ولا يزال يُعرف شعبنا العربي الأحوازي المقدام بالنخوة والغيرة والشهامة والوقوف إلى جانب الحق ونصرة المظلوم، ومقارعة الظلم والاضطهاد والاستبداد، كما عُرف هذا الشعب الباسل في ضربه أروع الأمثلة في التآزر والتكاتف والوحدة الوطنيّة التي جسّدها مراراً وتكراراً على أرض الأحواز.
وها نحن اليوم نشاهد بأمّ أعيننا كيف أنّ الآلة العسكريّة للكيان الإيراني، تحصد أرواح الأبرياء في كردستان وبلوشستان وآذربايجان وفي سائر الأقاليم الواقعة ضمن هذه الجغرافية، وكيف أنها تخطف صفوة أبناء الأحواز من بيوتهم ومن الشوارع، لتزهق أرواحهم الطاهرة، شهداء، تحت سياط تعذيب الجلّادين، دون رحمة أو شفقة.
والمؤكّد أنّ كل أسباب هذا التوغل في القتل، إنّما تعود إلى ضعف هذا النظام وتهاويه واقترابه من مرحلة الانهيار، لذلك يتبع سياسة الهروب إلى الأمام من خلال ارتكابه الجريمة تلو الأخرى، محاولاً إثبات قوّته الكاذبة، بأنه لا يزال متماسكاً وقادراً على إدارة البلاد بقبضة حديديّة.
في حين أن واقع الحال، يثبت عكس ذلك تماماً، خاصّة وأننا نلاحظ كيف أنّ صور رموزه تحرق في عشرات المدن على يد النساء والفتيان والفتيات وتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات والعمّال والموظفين والأساتذة والتجّار، وكل شرائح الشعوب وفئاتها.
وقد آن الأوان لشعبنا العربي الأحوازي المناضل والمقاوم، ليدخل المعركة المصيرية و بكل قوة و حزم لاسترجاع أرضه المغتصبة و تغيير المعادلات كما أنه لا يزال قادراً على حسم المواجهة ضد العدوّ، تماماً مثلما فعل خلال ثورة عام 1979، حين أطلق رصاصة الموت ضد النظام الملكي المحتل.
خاصّة أنّ هذه الأنظمة المتعاقبة على سدّة الحكم في طهران، والغاصبة لأرض الأحواز، تعتاش من ثروات الأحوازيين من نفط وغاز ومنابع طبيعيّة ومياه وموانئ، لذلك فإنّ الإضرابات العمّالية في الأحواز وفي جميع هذه القطاعات، قد أدّت إلى شلّ العجلة الاقتصاديّة للنظام آنذاك، فسارعت في تهاويه وإنهياره.
ويعيد التاريخ نفسه اليوم، ولكن المفارقة هذه المرّة، تكمن في اختلاف المعطيات والترتيبات والاستراتيجيات والمعايير والمقاييس، حيث لن تتكرّر تلك التجربة المريرة بمجيء نظام جديد، لا يقلّ قسوة وفاشيّة وعنصريّة عن النظام السابق، ولا شكّ أن النصر المؤزّر سوف يكون حليفاً لشعبنا ولكل شعوب المنطقة، بالتخلّص من الكيان الإرهابي الإيراني المحتل.
وبعد مرور نحو قرن من هذا الاحتلال القبيح المسلّط على شعبنا المغوار، وما رافق ذلك من ظلم وقمع واستبداد وقهر واضطهاد، قلّ نظيره في تاريخ البشريّة، فلا شكّ أنه يحق لشعبنا الأبيّ بأن يرى النور، وضمن إطار دولته الوطنيّة الحرّة المستقلّة، وذلك بعد مرور كل هذه السنين العجاف.
فليتهيأ شعبنا العربي الأحوازي العظيم إلى تأدية دوره الوطني المشهود والمعهود، بعد سقوط النظام الإرهابي الحاكم في طهران، والذي
العزة و المجد لشهدائنا الاحرار
الحرية لاسرنا الابطال
حبيب جبر
رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
١٠ -١٠-٢٠٢٢