كوارث ومآسي الخطر الصهيوني والفارسي
إن البعرة تدل علي البعير واﻻثر يدل على المسير والمؤامرات التي يحيكها الكيان الصهيوني ضد اﻻمة العربية دليل قاطع على انه هذا الكيان المسخ له مخطط لن يهدأ له بال حتى ينفذه وهو اسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل الى الفرات هي عبارة مكتوبة على مدخل مبنى الكنيست الإسرائيلي.
إن الدليل على رفض اسرائيل للسلام هو عدم قبولها بالمبادرة العربية للسلام مع اسرائيل والتي تقدم بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه ووافقت عليها جميع الدول العربية في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت سنة 1982 ولهذا نعتقد انه لا سلام مع إسرائيل واتفاقيه السلام بين مصر واسرائيل في كامب ديفيد وايضا المعاهدة مع اﻻردن في وادي عربة هي اتفاقيات هشة كان الهدف منها اخراج اكبر دولة عربية وهي مصر من الصراع العربي اﻻسرائيلي واﻻستفراد ببقية الدول العربية والسيطرة عليها بسياسة فرق تسد.
اما نظام وﻻية الفقيه في طهران من اهم اهدافه هو تصدير الثورة وتغيير اﻻنظمة العربية ونشر المذهب الشيعي عن طريق التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية ليس بالغزو المسلح ولكن من خلال خلق احزاب موالية لنظام الولي الفقيه مثل حزب الله في لبنان تقوم بالسيطرة على مرافق الدولة وفرض سياسة اﻻمر الواقع تماما كما حدث في اليمن عندما سيطر الحوثيون على معظم المحافظات اليمنية وطبعا لوﻻ تدخل التحالف العربي بمشاركة بعض الدول الإسلامية لتحولت اليمن الى لبنان ثانية يحكمها الحوثيون وميليشيا علي عبدالله صالح الموالين ﻻيران.
إن الكيان الصهيوني والفارسي هما وجهان لعملة واحدة ولديهم هدف مشترك وذلك باثارة حروب طائفية والتستر بالدين فنجد ان اسرائيل تتستر بالدين اليهودي وهي في حقيقة اﻻمر حركة صهيونية لها اهداف سياسية وكذلك نظام الولي الفقيه فهو يتستر بالدين ولكنه نظام يدافع عن القومية الفارسية ويريد احياء اﻻمبراطورية الفارسية.
نائب وزير الخارجيه الكويتي خالد الجارلله يدعو الي التفاهم مع النظام اﻻيراني وليس التصادم ويقول انه ﻻ نيه لدول مجلس التعاون لسحب سفرائها من ايران كما فعلت مملكة البحرين وﻻ ادري لماذا يتكلم باسم دول مجلس التعاون وهناك امين عام لمجلس التعاون؟ وبعدين عن اي تفاهم يتحدث والنظام اﻻيراني يحتل ثلاث جزر إماراتية ويعترف رئيس الحرس الثوري قاسم سليماني ان ايران لديها اربعة جيوش في اربع عواصم عربية ناهيك عن خلية التجسس التي تمت محاكمتها في الكويت وخلية العبدلي التي مازالت منظورة امام القضاء .
خلاصة القول إن هناك خطرين يهددان اﻻمة العربية ﻻ ثالث لهما وهما الخطر اﻻيراني والخطر الفارسي وﻻ نبحث عن شهرة عندما نتكلم عن النظام اﻻيراني ﻻننا فقط نسلط الضوء على واقع اﻻمة العربية ولماذا لم نتكلم عن تركيا مثلا ﻻنها لم تتدخل في شؤون الدول العربية وفي سوريا هي تتدخل لحماية مصالحها ولكن ليس لها اطماع.
ومجمل القول إن على الدول العربيه التي لها علاقات بالكيان الصهيوني مثل مصر والمملكه اﻻردنية ان يخفضوا التمثيل الدبلوماسي معها احتجاجا واستنكارا لما تقوم به القوات اﻻسرائيلية من تنكيل وقتل في الشعب الفلسطيني وهذا الحد اﻻدني للتعبير عن الغضب العربي واما الدول العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع إيران ونخص بالذكر دول مجلس التعاون أن تخفض ايضا مستوى تمثيلها الدبلوماسي احتجاجا على ما يقوم به الحرس الثوري اﻻيراني من قتل وتنكيل بالشعب السوري والهيمنة على القرار العراقي واللبناني ومحاولة دعم الحوثيين بالسلاح عن طريق البحر وطبعا هذا أيضًا الحد اﻻدنى من التعبير عن اﻻستياء والغضب واما إسطوانة التفاهم والسلام مع الكيان الصهيوني ونظام ولي الفقيه فهي اسطوانة مشروحة وعلينا ان نطبق اﻻية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فهي الحل الأمثل للتعامل مع الخطر الصهيوني والخطر الإيراني.
أحمد بودستور
المصدر: جريدة الوطن الكويتية