كتاب : عروبة الأحواز في الجغرافية التاريخية والمُعاصرة..يكشف المسكوت عنه
صدر للدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي كتابه السابع الموسوم ( عروبة الأحواز في الجغرافية التاريخية والمُعاصرة ).
الكتاب صدر عن دار دجلة – الأردن
تألف الكتاب من (651 ) صفحة، وتضمن (27)خريطة، وعدد كبير من الجداول، فضلاً عن عدد من الصور الفوتغرافية.
الكتاب يعد وثيقة تاريخية جغرافية رصينة ، ليس لهُ نظير في المكتبة الإسلامية العربية الحالية، لا سيما وأنه تضمن معلومات رُبما تعرض لأول مرة، ثم رؤى تحليلية رصينة للمؤلف
تألف الكتاب من: مُقدمة، ومدخل – فصل تاريخي -، وإِحدى عشر فصل، وخاتمة، وأربعة ملاحق.
أثار الكاتب والباحث اللهيبي في الكتاب، أن الفرس لا نسل لهم بين شعوب الأرض؟ وهذا ما ذكرهُ بالشاهد والحجة الرصينة، في حين أن أهلنا الأحوازيون عيلاميون مِن نسلِ سام بن نوح، وهنا يثير الكاتب اللهيبي سؤال: هل يتساوى مَن لا نسل – أي لا أصل لهم – معَ مَن لهُم نسل وأصل؟ وهل يجوز أن يستعمِر مَن لا نسل / أصل لهُ مَن لهُم أصل؟
ثم اثار الكاتب اللهيبي بالحجة والشاهد أيضاً، العلاقة التاريخية التي تمتد لما قبل الميلاد بين الفرس واليهود، والتي نجدها قائمةً حيث التحالف الأبدي بينهما قائماً، وما الخلافات التي يروج لها من قبل الفرس واليهود إِلا لذر الرماد في العيون، والإِستهزاء بالعقول التي تقبل الضلالة التي يروجونها مِن أن الفرس أعداء اليهود، وبالعكس، في حين أن الطرفين ( حبايب ).
كما تناول قِدم مدينة المُحمرة الأحوازية في التاريخ القديم، حيث كانت إِحدى المُدن المهمة لمملكة ميسان، وعرفت وقتئذٍ باسم (خاراكس)، وعززنا ذلك بخرائط، وهذا ما تناوله في المدخل، الذي اسماهُ – الفصل التاريخي -، حيث تضمن عدة خرائط وثلاثة مُخططات.
الفصل الأول: بيّن فيه المُؤلف اللهيبي الفروق بين تسميات: خوزستان، والأهواز، والأحواز، وعربستان، مُحللاً برصانةٍ علمية، لماذا أُشيع استخدام كلمة ( الأهواز )، وهي خطأ والأصح ( الأحواز ).
الفصل الثاني من الكتاب: تناول المؤلف اللهيبي بشواهد، وحجج أن بلاد فارس لا تمت بصلة لإِقليم الأحواز، والأخير لا يمت بصلة لفارس، وأن كل ما في الأمر أن أحدهُما يتاخم / يجاور الآخر جغرافياً فقط، واستشهد بجملةٍ من الخرائط القديمة التي مضى عليها ما يزيد عشرة قرون، لا سيما الخرائط الإِصطخرية والحوقلية – أي الرحالة والجغرافي الإِصطخري، وابن حوقل- .
الفصل الثالث: نختصرة بعبارةٍ بليغة جداً للرحالةِ الجغرافي "المقدسي"، قوله: «هذا إِقليم أرضهُ نحاس، نباتها ذهب،.. أنهارهُ عجب»، حيث تناولنا فيهِ الجغرافية التاريخية والمُعاصرة لإِقليم الأحواز.
الفصل الرابع: تألف مِن مباحث ثلاثة: الأول منها تناولنا فيه ما للمُجتمعِ الأحوازي، مِن سمات مُجتمعية سائدة، وكذلك كان للمُجتمعِ الفارسي.
ثم إنه كانت هُناك في إقليم الأحواز مذاهب دينية إِسلامية سائدة، عاشت وفق ما جاء في القرآنِ والسنة مِن تآخٍ، ومحبة، وتعايش قائم على السلام، والنفور مِن العصبيات، باستثناءِ ما كان يحدث مِن حالاتِ عصبية شاذة، لحين مجيئ السادي الإِرهابي "إِسماعيل الصفوي"، حيث أعمل السيف، والحرق، وقطع الرؤوس بأبناءِ أهل السنة والجماعة في عمومِ المُدن الإيرانية، فتأثرت بذلك مُدن الأحواز بحكم الجوار الجغرافي، ثم أعقب ذلك الاحتلال الفارسي البريطاني للإِقليم ليُفرض عليهِ ما هو سائد في عمومِ المدن الإيرانية، ليتوج الأمر بما يُسمى بالثورةِ الإسلامية الإيرانية عام 1979، التي فرضت قسراً في دستورها الذي جمع بين الطائفية والعنصرية، في المادةِ الثانية عشرة المذهب الإِمامي الإلهي الإثني عشري، على الشعبِ العربي الأحوازي، والشعوب الأُخرى المُسْتَعمَرة مِن قبلِ إيران.
الفصل الخامس: تناول فيه المؤلف أن إِقليم الأحواز، أجمع مَن تناولناهم مِن المُؤرخين، والجغرافيين، وعلماء المُدن، وغيرهم، أنهُ يتألف مِن مجموعةٍ مِن الكُور / المُدن، التي لا شأن لها البتة بنظيراتها مِن بلادِ فارس، حيث عمِلنا جدولاً بينّا فيهِ الكُور / المُدن، التي تألّف منها إِقليم الأحواز، ثم تتبعنا بصبرٍ وأناة مِن الكُتبِ العتيقة والمُعاصرة، ما وثق عنها، فجاء توثيقنا دقيقاً شاملاً، عالي القيمة مِن الناحيةِ البحثية.
الفصل السادس: تضمن توثيقنا لكُورِ أحوازية أُخرى فضلاً عمّا ورد في الفصلِ الخامس، ووثقنا عنها أيضاً معلومات جغرافية تاريخية ذات أهمية، وبذلك حوى كتابنا أكبر عدد مِن الكُور الأحوازية.
الفصل السابع: يكاد يكون نتيجة نهائية، حتمية، لا خِلاف، ولا اختِلاف عليها، للفصول الستة أعلاه، مُتمثلة بأنهُ: سكنة إِقليم الأحواز عرب أقحاح، مِن نسلِ عيلام بن سام، وأنجزنا جدولاً ذا أهمية بذلك، مع بيان العشائر العربية الأحوازية الأصيلة كابراً عن كابر.
الفصل الثامن: مثلما عرّف المُؤلف اللهيبي في الفصلِ الخامس بكُورِ إِقليم الأحواز، فإِنه عرّف بهذا الفصل بكُورِ بلاد فارس، وهو بمثابةِ بيان، وتأكيد أن ما ورد مِن معلوماتٍ موثقة عن كُورِ إِقليم الأحواز، لا تمت بأدنى صلة مع كُور بلاد فارس.
الفصل التاسع: تناولنا فيهِ ما أنعمَ الله تعالى، على إِقليم الأحواز مِن نِعمْ، وحباه بأنهرٍ غزيرة المياه، دائمة الجريان، جعلت مِن شعبِ الأحواز في حالٍ مِن الاكتفاءِ الذاتي مِن المياه، حيث وثقنا معلومات ذات أهمية عن الأنهر الأحوازية، والملاحة النهرية التي كانت سائدة فيها وقتئذٍ.
– الفصل العاشر: تناول المُؤلف إِنعكاس الثروة المائية الأحوازية الوفيرة، على الزراعةِ، والصناعة، والتجارة الداخلية والخارجية في إِقليمِ الأحواز.
– الفصل الحادي عشر: الاسْتِعْمار الفارسي الذي جمع بين سمات عدَّة، منها: الظلم، القهر، الإستبداد، طمس المعالم العربية الوطنية الأحوازية، وغير ذلك الذي أكثر مِن أن يُحصى، وضع استراتيجية استعمارية طبقها بحذافيرها، تتمثل في تجفيفِ الأنهر الأحوازية مِن دونِ استثناء، عبر إنشاء سدود عملاقة، وأنفاق مياه، وغير ذلك على منابعِ الأنهر الأحوازية، لنقل مياهها إلى المُدنِ الإيرانية مثل أصفهان، وقم، وغيرهُما، وقد عززنا ذلك الظلم الإيراني، بخريطتين تُبينان توزيع السدود، والأنفاق الإيرانية بإِقليمِ الأحواز، وكذلك بجدولين: الأول بالسدودِ الإيرانية، والآخر بأنفاقِ المياه، ثم صور للسيد خامنئي، وهو يتفقد أحد السدودِ بإِقليمِ الأحواز، مُتجاهلاً التعطيش المُتعمد لشعب الأحواز بكاملهِ. تجفيف الاسْتِعْمار الإيراني للأنهرِ الأحوازية، نتج عنهُ كوارث بيئية،.
الخاتمة: تناول فيها المُؤلف بهتان المُستَعْمِر الإيراني، الذي نجدهُ مِن ضمنِ ما نجدهُ، في مُمارستهِ للأضداد: فهو يدّعي الإِسلام، نجدهافي موادَّ دستورية وردت في دستورهِ، ولكنهُ على الطرفِ الآخر، مارس، ويُمارس الظلم والبهتان وغيرهما، اللذين عدَّهما الإسلام مِن الكبائر، ونهى بقوة عن ممارستهما، ضد شعب الأحواز المُسالم والمُضطهد.
كتاب المؤلف الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي ( عروبة الأحواز في الجغرافية التاريخية والمُعاصرة )، بما وثقه مِن معلومات، وتحليلات، جاء كلوحةِ فسيسفساء، مُتناسقة الألوان، رائعة الجمال، عالية القيمة، ويُعدُّ بمثابةِ تأكيد لروابطِ المحبة المُستقرة في كُلِّ خلية مِن خلايا جسد شعبي العراق والأحواز عبر التاريخ.
المصدر: موقع صوت الأمة الحر