#أحوازنا-المدينة:أحوازيون ناجون من سجون الملالي: تعرضنا لكافة أشكال التعذيب من قبل الحرس والباسيج الإيراني
يمارس نظام ملالى ايران سياسة القتل والترويع والسجن ضد كل من يخالفه بموجب دستور طائفي عرقي وبموجب أمزجة المعممين.
والحرس الثورى وقطعان الباسيج وأول من تعرض لهذه الانتهاكات هم العرب الأحواز، فبعد المطالبات السلمية للأحواز بالهوية العربية والاستقلال والتعبير عن حقوقهم المشروعة وأتساع هذه المطالبات في المدن والمناطق العربية الأحوازية في السنوات الأولى من الاحتلال الفارسي للأحواز، قام ملالي إيران بتطبيق عقوبات جماعية ضد الثوار الأحوازيين من خلال نقلهم للمعسكرات أو أسرهم هناك ومن ثم نفيهم إلى مناطق إيرانية أو تنفيذ إعدامات مباشرة ضدهم، لكن ما قد يخفى على البعض أن الإعدامات الإيرانية ليست فقط بمشانق الرافعات بل هناك إعدامات تتم في السجون الإيرانية التي تمنع المنظمات الحقوقية من زيارتها لما فيها من انتهاكات بحقوق الإنسان لم تقدم عليها أي دولة قديمًا وحديثًا.
الأحواز العرب كانوا أكثر من تعرض لهذه الانتهاكات بحق الإنسانية والظلم والاستبداد والقمع والتصفية والمقابر الجماعية.
كارون السجن المرعب
خصصت إيران سجنا مرعبا في الأحواز يسمى بسجن « كارون» وهو أحد أكبر السجون في شمال الأحواز ويضم في معتقلاته الأسرى والمعتقلين الأحوازيين الذين يرفضون واقع الاحتلال الفارسي لبلدهم ويقاومون وجوده هناك بكل الطرق السلمية، كما يسجن في هذا السجن الأشبه بالجحيم نشطاء من مختلف الأعراق والمذاهب ومشايخهم وطلابهم ويتعرضون جميعا لأسوأ معاملة من كادر السجن الذي يتكون من الحرس الثوري وعناصر المخابرات الفارسية.
«كارون» هو ثاني أكبر سجن في عموم جغرافية «إيران» من حيث وجود السجناء السياسيين بأعداد كبيرة بعد سجن «افين» في طهران، ويتكون من أقسام مختلفة أشهرها القسم السادس المخصص للنشطاء السياسيين والدينيين، إلا أن بلاد فارس وللحفاظ على سياسته في مواجهة المناضلين بدأت في السنوات الأخيرة بإدخال المجرمين والقتلى من المستوطنين الفرس مع المعتقلين الأحوازيين بغية إيذائهم وإلحاق الضرر بهم.
وعمدت ادارة السجون الإيرانية في الأحواز ومن أكبرها سجن كارون على انتهاك حقوق الأسرى والمعتقلين، وحبسهم دون مذكرة اعتقال أو أي إنذار مسبق، فيما تقوم المخابرات الإيرانية من جهتها في أحيان كثيرة بخطف المناضلين، والناشطين الأحواز، من البيوت أو مكان العمل أو الدراسة، ومن ثم تنقلهم لأماكن مجهولة وتمارس ضدهم تعذيبا جسديا ونفسيا وبأساليب وحشية.
تكبيل اليدين والقدمين
يؤكد العديد من النشطاء الأحواز الذين التقتهم «المدينة « أنه في الساعات الأولى من الاعتقال يؤتى بالأسير إلى غرف مخصصة للتعذيب الجسدي، وتكبل اليدان والقدمان على سرير حديدي وتوضع الكمامة على عينيه لكي لا يرى السجانين، ويبدأ معذبوه بضربه بعنف على ظهره وعلى رأسه بواسطة «سياط» أو كيابل كهربائية ولا يمنعهم نزيف الدم من الاستمرار بالتعذيب حتى يفقد الأسير وعيه.
وتستمر عملية التعذيب بشكل يومى وبقسوة شديدة وذلك بهدف انتزاع اعترافات من الأسرى، وهذا الأسلوب الوحشي يجبر المعتقلين على الاعتراف بأشياء لم تقع.
كما يوضع السجين في زنزانة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار بمفرده لشهور وأحيانا لسنوات ويمنع المعتقل في الشهور الأولى من الحصول على مصحف لقراءة القرآن بغية تحطيم معنوياته، كما يمنع من الاتصال بعائلته وذويه ويستهدف محققو المخابرات عبارات وألفاظا ركيكة ضده. وبعد ما يتم أخذ الاعترافات من الأسرى تحت التعذيب والجلد بالسياط، غالبا مايتم نقل المحكومين بالإعدام بالخفاء ودون محاكمة إلى ساحة الإعدام في سجن كارون وينفذ ضدهم الإعدام شنقا بواسطة الرافعات، أو داخل السجون، وتمتنع المخابرات عن إبلاغ الأهل بتوقيت الإعدام ومحله حيث يتم اطلاعهم فيما بعد على عنوان المكان الذي يدفن فيه الشهداء في جبال ووديان بعيدة ومتروكة وغير مؤهلة للدفن، في انتهاكات صريحة أيضا لحرمة الميت.
في هذا السياق تقول الأسيرة المحررة «نبية الكعبي» التي تعرضت إلى التعذيب في الأسر وقبل اعتقالها كانت ناشطة تعمل ضمن مجموعة ثورية في الأحواز: إن عناصر المخابرات في السجن رفضت إعطاءها مصحفا لقراءة القرآن رغم إلحاحها وتضيف «نبية»: جلادو المخابرات في السجون يقومون بالتعذيب الشديد والذي يصل في أحيان كثيرة للموت، كل ذلك بغية انتزاع الاعتراف، ولا يميزون بين رجل و امرأة، والمعاناة والمأساة التي تعرضنا لها نحن النسوة الأحوازيات وفي مقدمتنا الأسيرة القدوة «فهيمة البدوي» زوجة الشهيد القائد «علي المطيري» خير دليل على ذلك، إذ ان فهيمة وضعت طفلتها في السجن ومع مرور أكثر من عشر سنوات من الأسر إلا أنها لاتزال أسيرة في سجون الاحتلال الفارسي دون محاكمة!!.
ويروي أسرى سابقون بطولات شهداء القضية الأحوازية الذين أعدموا في سجن كارون بعد تسرب الاخبار من الجنود الحاضرين في ساحة الإعدام، ومنها بطولة الشهيد «ماجد البوغبيش» الذي أعدم في عام «2006» وهو يردد أثناء صعوده الى منصة الإعدام بكل شجاعة «تحيا الأحواز»، و «سيزول الاحتلال الفارسي»، وقصة الشهيد « أمير غلام الكعبي» الذى كان يهتف: يسرني ويشرفني أن استشهد وكنت أتمنى قبل رفاقي وإخوتي إشارة منه إلى قادة كتائب الشهيد محيي الدين ال ناصر الذين أعدموا في عام «2005» وفي مكان غير معروف وهم الشهيد علي المطيري، والشهيد عبدالله الكعبي والشهيد مالك التميمي». وأما الذين تصدر عليهم أحكام سجن لفترات طويلة، فيؤتى بهم إلى سجن كارون لقضاء سنوات محكوميتهم وينقل البعض منهم إلى سجون خارج الأحواز، وفي هذا السياق يقول الأسير المحرر علي إدريس لـ « المدينة» : إن المخابرات لم تكتف بتعذيب الزنازين، إنما تعذّبهم فى الغرف الانفرادية بحجة أنهم يرتدون الزي العربي الدشاشة والغترة، أو يدافعون عن انفسهم ضد هجمات السجناء المجرمين الفرس .
طعن النشطاء بالسكاكين
بحسب المعلومات الدقيقة التي نقلها لـ «المدينة» بعض المعتقلين المحررين الأحواز أنه بعد إدخال أعداد من المجرمين الفرس إلى سجن كارون والقسم السادس خاصة، لم يبق مكان لكثير من الأسرى الا استخدام الممرات والصالة غير المفروشة التي تضم الحمامات، للنوم في ساعات الليل. واحيانا كثيرة شاهد الأسرى تحريض وتحريك حراس السجن للسجناء الفرس لطعن النشطاء واغتيالهم، الا ان الانسجام والوحدة واليقظة السائدة عند المعتقلين الأحوازيين حالت دون ذلك.
ان الظروف المأساوية التي يعاني منها النشطاء في هذا السجن لا تقتصر على حشر أعداد كبيرة في سجن صغير، وانما عدم وجود أجواء صحية، من تغذية كافية ورعاية طبية اضافة الى اخفاء المعلومات عن منظمات حقوق الانسان والاعلام الحرّ. ونتيجة لعدم وجود مياه صالحة للشرب، انتشرت أمراض كثيرة في السجن أصيب بها غالبية المعتقلين، إذ اجبر عوائل هؤلاء المصابين بالأمراض في السنوات القليلة الماضية على شراء جهاز لتصفية الماء رغم تردي أوضاعهم المادية.
مدير السجن لصّ
ويمتنع كادر السجن من إعطاء وجبات غذائية كافية وصحية للقابعين في الأسر، وحتى الوجبات التي تعطى لهم هي غير صحية وذلك بهدف اجبارهم على الشراء من مقصف السجن حتى يتم استنزاف عوائلهم ماليا ويعود الشراء من قبل الأسرى بأرباح مالية ضخمة لرئيس السجن» الذى يمارس بهذا الشكل اللصوصية» نظرا لكثرة السجناء، خاصة وان أسعار البضائع التي تباع في السجن أضعاف الموجودة خارجه ومن أهم معاناة الأحوازيين في سجن «كارون» هي عدم وجود أطباء في السجن وعدم السماح لهم بالعلاج خارج السجن الا في حالات نادرة.
وفي هذا السياق يقول المناضل الأحوازي والأسير المحرر «وجدان أسماعيل» الذي عانى كثيرا اثناء الاعتقال والاسر في عام 2008:
«كنت لا أتوقع ان اخرج من هذا السجن حيًا رغم ايماني بقضاء الله سبحانه وقدره، إذ مع إصابتي بطلقات نارية من قبل عناصر المخابرات في بطني في بدء الاعتقال الا ان ما يسمى بـ»طبيب» السجن في اكثر من مرة قام بمسك رجلي ومن ثم رميي على الأرض من فوق السرير وذلك بسبب صراخي من الآلام الشديدة التي كنت اعاني منها.
زوّار الليل
ويضيف وجدان: «بقيت لأكثر من أربعة شهور في سجن كارون في ظروف صحية سيئة للغاية وبعد هذه الفترة اجبر رئيس السجن وكادره على نقلي لأحد المستشفيات لتلقي العلاج بعد ما تأكدوا أني سأموت في السجن في غضون أيام اذا لم أعالج.
وبعد ذلك تمكن عدد من المناضلين من تحريري من رجال الأمن في المستشفى ولجأت إلى العراق ودول أخرى حتى وصلت العام الماضي الى النمسا وأجريت هنا عمليتين جراحيتين و بهذا عدد العمليات التي أجريتها بسبب الإصابات حتى الان وصلت إلى «18» عملية».وتقوم القوات الخاصة في السجن بشكل دائم بمفاجأة الأسرى في الساعات المتأخرة من الليل وفي أوقات أخرى بالدخول الى القسم والى غرف السجناء لتفتيش الغرف وأسرة المعتقلين وملابسهم خوفا من تسرب رسائل في أيام الزيارات يكشف من خلالها الظروف التي يعيشها الأحوازيون في السجون.
ويقول علي ادريس حول ذلك :» أثناء التفتيش يستخدم رجال القوات الخاصة الفاظا مسيئة في مخاطبتهم للمعتقلين كما يقومون بضرب من يعترض على تصرفاتهم الوحشية.»
وعلاوة على الأقسام الموجودة في «سجن كارون» توجد هناك معتقلات انفرادية، يتم نقل المحكومين بالإعدام اليها قبل تنفيذ الحكم بأيام.
كما تستخدم إدارة السجن هذه المعتقلات لمعاقبة المتمردين على واقع السجن وباختلاق هذه الحجج يتعرض الأسرى الى تعذيب مفرط في هذه المعتقلات المظلمة والوسخة اذ يبقون هناك لأسابيع مكبلي الأيدي والأعين خاصة أثناء التعذيب والتحقيق.»
ويقول فايز الكعبي، عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز: إن ملف الأسرى الأحواز هو ركن من أركان قضيتنا العربية، وتأتي أهمية هذا الملف من طبيعة التضحيات الكبيرة التي بذلت وتبذل من قبل هؤلاء الرموز في سبيل تحقق أهداف القضية الأحوازية في مقدمتها دحر الاحتلال الفارسي وبناء الدولة الوطنية الأحوازية.
هؤلاء الأبطال ضحوا ويضحون بزهرات شبابهم ويلاقون شتى صنوف التعذيب والاجرام في الأسر من أجل حرية وتحرر الشعب العربي الأحوازي ومن أجل ان تبقى الإرادة العربية هي الإرادة المنتصرة في الأحواز وإرادة المحتل هي الإرادة الفارسية المهزومة هناك.
إن العدو الفارسي انتهك كافة اتفاقيات حقوق الأسير الدولية وأهمها اتفاقية المرضى والرعاية الصحية والطبية، مكان الاعتقال وظروفه، الزيارة والتي تؤكد عليها المادة 116 للاتفاقية الدولية الثالثة وهي تقول: للأسير حق استقبال زائريه وعلى الأخص الأقارب وفي فترات منتظمة ويسمح له قدر المستطاع زيارة منازل ذويه في الحالات الطارئة كالوفاة أو المرض الخطير. كما ان انتهاك المادة 49 من الاتفاقية الرابعة لحقوق الأسير تعتبر جريمة حرب، إذ يقول منطوق المادة: إن إبعاد الأسرى عن مناطق سكناهم غير مشروع ومخالف ويعتبر الإبعاد جريمة حرب، فضلا عن انتهاكه للحقوق الأخرى.
وتعمل منظمات الحقوقية الأحوازية في المنفى بقوة على إظهار هذا الملف للمنظمات والمؤسسات الدولية كما نعمل نحن بدورنا أيضا على هذه القضية المهمة في وسائل الاعلام وفي مجالات أخرى كي تأخذ قضية الأسرى الأحوازيون مكانتها المقدسة التي تستحقها.
ويضيف كعبي: « دائما ما يُمنع ذوو الأسرى لشهور من زيارة الأبناء القابعين في السجن، بحجج وذرائع كثيرة، منها ارتداء الأسير دشداشة أو لباس عربي في زيارات سابقة أو تسرب رسائل وصور من داخل السجن لمنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الأجنبية وعلى هذا الأساس يعاقب الأسرى عقوبة جماعية من إدارة السجن».ويضيف : إنه وبعد انتهاء العقوبة وحينما تكون الزيارات مسموحة، ينتظر الأهالي ساعات طويلة امام باب السجن، واثناء دخولهم لصالة الزيارات يخضعون لتفتيش جسدي كامل وبأساليب مهينة، خاصة للآباء الذين يرتدون الزي العربي فضلا عن تعرضهم للضرب أحيانا.
ويمنع كادر السجن دخول أي كتاب، جريدة، أو مجلة للأسرى في الزيارات رغم طباعتها القانونية في المطابع الإيرانية.
قائد السجن إرهابي
ويكمل: « ومن أشهر أسماء المجرمين المسؤولين في سجن كارون الذين أشتهر عنهم انتهاكهم حقوق الإنسان وحقوق الأسرى والمعتقلين: سلمان رستمي، رئيس سابق لسجن كارون وهو ضابط برتبة عقيد بالحرس الثوري الإرهابي، وترأس سجون مدينة معشور، عبادان، القنيطرة وذلك لمدة 26 عاما.
واشتهر رستمي بالفساد الأخلاقي والإداري، حيث أعتقل في عام 2010 بتهمة الزنا والرشوة واتهامات أخرى، بينما لم يحاسب هذا المجرم على أي انتهاك من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها ضد الأسرى طول هذه السنوات.
ومنهم أيضا محمد كياني، الذي عيّن رئيسًا للسجن خلفًا لسلمان رستمي، وهو أحد أبرز عناصر الحرس الثوري برتبة عميد، ويقول الأسرى المحررون من سجن كارون: إنه وبأوامر من كياني مارس السجّانون الفرس جرائم عديدة ضد الأحوازيين لان هذا المجرم يكنّ عداءً كبيرًا للعرب وخاصة الثوار والمناضلين.
ويردف كعبي:» ومن أشهرهم أيضا المدعو أمين سبحاني، مسؤول قسم ما يسمى «بالثقافي» وهو مسؤول عن منع دخول الكتب والمجلات التي تتضمن معلومات عامة للسجن، وعرف عنه عداءه للمناسبات القومية العربية والدينية الإسلامية التي يقيمها الأسرى، وسيد فرج الله جعفري، مسؤول مخابرات السجن مشهور بتعامله غير الأخلاقي وغير الإنساني مع المعتقلين العرب، وذولفقاري من نواب رئيس السجن، وهو من أهم عناصر قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري، مسؤول تعذيب السجناء والتفتيش في الساعات المتأخرة من الليل.
ويضم كادر السجن عددا كبيرا من المجرمين المنتسبين لجهاز المخابرات والحرس الثوري الذين مارسوا ويمارسون أبشع الجرائم الإنسانية ضد المعتقلين الأحوازيين الذين اعتقلوا دفاعا عن القضية الأحوازية والأمة العربية.
الانتهاكات ضد السجناء الأحوازيين
*الاعدامات دون محاكمة
*انتزاع الاعترافات تحت التعذيب
*الاختطاف والإرهاب والتخويف
* الحبس دون مذكرة اعتقال أو إنذار
*استخدام السياط» «والكيابل» الكهربائية
*الشنق باستخدام الرافعات
* الاحتجاز في المعسكرات والنفي
* الوضع فى زنزانة لا تتجاوز مساحتها3 أمتار
*دفن الشهداء في جبال ووديان بعيدة وغير مؤهلة للدفن
عبدالله الحمد
المصدر: صحيفة المدينة