#أحوازنا -إيران: الطموح و الأكاذيب و الإنهيار
دأب النظام الفارسي على أن يبين لخصومه قبل مطبليه، بأنه الأقوى في المنطقة و بإمكانه أن يتفاوض مع الغرب بغية الهيمنة أو، على أقل تقدير، التدخل في شؤون الدول العربية عامة و على وجه التحديد الخليجية. فتارة يقوم بمناورات عسكرية في مضيق باب السلام (هرمز) و تارة أخرى يحتجز الرهائن في الخليج العربي و بين هذه و تلك حاول مرارا عن طريق الفوتوشوب أن يطلق الصواريخ و يحلق بطائراته الورقية جديدة الصنع ليتباهى ولو كذبا إرضاء لعقدته التاريخية تجاه العرب.
وبعد أن تكشّف وهن القدرات العسكرية الفارسية في دعمها للنظام الدموي السوري في محاولة منها للقضاء على الثورة السورية و كذلك عندما خارت قواها برؤية طائرات صقور التحالف إف 16 ومضادات الطائرات الحرارية المتطورة لم تجد عقول النظام الفارسي المتعجرفة بُداً سوى الارتماء والتمتع في حضن الشيطان الأشقر لكي تحتفظ بماء وجهها، إن وُجد، لتغطي ضعفها العسكري.
و من خلال شعار الحل الدبلوماسي الذي كان مغيبا عند مناوراتها العسكرية ذات الصواريخ الورقية المجنحة وغواصاتها التي تتحرك بالديزل إن لم تكن بالفحم الحجري، تحركت إيران نحو الأمم المتحدة معتذرة من المملكة العربية السعودية على فعلتها الشنيعة في حرقها السفارة و القنصلية السعوديتين وقريبا سنراها تقبل بتنحي الأسد و زمرته.
وفي سياق جعجعة التصريحات الغريبة و الأكاذيب المفضوحة، لازال أزلام النظام الفارسي يطمحون في ابتلاع لقمة أكبر من رؤوسهم الخاوية بحيث صرح "المعمم كاظم صديقي" الخطيب الموقت لجامع طهران في صلاة الجمعة في تاريخ 29/01/2016 أن "أعداءنا قبلوا بالمحادثات النووية خوفا منا نتيجة لوجود قائدنا خامنئي و علماءنا و إن تأخر المفاوضون الأعداء، في إشارة إلى الدول 5+1، لفتحت إيران جميع الأراضي"، وبهذا المصطلح الفارسي "فتح الأراضي" نستشف من خلاله الشعار الطائفي الذي يصف الدول العربية بأنها دول كافرة و يجب فتح أراضيها و ليس بعيدا عن عيون المراقب لشؤون إيران، إن هذا النظام لم يكن يوما ندا للغرب و لا حتى للدول المجاورة كباكستان و تركيا لكي يفتح أراضيها بل الغاية هي توصيل رسالة اطمئنان لمطبليه بأن الراعي للإرهاب لازال بخير و أن الأراضي التي يفتحها هي الدول العربية المجاورة التي زرع فيها الخلايا النائمة، و الأراضي البعيدة التي ذبح شعوبها بصحبة الراقصة الروسية.
وفي ما يختص بوضع الاقتصاد الإيراني أكد "كاظم صديقي" في خطبة الجمعة، متفاخرا، بأن "20% فقط من أسباب تردي الاقتصاد الإيراني هو نتيجة للحصار الدولي على إيران و أما الباقي فهو السوء الإداري في الدولة"، الدولة التي تنوي فتح جميع أراضي المعمورة!!!
فمن الواضح أن هناك تحديات إقتصادية كبيرة ستواجهها إيران و أن الإنهيار الاقتصادي الذي واجهته سابقا بسبب الحصار الدولي والذي كبدها خسارة مقدارها 500 مليار دولار و أوقف إنتاج القنبلة النووية، إلى بعد حين، كان له بالغ الأثرعلى علاقاتها السياسية و الاقتصادية بحيث لا تستطيع التعافي منه قريبا ولكن بقاء مراكز بحوثها سوف يسنح لها الفرصة أن تباشر بصنع القنبلة النووية عاجلا أو آجلا، وكما أشير أعلاه بأن هناك سبب آخر في أزمة إيران الاقتصادية و هو السوء الإداري في دولة ولاية الفقيه بالإضافة إلى ذلك حزمة العقوبات الأمريكية الجديدة، التي ستشكل تحديا جديدا لولاية الفقيه و كهنة قم الإرهابيين. وما جاء في تصريحات قائد قوات الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، بأن هناك 200 ألف مرتزق يقاتلون في العراق و سوريا و اليمن بالنيابة عن إيران ليس سوى الإصرار على المضي قدما بتطبيق مخططاتها التخريبية في المنطقة.
فإن مايقصده هذا النظام الكهنوتي من فتح للأراضي هو السيطرة على الدول الخليجية عبر ميليشيات تدربت على يد الحرس الثوري في قم على غرار ما حدث للعراق وإن لم تحصل السيطرة المباشرة فبديلاتها كثر عبر إثارة الفتن الطائفية والتفجيرات و الأعمال الإرهابية الأخرى.
لا المناورات و لا أكذوبة القوة العسكرية الإيرانية باتتا تجديان نفعا في إخافة شعوب المنطقة بُعَيد إماطة اللثام عن عجز إيران العسكري في مواجهة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و لم تعد الشعوب غير الفارسية في إيران تصدق أفك النظام الفارسي بأن الحصار الدولي كان السبب الرئيس في التضخم الاقتصادي القائم، بل السوء الإداري و فساد حكومات ولاية الفقيه اللذان ينخران بجميع مؤسسات الدولة الفارسية كانا لهما الوقع الحقيقي في ما آلت إليه إيران و اقتصادها. و أن هزيمة إيران في حربها على العراق في ثمانينيات القرن الماضي علمتها درسا تاريخيا لن تنساه أبدا وسوف لن تدخل حربا مباشرة مآلها، لا محالة، الهزيمة أمام العرب ولكنها ستستمر بدعمها للميليشيات الموالية لها في البلدان العربية كالحوثيون و الجماعات الإرهابية الأخرى في البحرين و العراق و سوريا و ها هي اليوم تخسر رويدا رويدا و تختبئ وراء تلك الميليشيات.
عيسى ياسين: كاتب أحوازي مختص في الشأن الإيراني