#أحوازنا -الانتخابات الإيرانية بالدماء العربية
يروج لاريجاني والحرس الثوري للنجاحات الخارجية بتفكيك الدول العربية وسفك الدماء وزرع الفوضى والخراب في دول الجوار من اليمن إلى سورية والعراق ولبنان وغزة!
توقفت المفاوضات السورية في جنيف قبل أن تبدأ، وأعلن الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا تجميدها إلى 25 فبراير، وذهب المحلّلون في تفسير أسباب التأجيل بكل اتجاه، فهناك من تحدث عن مؤتمر ميونيخ الأسبوع المقبل واجتماع دول الدعم والاتصال حول سورية، ومنها السعودية وتركيا وقطر ومصر والأردن وإيطاليا وفرنسا وأميركا وبريطانيا، والتي ستعقد اجتماعا لها في ميونيخ على هامش مؤتمر الأمن والسلم في الحادي عشر من فبراير، وهم من عمل على إنتاج قرار مجلس الأمن 2254.
انتهى أمس في بريطانيا اجتماع الدول المانحة لسورية في دورته الثالثة، وكان أمامه مصير 18 مليون سوري بحاجة ماسة للدعم من أجل البقاء على قيد الحياة وذلك من أصل 23 مليونا، أي مجموع الشعب السوري، وبمعنى أوضح كلّ الشعب السوري منكوب تماما داخل سورية وفي دول الجوار، بالإضافة إلى اللاجئين في أوروبا الذين قاربوا المليونين تقريبا، عدا الموجودين في دول مجلس التعاون الخليجي والذين يعيشون بشكل لائق ومقبول.
صعّدت روسيا وإيران هجومهما بالتزامن مع بداية عملية المفاوضات في جنيف وبالذات في منطقة حلب، وذلك من أجل إحداث خرق كبير في جبهة المعارضة، لكي تجعلها ترضخ للشروط الإيرانية الروسية بالتسليم وبالتعامل مع النظام، مع تجاهل البنود الإنسانية في القرار الدولي، لجهة وقف دائم لإطلاق النار، ورفع الحصار عن البلدات والقرى المحاصرة، بالإضافة إلى إطلاق المعتقلات من النساء والأطفال لدى النظام.
كلّ الذين كانوا يتابعون مسار التحضيرات لمفاوضات جنيف كانوا يتوقعون فشل هذه العملية بسبب الاعتراضات الروسية والإيرانية المتكررة من التدخل في تشكيل وفد المعارضة إلى تحديد الأفق السياسي للعملية خارج الأسس الدولية من جنيف 1 إلى القرار 2254، بالإضافة إلى زيادة التصعيد العسكري في أكثر من جبهة ومع تعاظم الغارات الروسية على مناطق المعارضة والضغط عبر القصف الشديد للمدنيين.
تحاول روسيا تسويق دورها في سورية لدى كلّ الأطراف، وتحاول أن تجعل من تدخلها العسكري أساسا لمستقبل سورية، أي أنها تحاول التأسيس لواقع طويل الأمد تكون لها الكلمة الفصل فيه على قاعدة حماية الأقليات والحرب على الإرهاب، مستفيدة من سياسة الانكفاء الأميركي الذي أعطى لروسيا وإيران هامشا كبيرا في إدارة النزاعات في المنطقة، وتنشط الدبلوماسية الروسية لتسويق دورها في دول الخليج ومصر رغم شراكتها مع إيران في سورية وغيرها.
لا شك أن الأيام المقبلة وحتى الـ25 من فبراير ستكون حافلة وحاسمة في العديد من الملفات والأزمات، وستشهد المنطقة تطورات استثنائية على مستوى النزاعات أو التحالفات أو القرارات الأممية، فبعد مؤتمر لندن حول اللاجئين ثم مؤتمر ميونيخ واجتماعات دول الدعم والاتصال حول سورية في 11 فبراير، يحاول الروس الاستفادة من هذا المؤتمر لعقد اجتماع خاص حول سورية أيضا في ميونيخ، تشارك فيه دول أخرى ومنها روسيا وإيران، والغاية منه الحديث عن القوة المشرفة على وقف إطلاق النار، لأنه من الواضح أن الجميع بعد جنيف ولندن وميونيخ سيذهبون مرة أخرى إلى مجلس الأمن للبت في مصير القرار 2254 وخصوصا لجهة البنود الإنسانية وربما تحت الفصل السابع مما يؤسس لعملية سياسية يمكن أن تبدأ في الـ25 من فبراير.
يبقى الموضوع الإيراني الأساس في إشعال الحرائق والنزاعات في المنطقة، وهو أيضا معني بتاريخ 25 فبراير، إذ إن الانتخابات العامة في إيران ستجري في الـ26 من فبراير، وهي انتخابات فاصلة إلى حد بعيد لأنها ستحدد توزيع الأحجام والنفوذ داخل معسكر المحافظين أنفسهم، لأن التنافس الانتخابي يجري بين المحافظين والمحافظين لأن الإصلاحيين منعوا من دخول الانتخابات، فالتنافس يجري مع الحرس الإيراني ولاريجاني من جهة وهم يعملون على تصدير الثورة إلى البلدان العربية وتفكيكها، ومن جهة أخرى الرئيس روحاني ومن معه الذين يقدمون الدولة الإيرانية على الثورة بعد أن أنهكتهم العقوبات، مما اضطرهم للاستغناء عن البرنامج النووي الذي بلغت كلفته مئات المليارات من الدولارات، ناهيك عن كلفة العقوبات.
يحاول روحاني استثمار رفع العقوبات عن إيران في الانتخابات القادمة كي يستطيع الإيفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي، ويروج للانفتاح على الشركات الأميركية والعالمية ويدعوها للاستثمار في إيران، في حين يروج لاريجاني والحرس الإيراني للنجاحات الخارجية بتفكيك الدول العربية وسفك الدماء وزرع الفوضى والخراب في دول الجوار من اليمن إلى سورية والعراق ولبنان وغزة وغيرها، أي أن الانتخابات الإيرانية ستكون بالدماء العربية!
أحمد الغز
المصدر: الوطن السعودية