#أحوازنا- تقرير : "القضية الأحوازية "عنوان لمؤتمر في لبنان
"أحوازنا"
عقد المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات مؤتمرا تحت عنوان " اضطهاد الاقليات العربية.. الأحواز نموذجاً" في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 7 فبراير/شباط.
وحضرت القضية الأحوازية هذه المرة في العاصمة اللبنانية بيروت من خلال مؤتمر أقامه المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات إذ ألقى عدد من المناصرين للقضية الأحوازية كلمات سلطت الضوء على حجم الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الفارسي وما يعانيه الشعب العربي الأحوازي، كما شاهد الحاضرون فيلما وثائقيا عن الأحواز وثرواتها وواقعها الحالي. ومع أن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تلقت دعوة رسمية للمشاركة في هذا المؤتمر ولكن بسبب الوضع الأمني في لبنان تعذر عليها الحضور.
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر قال الأستاذ حسان قطب مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات: "ما هو مستقبلنا نحن العرب في لبنان، إن قررنا أن نصبح أدوات في مشروعٍ إقليمي فارسي، يسعى لتشتيت العالم العربي".
وتابع قطب " ما هو مستقبل ابنائنا؟، إن تخاذلنا عن نصرة قضايانا المحقة وحملنا همومنا ورفعنا صوتنا وانتفضنا على من يسعى لجلدنا وتهميشنا وتهشيمنا، أي عربٍ نكون، إذا تجاهلنا أن مؤامرة حقيقية تستهدف استقرارنا واستهلاك ثرواتنا واستنزافها وتدمير بنيتنا التحتية".
وأضاف قطب" ملايين العرب يعيشون في منطقة الأحواز يعانون من التهميش والمعاملة المهينة والاستعلاء الفارسي، إن نظرة إيران إلى العرب سواء في الأحواز أو في الدول العربية المحيطة بها، هي نظرة شاهنشاهية استعلائية".
وأشار قطب إلى دور لبنان وبيروت في احتضان القضايا العربية من فلسطين إلى قضية الشعب العربي الأحوازي منوها إلى الظلم الذي وقع على الأحوازيين من قبل الدولة الفارسية كما أنه أكد على أن دور لبنان وعاصمته بيروت سيبقى عربياً مهما حاول البعض استهدافه.
وتحدث المحامي الدكتور طارق شندب من الناحية القانونية عن أزمة الأحواز وعن التجاوزات القضائية في محاكمة أبناء الأحواز من قبل المحاكم الفارسية وإن هذه المحاكمات هي سياسية ودوافعها عرقية.
وقال شندب"ما يرفع من معنويات شعبها ومحبيها هو أنه ما من شخص يطلع على قضيتها عن كثب إلا وتضامن معها"، وتابع شندب "قرن مظلم مر على احتلال الأحواز أثبت للجميع أنه شعب شديد التعلق بهويته العربية وانتمائه".
وأضاف شندب "ابطال الشعب الأحوازي بتحد وصمود أسطوري أفشلوا كل المخططات التي استهدفت طمس هويتهم العربية" وأردف شندب "نتسأل ماذا تبقى للاحتلال الفارسي من أدوات قمع لم يستخدمها فترة الاحتلال ضد شعب أعزل إلا من ايمانه بالله".
وخاطب شندب الحاضرين "من منكم يسمع بجرائم الاحتلال الفارسي الصفوي في الأحواز؟ ألم يسمع أحدكم بالاعدامات والمشانق والاعتقالات العشوائية؟!".
وقال شندب "تتضح معالم الصراع التاريخي الذي كان البعض يريد التستر عليه عاما بعد عام وينكشف العدو التاريخي على حقيقته، مؤكدا "إذا كانت ايران في نظر البعض قوية ومؤثرة في المنطقة فهذا سبب نجاح إيران في نقل المعركة إلى خارج الجغرافية الإيرانية".
وتابع شندب "لا يجوز لأي إنسان أن يسمع ويرى الظلم الذي يمارس على أخيه الإنسان ويظل ساكتا دون أن يسعى لرفعه" وحيا شندب الأحوازيين في كلمته وقال "تحية لشعب الأحواز، لكل الأحوازيين من أرض لبنان وتحية لكل حر".
ثم تحدث فضيلة الشيخ بلال المجذوب عن أزمة شعب الأحواز من الناحية التاريخية وأزمة الثقافة والهوية ومحاولة طمس هوية أبناء الأحواز العربية.
وقال المجذوب "تسكن الأحواز قبائل عربية متنوعة وعاصمتها هي المحمرة وتسمى الأحواز اليوم محافظة خوزستان وهو أسم فارسي، و أسم "خوزستان" هو الاسم الذي أطلقه الفرس على جزء من الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون".
وتابع المجذوب "منذ انتصار المسلمين على الفرس في القادسية وإقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية، وإن الأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية ويعيش فيها أفقر شعب".
وأضاف المجذوب "يسعي المحتل الإيراني حتى اليوم إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز، فمدينة المحمرة على سبيل المثال أصبح اسمها (خرم شهر) وهي كلمة فارسية بمعنى البلد الأخضر".
وأكد المجذوب "أن عمليات تغيير الطابع العربي في كافة جوانب الحياة في الأحواز بعـد احتلالها الصفوي وكان هدفها فرض الثقافة الفارسية و مُنع الأحوازيون من تسمية مواليدهم بأسماء عربية وإلا فالاعتقال والسجن هو المصير من يتجرأ على تسمية ابنائه أسماء عربية".
وأردف المجذوب "للأسف غاب العرب والمسلمون عن كل هذه المجازر والمذابح التي لن تنتهي إلا بتحرير الأحواز من الطغيان الصفوي"، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الاعلام العربي والتكثيف من الاضاءة على القضية الأحوازية.
ورأى المجذوب أن من أهم الأسباب المؤدية إلى عودة الأحواز إلى الحضن العربي هو إبراز قضية الأحواز على الصعيد العربي والدولي، مؤكدا على وجوب تسخير كافة الطاقات الإعلامية لتسليط الضوء على بشاعة وحقد النظام الإيراني الصفوي.
وقال المجذوب "خلاصة القول مما سبق، إن التاريخ السياسي للأحواز تاريخ حافل برفض الخضوع أو الاعتراف بالحكم الإيراني عليه، ولذا علينا إن لم يكن من باب العروبة والقومية، فمن باب الشعور الإنساني نرفع صوتنا عاليا لنعتبر قضية الأحواز قضية عالمية دولية و يجب أن يتحرر أهلها وتعاد إليهم حقوقهم وثرواتهم ويعمل على نظام لنهضة ثقافية اجتماعية".
وفي الختام قرأت التوصيات التي خرج بها المؤتمر وهي كالآتي:
"إن الواقع السيء الذي يعيشه أهلنا عرب الأحواز، والذي استدعى منا عقد هذا المؤتمر دعماً لقضيتهم ومساندة منا لمطالبهم المحقة، ورفضاً لما يعانيه اهلنا العرب هناك، من تمييز تمارسة بحقهم وضدهم السلطة الحاكمة الدينية في طهران، والتي تعتبر أنها فوق، بل خارج المساءلة والمحاسبة القانونية والجنائية الدولية على ما ترتكبه بحق اهلنا وشعبنا في الأحواز، مما يدفعنا لرفع الصوت.
لذا خلاصة ما ورد في الأوراق البحثية نرفع التوصيات التالية للتأكيد على ما يلي:
-نطالب بإرسال لجنة تحقيق دولية لوضع تقرير موضوعي وغير منحاز حول الأوضاع الإنسانية الصعبة والحياتية القاسية والجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في الأحواز.
-وقف عمليات الاعتقال والإعدام والتعذيب التي تجري في إقليم الأحواز وفي سائر الأقاليم دون محاكمات ودون ضوابط قانونية أو باشراف سلطة قضائية مستقلة.
-نطالب بالسماح لمؤسسات الإغاثة الدولية وتلك التي تعنى بحقوق الإنسان بالتوجه إلى الأحواز والقيام بدورها الإنساني والحقوقي.
-نؤكد على ضرورة تكاتف كافة قوى المجتمع المدني وتلك الناشطة في مجال حقوق الإنسان في منطقة الأحواز للتعاون وتبادل المعلومات وتوثيق الجرائم التي يرتكبها نظام طهران.
-نشدد على ضرورة تعاون المنظمات السياسية والإعلامية في منطقة الأحواز، مع كافة القوى السياسية الناشطة في مختلف المناطق والأقاليم الإيرانية وخاصةً مناطق الأقليات الأخرى المضطهدة، لرفع الصوت وتعزيز التنسيق فيما بينها لمواجهة الهجمة المنظمة الشرسة الدموية وغير الانسانية التي يمارسها الحرس الثوري الإيراني بحق أهلنا في الأحواز وسائر المناطق الأخرى من إيران.
-السماح لأبناء الإقليم ببناء مساجدهم وترميمها واحترام نظام طهران لحق أبناء الأقليم في استعمال اللغة العربية لغتهم الأم ولغة القرآن.
-رفع الحظر عن العمل السياسي، واعطاء المزيد من الحريات السياسية والإعلامية والدينية لأبناء الشعب العربي في الأحواز.
-اعطاء الحق لأبناء الإقليم في إدارة شؤون مناطقهم والحفاظ على ثروات إقليمهم التي تستنزفها سلطات طهران في تمويل حروبها في الخارج والداخل وصولاً لحق تقرير المصير ومستقبل الأحواز.
-إن الديمقراطية هي الطريق السليم لتحقيق طموحات الشعب العربي في الأحواز في الحرية واحترام التعددية، ولتمتين وحدة القوى الاحوازية في مواجهة طغيان نظام طهران الديني الديكتاتوري الشمولي.
-تأمين أوسع بتغطية إعلامية محلية وعالمية لحماية شعبنا العربي في الأحواز ومنع نظام طهران من ممارسة المزيد من الظلم والقهر بحق العرب وسائر الأقليات.
-تفعيل التضامن العربي مع شعب الأحواز لحمايته وتعزيز صموده ودعم مواجهته.
وفي تصريح خاص لموقع أحواز قال المحامي الدولي الدكتور طارق شندب إن انعقاد هذا المؤتمر يتضمن رسالة مهمة للأحوازيين واللبنانيين والعالم أجمع في آن واحد وهي أن لبنان ليس تحت الوصاية ولن يكون تحت الوصاية الفارسية والصفوية. كما أن الأحواز قضيتنا وقضية العرب التي يجب أن يدعمونها لأن الصراع العربي-الفارسي بدأ باحتلال الأحواز ورجوع الأحواز لحضن الأمة العربية سينهي المشروع الفارسي.
وأضاف شندب أن قضية الأحواز هي قضية شعب محتل تمارس ضده جميع أصناف الظلم والاضطهاد والجرائم من قبل إيران وترتقي بعض هذه الجرائم لمستوى جرائم حرب. كما طالب المحامي الدولي اللبناني المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الجرائم و في الختام قدم الدكتور طارق شندب تحيته للشعب العربي الأحوازي ومقاومته الباسلة وشدد على وقوفه إلى جانب هذه القضية العربية العادلة.
الجدير بالذكر أن الأحوازيين لا يعتبرون أقلية بل شعب عربي يقطن الأحواز قبل أن تسكن القبائل الفارسية هضبة فارس الحالية، ثم تبدأ بتجاوزاتها على الشعب العربي الأحوازي وأخرها احتلال الأحواز عام 1925 م وما زال مستمرا.