#أحوازنا-الوطن: حركة النضال العربي تدعو جميع الفصائل الفلسطينية بعدم التعامل مع الدولة الفارسية
دعت حركة النضال العربي في بيانٍ لها جميع الفصائل الفلسطينية بعدم التعامل مع الدولة الفارسية قائلة منذ ما يقارب الأربعين عاما والنفاق أصبح الصفة الدائمة والملازمة لسياسة الدولة الفارسية في تعاملها مع قضايانا العربية.
حيث انها تقول شيئا وتعمل عكسه تماما في آن واحد. لافتة منذ أن بدأت في تصدير ثورتها للعراق وأراقت دماء مئات الآلاف من الأبرياء العراقيين خلال حرب دامت ثماني سنوات، واستهلكت البلدين على حد سواء، ولم تقل لنا إيران حينها ما الفرق بين دم الشعب الفلسطيني التي تزعم حمايته ودم الشعب العراقي الذي كانت تريقه وهما شعبان عربيان مسلمان.
واضافت حركة النضال بعدها جاءت مجزرة صبرا وشتيلا على يد ميليشيا حركة أمل التي تمدها الدولة الفارسية بالعدة والعتاد وبمباركة إسرائيلية حتى انتهت المجزرة التي أبيد من خلالها عشرات الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين. ولم تقل لنا إيران ما الفرق بين الدم الفلسطيني المهدور في صبرا وشتيلا والدم الفلسطيني الذي تريد حمايته.
وأشارت بأنه تلتها خطوة تأسيس حزب الله لتحييد الفلسطينيين والفدائيين العرب الذين كانوا يشنون عملياتهم المقاومة عبر الحدود اللبنانية دون إيعاز أو استشارة من الدولة الفارسية.
وبهذه الخطوة أحبطت الدولة الفارسية، جبهة فلسطينية مقاومة ضد إسرائيل كما فتحت باب تقزيم دور الدولة اللبنانية بدعمها اللا محدود لحزب الله الطائفي. ولم تقل لنا كيف تستطيع بناء دولة لفلسطين وهي تهدم أسس دولة لبلد عربي آخر مثل لبنان.
وتوالت الأحداث حتى جاء احتلال العراق وساهمت هذه الدولة المارقة حينها مباشرة وعبر الميليشيات التابعة لها عضويا وعقائديا، ساهمت في هذه الحرب وفي تدمير الدولة العراقية وتدمير الجيش العراقي الوطني ومن ثم استهدفت الفلسطينيين خلال الحرب الطائفية المقيتة بالعراق وقتلت وهجرت وأخفت عشرات الآلاف من الفلسطينيين هناك.
ولم تقل لنا أيضا ما الفرق بين فلسطينيي العراق وفلسطينيي غزة ورام الله وفلسطينيي القدس، إذ تزعم حماية هذا وتقتل وتفتك بذاك.
أما نقطة التحول جاءت عندما استهدفت الدولة الفارسية مخيم اليرموك في دمشق عبر مرتزقتها الطائفيين من باكستان وأفغانستان والعراق وحزب الله وجيش النظام التابع لها خاصة بعد اندلاع الثورة في سورية. ولم تقل لنا الدولة الفارسية المتبجحة دائما بدعمها للمستضعفين ما الفرق بين فلسطينيي مخيم اليرموك وفلسطينيي غزة وأريحا وغيرهم. وهناك أحداث كثيرة تبين نفاق هذه الدولة المفضوح لا مجال لسرده هنا.
في الفترة الأخيرة وبشكل أدق قبل يومين صرح سفير الدولة الفارسية في لبنان إن بلاده مستعدة لدفع مبالغ مادية لعوائل الشهداء الفلسطينيين أو الذين تهدم بيوتهم إسرائيل. متوهما أن بعد كل هذه الأحداث التي تبين عداء هذه الدولة وتكشف نفاقها لدى العرب جميعا بما فيهم الفلسطينيون، مازال يوجد من ينخدع ويصدق أن نوايا الدولة الفارسية صادقة في دعم قضايا الأمة العربية والاسلامية. والحقيقة تقول كيف لدولة تخرب وتهدم في سوريا والعراق واليمن والأحواز أن تبني في فلسطين؟ وكيف لدولة تقتل بالعرب وتتفاخر بذلك علانية في سوريا والأحواز والعراق واليمن ودول الخليج العربي أن توفر الحياة للفلسطيني العربي؟
ما أجبر الدولة الفارسية على القيام بهذه الخطوة الدعائية الرخيصة هو اعتقادها أن العرب لم يتعظوا بعد أو ربما تشكيكها بعقيدة الإنسان الفلسطيني الذي يبذل الغالي والنفيس من أجل تحرير بلده، إيمانا منه بعدالة قضيته وليس حبا أو طمعا بأموال هذه الدولة المسروقة من نفط الشعب العربي الأحوازي.
إن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز ومعها أبناء الشعب العربي الأحوازي بشكل عام، الذين لطالما جعلوا للقضية الفلسطينية مكانة مرموقة في قلوبهم وضمائرهم ووقفوا إلى جانبها. مثلما وقف أجدادهم معها قبل احتلالها على يد العصابات الصهيونية حيث كان الشيخ خزعل داعما رئيسيا لفلسطين وللقدس الشريف بشكل خاص، وبعد احتلالها باعتبارها جبهة من جبهات القتال العربية ضد أعداء أمتنا العربية والإسلامية، لا زالوا على ثقة أن الشعب الفلسطيني الذي تربى على مبادئ الحرية والعدالة لا يمكن أن تخدعه اللعبة الفارسية وعلى وجه التحديد في هذه المرحلة الحساسة.
ويتطلعون بثقة إلى اشقائهم الفلسطينيين خاصة الذين يعانون من الضيق المادي نتيجة الحصار المفروض عليهم ويطالبونهم بعدم الانجرار وراء مخططات الفرس بذريعة هذا الضيق المادي الذي تريد الدولة الفارسية استغلاله من أجل المتاجرة بالقضية الفلسطينية بسبب مكانتها العليا في ضمير الإنسان العربي.
كما تنوه حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن جميع أبناء الأمة العربية وبالأخص الفلسطينيين والأحوازيين والسوريين والعراقيين واليمنيين يجب ألا يجزئوا معركتهم الواحدة إلى معارك منفصلة عن بعضها خاصة وأن أعداء الأمة باتوا واضحين ويتخادمون على حساب أرواحنا وأمننا وسلامتنا نحن العرب.
فما يجري الآن ليس إلا معركة واحدة، معركة دفاع العرب عن أنفسهم ضد مجموعة أعداء على رأسهم الدولة الفارسية وإسرائيل تدفعهم أحقاد وأطماع تاريخية متربصين بهذه الأمة منذ مئات السنين وعلى عدة جبهات، جبهة اليمن وجبهة الأحواز وجبهة العراق وجبهة سورية وجبهة فلسطين. ولا ينتصر العرب أو يقووا على صد أعدائهم الطامعين في السيطرة على بلادهم إلا من خلال التفاعل الإيجابي في ما بينهم.
كما يجب ألا نغفل أن المبالغ التي تزعم الدولة الفارسية أنها تريد انفاقها على الفلسطينيين هي ملوثة بدماء الأبرياء الأحوازيين وهي من أموالهم المسروقة التي تستخدمها هذه الدولة لزرع الفتنة في الوطن العربي أو لتحسين صورتها القبيحة متى ما تنكشف عورتها ويسودّ وجهها بين العرب نتيجة إجرامها وفتكها بأبناء هذه الأمة.
ومما لا شك فيه إن الانجرار وراء هذا المخطط الخبيث سيضر بالقضية الفلسطينية ويفقدها رصيدها الأخلاقي الذي هي عليه الآن باعتبارها قضية تحرر وطني عادلة وإنسانية.
احذروا الدولة الفارسية ونواياها الشريرة ولا تساهموا في تحسين صورتها وهي التي تنكل بأبناء سوريا والعراق وفلسطيني مخيم اليرموك والأحوازيين واليمنيين. فعدالة قضيتكم أسمى وأقوى وأشد وقعا على الأعداء من تومانات الفارسية الملوثة بدماء الأبرياء في الأحواز.
وإذ تتوقع حركة النضال العربي لتحرير الأحواز موقفا إيجابيا من جميع الفصائل الفلسطينية بعدم التعامل مع الدولة الفارسية أسوة بما يقوم به الأحوازيون إذ يعتبرون التعامل مع الكيان الصهيوني خطا أحمر لا مجال للنقاش فيه، وتحمل الحركة في نفس الوقت المسؤولية الأخلاقية في إراقة الدم الأحوازي لكل من ترخص عليه حياة الإنسان الأحوازي العربي المسلم بإسهامه في إنجاح هذه الخطوة العنصرية عبر قبوله بتلقي دعم مادي من هذه الدولة الشريرة التي تريد تكميم الأفواه والتستر على جرائمها البشعة التي ترتكبها في الأحواز عبر هكذا عمل دعائي رخيص.
المصدر: صحيفة الوطن الكويتية