عضو اللجنة التنفيذية في حركة "تحرير الأحواز": نتعاون مع أي جهة عربية لا تعمل ضد المصالح القومية.. استقطاب إيران للشيعة العرب نتائجه "كارثية".. وعودة الجزر الإماراتية جزء رئيسي من أهدافنا
بينما تستمر إيران في التدخل في شئون الدول العربية واستقطاب أصحاب المذهب الشيعي للتحالف معها، تستمر كذلك في احتلال منطقة الأحواز العربية السنية، التي تحولت إلى محافظة خوزستان، واضطهاد سكانها، منذ أكثر من 80 عامًا. فيما يجتهد أهل الأحواز العربية في الحفاظ على عروبتهم وتشكيل كيانات مناضلة ضد الدولة لسياسات الدولة الإيرانية دبلوماسيًا وإعلاميًا وحتى النضال المسلح. "البوابة نيوز" أجرت ذلك الحوار مع د. خلف الكعبي، عضو اللجنة التنفيذية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، للحديث حول وضع الأحواز وتعاونهم مع الأقليات الأخرى في إيران.
– ما رأي الحركة في استقطاب إيران للأقليات والطوائف الشيعية في المنطقة العربية؟ وكيف ترون أثر ذلك على المنطقة؟
هذا جزء من المشروع الإيراني الطائفي- القومي الفارسي لتفكيك الوطن العربي والسيطرة على أكبر جزء ممكن منه، الطموح التوسعي للفرس لم يتوقف في أي فترة من الفترات، بل يظهر تارة بشكله القومي كما حدث في عهد النظام البهلوي وتارة أخرى بشكل طائفي- قومي كما في عهد النظام الحالي، تأثير ونتائج هذا الاستقطاب الطائفي من قبل الدولة الفارسية كان كارثيًا على العرب وندفع ثمنه اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، والخطر قادم إلى بعض الدول الأخرى إن لم تتم مواجهة هذا المشروع الفارسي بمشروع عربي مضاد يركز بشكل أساسي على دعم الشعب العربي الأحوازي وباقي الشعوب المحتلة من قبل الدولة الفارسية.
– كيف ترى الحركة دور إيران في دول الصراع العربي مثل اليمن وسوريا والعراق؟ هل يدعم قضايا تلك الشعوب أم يزيد حدة المشكلات؟
الدولة الفارسية منذ نشأتها لم تكن لديها نوايا حسنة تجاه العرب، وهذا العداء ناتج عن حقد فارسي دفين ضد العرب منذ هزيمتهم في الفتح العربي الإسلامي. من هذا المنطلق لا نتوقع أية نتائج إيجابية لأي تدخل أو دور إيراني في الدول العربية، وها نحن العرب ندفع ثمن التدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن بملايين الأرواح ودمار البنية التحتية لأوطاننا، والأهم من ذلك تفكيك مجتمعاتنا العربية على أساس طائفي ومذهبي.
– ما موقف الحركة والشعب الأحوازي من احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث؟
إرجاع الجزر الإماراتية الثلاثة للسيادة العربية هو جزء لا يتجزأ من أهداف الحركة.
– وما موقفكم من إعلان مجلس التعاون الخليجي لحزب الله اللبناني جماعة إرهابية.. هل ترون أن إيران تتخذه بالفعل ذراعًا لها؟
نعتبر هذا الإعلان خطوة هامة وضرورية وموقفًا تاريخيًا ولو جاء متأخرًا، وستنقل هذه الخطوة الصراع العربي- الفارسي لمرحلة جديدة. حزب الله ليس ذراعًا للدولة الفارسية فحسب، بل هو جزء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري ويتبعه بشكل كامل، وهذا ما أعلن عنه بشكل صريح الإرهابي حسن نصرالله حين أكد على تبعيته للولي الفقيه في طهران.
لكننا في الوقت نفسه نرى أن الخطوة الحقيقية التي ستغير المعادلة لصالح العرب في هذه المواجهة هي التحرك من داخل الدولة الفارسية، من خلال دعم الأحوازيين وباقي الشعوب غير الفارسية المحتلة.
– ما الجهات التي تتعاون الحركة معها في نضالها داخل وخارج البلاد؟ وما مجالات وأشكال هذا التعاون؟
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تعتمد بشكل أساسي على قدراتها الذاتية وعلى دعم ومساندة شعبنا العربي الأحوازي، لكن هناك عمل مشترك مع بعض التنظيمات الفاعلة والقوية على الأرض من الشعوب غير الفارسية من ضمنهم جيش العدل البلوشي وحزب بيجاك الكردي والحزب الديمقراطي لأذربيجان الجنوبية. كما نمتلك علاقات مع شخصيات ومؤسسات وتيارات سياسية عربية مختلفة ومتنوعة من مختلف الأقطار العربية. إضافة إلى ذلك لدينا بعض المناصرين من خارج الوطن العربي يدعمون الحركة والقضية الأحوازية.
وتعاوننا مع التنظيمات التابعة للشعوب غير الفارسية يشمل كل المجالات السياسية والميدانية والإعلامية ضد العدو المشترك، وأما بالنسبة للأشقاء العرب نحاول من خلال الحصول على الدعم السياسي والمعنوي العربي والاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة.
– هل تتعاون الحركة مع التيارات الإسلامية في مصر أو البلاد العربية الأخرى؟
بشكل عام لا يوجد لدى حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أي تحفظ للتعاون مع أي جهة عربية يسارية كانت أو إسلامية أو قومية… إلخ، بشرط ألا تعمل هذه الجهة ضد المصالح القومية والوطنية للدول العربية، وأيضًا لا يكون لديها أي علاقة مع دولة الاحتلال الصهيوني أو الدولة الفارسية. فالمصالح القومية للعرب، والتدخل في الخلافات العربية- العربية، والصهاينة والفرس هم الخطوط الحمر لدى الحركة في بناء أي علاقة سياسية.
– وهل تتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف أو المؤسسات الدينية الكبرى في الدول العربية والعالم؟
للأسف لا يوجد لدينا تعاون رسمي حتى الآن مع المؤسسات الدينية العربية كالأزهر الشريف، وبكل تأكيد نسعى لبناء علاقة مع كل المؤسسات العربية الدينية منها وغير الدينية.
– هناك قناة انطلقت باسم "الصحب والآل" تستهدف الرد على الشيعة، وتحاول الانتشار في البلاد الشيعية، هل تم تواصل بينها وبين الحركة أو أي جهة أحوازية على حد علمكم؟
لا لم نتواصل مع هذه القناة.
– هل تتضامن قيادات أو حركات أو دول شيعية مع الشعب الأحوازي أو تدعم نضاله ضد إيران؟
هناك تعاطف من قبل بعض العامة من الشيعة في الدول العربية، لكن للأسف القرار السياسي والديني لهذه الشريحة من الأمة العربية مخطوف تمامًا من قبل أذناب الفرس.
– ما آخر تطورات عمل الحركة وما حققته؟
تقدم الحركة منذ انطلاقها في ٢٠٠٥ عملًا مستمرًا ونوعيًا على كل الأصعدة السياسية والميدانية والإعلامية، وشهد عمل الحركة تطورًا نوعيًا في السنوات الأخيرة خصوصًا بعدما كشفت الثورة السورية النقاب عن الوجه القبيح للدولة الفارسية ومشروعها الطائفي العنصري الذي يستهدف العرب والمسلمين. ونظمت الحركة في السنوات الثلاثة الماضية ثلاثة مؤتمرات سياسية كبيرة بمشاركة شخصيات رسمية وغير رسمية من أكثر من ٢٠ دولة عربية وغير عربية في لاهاي وكوبنهاجن، وخرجت هذه المؤتمرات بتوصيات سياسية وحقوقية وإعلامية عملت الحركة بمساعدة اللجان التي انبثقت من المؤتمرات على تحقيقها، ونتيجة لمتابعة الحركة وهذه اللجان قام وفد من الحركة بزيارة القاهرة مؤخرًا والالتقاء بعدة شخصيات وجهات من جامعة الدول العربية ومن جمهورية مصر العربية من ضمنهم المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما قدم بعض النواب البحرينيين مقترحًا إلى البرلمان البحريني للاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة. وفي الوقت الراهن أعلنت الحركة عن سلسة مظاهرات وندوات في عدد من العواصم الأوروبية للتضامن مع الأسرى الأحوازيين وفضح السياسات الإجرامية للاحتلال الفارسي في الأحواز.
وبالتزامن مع هذه الفعاليات، يستمر أبطال كتائب محي الدين الناصر، الجناح العسكري للحركة، في ضرب الأهداف المشروعة للاحتلال، وآخر عملياتها ضرب أحد أكبر مقرات الحرس الثوري في الأحواز وتفجير منشأة نفطية كبيرة في مدينة أرجان الأحوازية.
– هل تلاقي الحركة صدى دوليًا ناسبًا أم تطمح إلى المزيد؟
نعم تلاقي الحركة ذلك الصدى، حيث تم دعوتها لبعض المؤتمرات والفعاليات التي نظمتها الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، من بينها البرلمان الإيطالي والسويدي والبريطاني، بالإضافة لحضورها جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف؛ كذلك هناك تعاطي إعلامي عالمي ولو محدود مع أنشطتنا.
لكن بكل تأكيد لم يكن هذا بمستوى طموح الحركة، وقمنا مؤخرًا بوضع إستراتيجية للتحرك سياسيًا واعلاميًا على المستوى الدولي، خصوصًا في أوروبا، بمساعدة بعض الشخصيات الحقوقية والإعلامية الدولية من مناصري الحركة العرب والأجانب. ونعتقد أن عدالة قضيتنا وحجم تضحيات شعبنا أمام آلة الإجرام الفارسي سيساعدنا بتحقيق الاعتراف الدولي لقضيتنا.
– وهل أثر عمل الحركة على السياسات الإيرانية تجاه الأحواز؟
الدولة الفارسية "دولة مارقة" لا تكترث كثيرًا للقوانين الدولية، وقدرتها في المراوغة تضاهي قدرات الصهاينة وتجد طريقة للالتفاف على المؤسسات الدولية. لذلك نركز في عملنا بشكل أساسي على جرائمها ضد شعبنا وباقي الشعوب المحتلة لكسب الدعم الدولي والعربي والإسلامي للتحرك والانقضاض على هذه الدولة من الداخل؛ فدولة الاحتلال الفارسي هشة من الداخل ونؤمن بأن هزيمتها تأتي بتحرك الشعب العربي الأحوازي والبلوش والترك الأذربيجان والكرد، ودعمهم من قبل العرب والعالم الحر سينهي هذه الدولة للأبد.
نهال نبيل
المصدر: البوابة نيوز