#أحوازنا-نفض الغبار عن القصر واجهة لتمرير سياسات بغيضة
قبل أيام قليلة افتتح المعمم عباس الكعبي، عضو مجلس خبراء القيادة المهرجان الثاني للتراث والحرف اليدوية في القصر المهجور للشيخ عبدالحميد بن الأمير المغدور الشيخ خزعل بن جابر المرداو، أخر أمراء الأحواز. وتضمن افتتاح المهرجان كلمة له تطرق عبرها إلى عدة فقرات بعيدة كل البعد عن المناسبة وما تتضمنه، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الفقرات:
أولا؛ كلمته كانت طائفية بامتياز بالرغم من أن المناسبة لا تمت للقضايا الدينية والمذهبية بصلة. فركز في كلمته على موالاة مزعومة لأبناء الحميدية ودفاعهم عن أهل البيت، كما اعتبر القصر كان محلا لإقامة مجالس تخص ولاية أهل البيت وعده من أبرز مظاهر حبهم ومودتهم (حب أهل البيت ومودتهم). بينما تجاهل واقع أبناء هذه المدينة وما يعانونه من مشاكل اقتصادية وأمنية جمة لا تحتاج إلى مجهر كي يتم اكتشافها بقدر ما تحاج إلى ضمير حي.
ثانيا؛ كشفت كلمته إلى حد كبير تشكيك الدولة بانتماء وولاء أبناء مدينة الحميدية، وذلك عندما زور الملا عباس الكعبي مواقف أبنائها واعتبرتاريخهم حافلا بالمواقف البطولية لصالح إيران في أثناء الحرب! لو كان حقا يؤمن بولائهم وانتمائهم لما اضطر لتزوير التاريخ الأحوازي ولويه حسب ما يريد أصحاب العمائم في طهران وقم. فانتماء وولاء أبناء الحميدية لن يأتيا عبر تزوير تاريخهم وإعادة صياغته بما يتناسب مع أهواء طهران، وإنما يأتيان عندما يشعر أبناء المدينة أنهم جزء من هذه الدولة ويتمتعون بكامل الحقوق مثل أي مواطن فارسي في طهران أو اصفهان أو شيراز. إما أن يأتي الجلاد ويتحدث باسم الضحية فبكل تأكيد سيكون كلامه معبرا عنه وعن نقيض ما يشعر به الضحية.
ثالثا؛ تجاهل الملا عباس الكعبي في كلمته أهم مفاصل التاريخ السياسي الأحوازي وما حدث فيه من تغيرات مريرية ما زلنا نعيشها وتؤثر على واقعنا اليومي . وبغض النظر عن تقييمه لتلك المفاصل ولكن كان الأجدر به أن يتطرق لها -إن كان يحترم الشعب الأحوازي- بدل هذا التعامي. ولكن كيف يذكرها وما زال هو وأسياده تطاردهم كوابيس عودتها.
رابعا؛ إن هذا الاهتمام الوهمي بالقصر لم يأت حبا بتاريخ وتراث الأحواز وشعبها ولم يأت تطبيقا لديمقراطية عجز العالم عن فهمها وإدراكها، بل هذا الاهتمام لذر الرماد في العيون وتغطية على مشاريع خبيثة تستهدف بنية المجتمع الأحوازي وتؤسس لتفكيكه بغية القضاء على لحمة وطنية أقلقت أصحاب عمائم الشر. كما أنه يأتي في إطار خدماتي ترفيهي لصالح قوافل الظلام كي تتمتع أكثر في بلاد تلفظ أنفاسها بسببهم.
أما قائمقام المدينة فكانت كلمته مخزية، إذ اعتبر مدينة الحميدية تملك مصادر و"قدرات كامنة" ولكنها لم تستخدم، معتبرا القصر مهملا وفي حال تم الاهتمام به فسوف يتمتع بأهمية خاصة في البلاد.
إلى متى هذا التنصل من المسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه الشعب العربي الأحوازي كان الأجدر به أن يتحملها وأن يذكر أسباب عدم استخدم هذه المصادر لصالح مدينة الحميدية وعدم تنميتها، بدل إلقاء اللوم على جهات مجهولة على غرار ما يفعله كل الإمعات في الأحواز. أين هم من أهل البيت وسيرتهم عندما يتشبثون بهم ليل نهار لنشر الأفكار الطائفية والفتن. "حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا" فيوم حسابكم سيكون على غرار العام الماضي.
إبراهيم الفاخر