#أحوازنا- ماذا سيجني الأحوازيون من الانتخابات؟
تشارك الشعوب في الانتخابات وتنتهج طريق المشاركة السياسية لكي تحقق مطالبها السياسية والاقتصادية وغيرها من مطالب مشروعة، أو من أجل تحسين أوضاعها أو المحافظة عليها. تفضل الشعوب هذا الطريق لأنه يُمكنها من تحقيق ما تريد بسهولة نسبية وبعيدا عن العنف وتقديم التضحيات الجسام. فهل ما يحدث الآن في الأحواز هو السير على هذا الطريق؟
حشدت نخبة سياسية في الأحواز جميع طاقاتها وأدواتها ووظفت منابرها الإعلامية ومنابر الدولة بغية التأثير على الشعب العربي الأحوازي ودفعه إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في الأيام القادمة. للوهلة الأولى يبدو أن عملها مشروع وذو جدوى ويمكن أن يحقق جزءا مما يطمح له الشعب الأحوازي وبأقل خسائر ممكنة. ولكن لو تمحصنا أسلوب هذه النخبة وشعاراتها لاكتشفنا أنها مجرد أداة من مجموعة أدوات تستخدمها الدولة الفارسية في فترة مؤقتة ثم ترميها في سلة المهملات على غرار الأدوات المنتهية صلاحيتها.
بعيدا عن المنطق الثوري والحديث عن الهدف الاستراتيجي للشعب الأحوازي وحقه في التحرر من الاحتلال وتشكيل دولته المستقلة وإعادة سيادته الكاملة. إن المنطق السياسي البحت -يؤمن بالأخذ والعطاء- يرى في الوقت الراهن، وجود عدة مطالب استراتيجية تخص جميع شرائح الشعب الأحوازي ولا ترتبط بفئة دون غيرها. فماذا لا يدرج المرشحون هذه المطالب ضمن أجندهم السياسية وهل توجد مؤشرات توحي بإنجازها في المستقبل؟
بايجاز شديد نشير إلى أهم هذه المطالب ألا وهي؛ وقف مشروع حرف مجرى الأنهر الأحوازية وبناء السدود عليها وتجفيفها، التخلي عن سياسة قضم الأراضي الأحوازية وإعادة ما تم اغتصابه بحجة المشاريع العامة، تفكيك المستوطنات في الأحواز والكف عن سياسة تغيير الديموغرافيا الأحوازية، إعطاء الشعب الأحوازي جميع حقوقه السياسية والاقتصادية المشار إليها في الدستور والقانون، منح الشعب الأحوازي حق التعلم بلغة الأم على غرار الشعب الفارسي -يجب أن تكون المناهج الدراسية باللغة العربية- ، إعادة التسميات العربية إلى المدن والقرى والمناطق والمعالم الأحوازية بالإضافة إلى تبني تسميات جديدة تتناسب مع الواقع الأحوازي، إعادة كتابة التاريخ الأحوازي بما يتناسب مع الحقائق التاريخية وبعيدا عن التشويهات والانحيازات العنصرية، إعطاء الأولوية للأحوازيين في جميع فرص العمل في الأحواز، إعطاء المناصب العامة -الإدارية والاقتصادية- في الأحواز للعرب، التخلي عن جميع المشاريع التي تستهدف بنية المجتمع الأحوازي وتحاول تفكيكه، التعامل مع الأحوازيين مثل سائر المواطنين وترك النظرة الدونية تجاههم.
هذه أهم المطالب الأحوازية المشروعة في الوقت الراهن. هل يستطيع المرشحون أن يحققوها في حال جلسوا تحت قبة البرلمان؟ وهل بامكانهم وضعها ضمن شعارات حملاتهم الانتخابية. فبكل تأكيد لن يستطيعوا تبنيها ووضعها ضمن شعاراتهم ولن يستطيعوا تحقيقها في حال أصبحوا مندوبين في البرلمان. لأن هذه المطالب تعد نقيضا لمصالح الدولة الفارسية واستراتيجيتها، ولا يمكن لهذه الدولة أن تقبل بنقيض مصالحها واستراتيجيتها.
إذن لماذا مجموعة من النخبة الأحوازية تدفع بالشعب للمشاركة في انتخابات لن تحقق مطالبه ولن تغير من واقعه المرير. فهل تكفي حجة عدم وجود البديل عند الأحوازيين كما تزعم هذه النخبة حتى تنتهج طريقا مخزيا ينفذ أجندة العدو، أم يجب عليها أن تبحث عن حلول مجدية للشعب حتى تكون على قدر الاسم الذي تحمله؟
إبراهيم الفاخر