انطلاق مشروع إعادة تأهيل قصور خزعل
ضمن فاعليات {مهرجان القرين الثقافي السادس عشر} ألقت الدكتورة إفنجليا سايموس أخيراً محاضرة بعنوان {إعادة تأهيل ديوان خزعل} وتمحورت حول حملة أطلقها {المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب} لإعادة تأهيل قصور خزعل التاريخية وديوانه الأثري. يتضمن البرنامج التنقيب والمسح التصويري والتوثيق المعماري ثم الإنشاء والترميم والصيانة.
أشارت سايموس في محاضرتها إلى توافر مخطط كامل للنهوض بالمنطقة التاريخية، مبينة أن قصور خزعل شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ منطقة الخليج العربي، وأنه في {عام 2008 اشترى {المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب} إثنين من أهم المباني التاريخية في دولة الكويت وتعود إلى أملاك خاصة وهما ديوان خزعل حاكم المحمرة في بلاد فارس أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويقعان جنوب السفارة البريطانية في منطقة دسمان ويعرفان تاريخياً بـ {قصر وديوان خزعل}.
أضافت سايموس: {يعود بناء قصور الشيخ خزعل إلى عام 1916 واشتراها في ثلاثينات القرن الماضي أحمد محمد الغانم والشيخ عبد الله الجابر الصباح}.
تدمير وتخريب
كشفت سايموس أن تلك المباني تعرضت لسوء استخدام وتخريب وتدمير إبان غزو العراق دولة الكويت وتعرضت للحريق، إضافة الى عوامل الزمن التي أحالتها إلى مكان مدمّر.
جاء في المحاضرة أيضاً أن قصر الشيخ خزعل الطيني يحتلّ مساحة كبيرة من المباني ويحيط به سور ومرائب، أما على الجانب الآخر وعلى مساحة كبيرة منه تقع أطلال ديوان خزعل وتحيط بها ستة مبان سليمة ترجع الى الخمسينات من القرن الماضي وبقايا آثار وحدائق كانت خلابة في ما مضى.
شكل المبنى
حول التصميم الهندسي ومواد البناء المستخدمة قديماً قالت سايموس: {كان كل من صخر البحر والطابوق الطيني يشكلان نقلة كبيرة في فن البناء التقليدي ذي الطابق الواحد، أما بالنسبة إلى مبنى الديوان فيحتوي على فناء ويتكون من ست غرف للضيوف يتوسطها ممرّ رئيس في كل طابق كأي فندق في يومنا هذا}.
تابعت سايموس:} تحكم البناء من زواياه الأربع أبراج أسطوانية ولواوين خارجية على امتداد الواجهة في كلا الطابقين, إضافة الى شرفتين جميلتين في أعلى مداخله الرئيسة من الأمام والخلف، وفي محصلة ذلك يكون للمبنى شكل يشبه السلحفاة عندما تظهر رأسها وأرجلها وذيلها}.
وصفت د. سايموس البناء بأنه على طراز بغدادي تقليدي يفوق حجم الديوان بكثير وله أروقة داخلية مفتوحة تطلّ على الفناء الداخلي في كلا الطابقين وممرات خارجية وعلوية محجوبة على امتداد الغرف الموصولة داخلياً. كذلك يشتهر بغرفة خشبية تتميز بالأخشاب المنحوتة المتشابكة والزجاج الملون على النوافذ وتطلّ على البحر من الطابق العلوي. وعن إعادة التأهيل قالت سايموس: {بدأ المشروع بالبحث عن صور قديمة للمباني ومقابلة السكان والملاكين السابقين ثم القيام بأعمال الحفر والتنقيب لإخراج عيّنة من المبنى وإبراز أرضيات الآجر الواقعة أسفل بلاطات الكاشي وسرداب الديوان المدفون لعقود من الزمن، وقد عثر على البقايا المحروقة من إطارات الأبواب والنوافذ بين تلّ الحطام القاسي ورواق الديوان مع الأقواس المدببة المفككة منذ 60 عاماً وبدأت تظهر الآن}.
أكدت الدكتورة أنه في جميع الأحوال ستحترم أعمال إعادة التأهيل لوائح فينيس وستستعمل مواد البناء وطرقه التقليدية مثل الطين والطابوق وصخر البحر، إضافة الى تحليل العينات مخبرياً لذلك يتطلّب العمل مساعدة من اختصاصيين بالعمارة الطينية في مراحل التنقيب المتقدمة.
يُذكر أن سايموس عرضت خلال محاضرتها صوراً تاريخية قديمة لهذا الصرح التاريخي والأثري الذي يستحق إعادة إعادة إعمار، كذلك دشنت ورشة عمل بالتعاون مع طلاب قسم العمارة في كلية الهندسة في جامعة الكويت.