تهنئة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بمناسبة عيد الفطر المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ, وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))
يفرح المؤمن يوم فطره بإنجاز فريضة الصوم…يفرح وهو راضيا عن نفسه وراجيا الله أن يتقبل صومه وقيامه وصالح أعماله خلال شهر رمضان المبارك…
الصوم كما هو معلوم ليس الامتناع عن الأكل والشراب لساعات طوال فحسب، بل هو مجاهدة النفس وتطهيرها وتزكيتها بالإبتعاد عن فحش القول والعمل، والسمو بالحواس والرغبات من الوقوع فيما حرم الله، وتوطين النفس على الصبر واحتساب الأجر عند الله… فهو تكليف دائم على الإنسان المسلم، وما رمضان إلا مناسبة لتعزيز هذه الخصال في نفوس المؤمنين وطبائعهم بالمجاهدة التي لا تقوى النفوس الضعيفة التصدي لها. وما فرح الصائم بفطره إلا رضىً عن نفسه، وما كان وعدُ الله بلقائه يوم تجزى كل نفس بما كسبت إلا إثابةً لهذه النفس التي تزكت برضى الله بما أسلفت…
ونحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إذ نهنئ المسلمين في كل مكان بحلول عيد الفطر السعيد، ندعو الله أن يعم الأمن والسلام على الشعوب العربية والإسلامية وخاصة في الأحواز وفلسطين وسوريا والعراق وفي كل منطقة فقدت نعمة الاستقرار، راجينا الله عز وجل أن يضاعف مثوبتهم بصبرهم وجلدهم على النوازل التي أحاقت بهم من أعداء الله وأعدائهم الذين تجبروا وبغوا…
وشعبنا الأحوازي المؤمن بقضاء الله وقدره، يقاوم ويجاهد منذ تسعة عقود ضد من انتزع منه نعمتي الأمن والسلام، والفرح بالأعياد، محتسبا عند الله نعم الثواب. فندعو المولى عزّ وجل أن يعقب صبره نصراً وآلامه فرحاً…
فالطبيعة الكهنوتية العنصرية للمحتل الفارسي الذي يحتل الأحواز، ضاعفت من معاناة الشعب الأحوازي العربي المسلم. فهويته العربية مستهدفة باستهداف لغته وتاريخه وتراثه… ليس من أجل الهيمنة فقط، بل أيضا تنفيسا عن أحقاد عدونا التاريخية ضد كل ما هو إسلامي وعربي. لذلك فإن الشعب الأحوازي الذي قدم جحافل من الشهداء، في سبيل حريته، يفخر بعروبته وبانعدام أي رابط تاريخي أو روحي يربطه بالمحتل.
وعيدا الفطر والأضحى أصبحا تظاهرة دينية ووطنية يؤكد الشعب من خلالهما وحدته ضد المحتل. وغالبا ما يقع الاختلاف مع المحتل في تحديد موعد العيدين. ويجد الأحوازيون في ذلك فرصة لتصعيد مقاومتهم للمحتل الذي يسعى لاستخدام العنف في منع الاحتفال بالعيد في أي موعد لم تقره الدولة.
وهكذا تتوالى الأعياد على الشعب الأحوازي عاماً بعد عام مضيفةً زخماً جديداً في نضاله ضد المحتل، يصنع من فرحته بالأعياد أملاً لغد أفضل طال انتظاره إلا إنه على يقين بأنه على موعد مع فرحة الانتصار والحرية. وكي يبقى الإيمان عامرا في قلوبنا جميعنا وتبقى روح المقاومة وفكرها متجذرا في ضمائرنا ندعو الأحوازيين جميعا معايدة عوائل الشهداء والأسرى قبل البدء في معايدة أنفسهم. فلنقدمهم على أنفسنا بإهدائهم فرحة العيد مثلما قدمونا على أنفسهم وضحوا بأغلى ما يملكون من أجل كرامتنا وعزتنا. وإلى ذلك يسرنا أن نهدي الشعب العربي الأحوازي في الداخل والمهجر والأمتين العربية والإسلامية أسمى آيات التهاني والتبريكات بعيد الفطر السعيد.