آراء ومقالات

حقوق الإنسان العربي الأحوازي في ظل حكم الملالي العنصري الطائفي

سجين أحوازي يصف التعامل الوحشي الفارسي معه في فترة إعتقاله

 

    في الغرف الموحشة، المظلمة، التي يعدها البعض سجوناً لـ "تأديب بني البشر" يتناوب في العمل فيها متفرغون من نوع الوحوش "الآدمية" التي يمكن توصيفهم بكل الألقاب والسمات إلا من الصفات الإنسانية، ناهيك عن الدينية التي نصت على تكريم الإنسان، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرأف بالحيوان الأليف فكيف تحول مَنْ يزعم أنه نما في حاضنة الرؤية العلوية إلى مجرم مترع بالنذالة اللا أخلاقية ضد الأبرياء المدافعين عن حقهم بالعيش كمواطنين شرفاء لا يعتدون على أحد ولا يرتكبون أية خطيئة ضد أي إنسان ؟ .

     إنها السجون العنصرية الفارسية التي غابت عنها أية أحاسيس إنسانية، وزادتها بغضاً الطائفية الصفوية التي كرّست نهجاً في أذهان الأتباع بضرورة الثأر من كل ما هو عربي، ليس في الحاضر فقط، بل في الماضي أيضاً بذريعة ((المظلومية)) وإيراد المعلومات المختلقة وترديد الأكاذيب الباطلة، حتى تمكن الفقهاء والسياسيون الفرس من خلق الإنسان / الآلة الإجرامية عندما يحتل تلك الغرفة المجردة من كل أنواع الأثاث إلا ما هو يبث الرعب في النفوس ويرهب القلوب ويزرع القلق حول ما سيأتي وما سيكون ! .

    والأمثلة الدالة على هذا المسلك الإجرامي للحكام الإيرانيين أكثر من أن تُعد وأبعد من أنْ تُحْصى، فمنذ مجيئهم إلى السلطة وإعتلائهم سدة الحكم، وجرائمهم الخسيسة تتكرر، ومنذ مجزرة المحمّرة في الأربعاء الدامي (29/05/1979م) وأحكام خلحالي المجرم الذي يطبق الإستنساخ الحرفي لتعليمات مشعوذهم الأكبر وأتباعه من "الآيات اللئام" وتوابعه من الحكام صُفر الوجوه من غير علة، حول كيفية التعامل مع المناضلين العرب خصوصاً، والمواطنين العرب على العموم، على أنهم "عملاء" للخارج وأتباع "العرب" البدو الذين حطـّموا ميراث ما أسموه بحضارة بلاد فارس، لذا ينبغي تصفيتهم البدنية إنْ لم يتمكنوا من تصفيتهم تصفية معنوية بشكل تام عبر القضاء على إرادتهم الحرة ونسف أية إمكانية لإستمرار مقاومتهم ووأد عملهم المتواصل من أجل تحقيق أهداف شؤونهم السياسية والوطنية والإنسانية بإعتبارهم مخلوقات الإله الواحد الأحد الذي حث على مبدأ التعارف والتآلف بين القبائل والشعوب .

  ولكن لنسمع، ونقرأ ما أفاضت به الروح التسجيلية لأحد المواطنين العرب الأحوازيين ممن جرى تكبيل أيديهم وأرجلهم في غرف التحقيق الطائفي الصفوي والبغي العنصري الفارسي، إذ يذكر هذا البريء بلغة الحديث المباشر لأحد أصدقائه ممن إستفسر عن ماجرى له بالسجن، ما يلي:

"بموضوع التعذیب یستفادون طرق کثیرة، واحده من عدهن الضرب بالکابل علی الظهر والرجلین وحتی الرأس، ويستخدمون طریقه اخری بالکهرباء والتعلیق بالسقف من الیدین من الخلف، واحیانا ادخال عصا أو بطل زجاجی [أي قنينة] فی المؤخرة، وطرق اخری الله اعلم بها،

وایضا کما انا شفت حتی [التهديد]ُ بالقتل، فانا هددونی، لکن الشیء الذی سمعته من احد المسجونین وهو ((….)) من مدينة ((….)) الذی کان [قد قضى] 8 اشهر فی نفس الزنزانة الذی انا کنت بیها، وهذه صارت له 3 سنوات فی سجن کارون لکن ممنوع [من الزيارات] وحسب تعبيره من الملاقاة [مع أي واحد]، وبعده حتی ما شاف اهله وبعده مو معلوم شنو حکمه، [أي أنه لم يرَ أهله ولا يعرف أي مصير ينتظره، لكونه لم يتوفر له أي محامي خاص] قال لی: احضرو اثنین من اخوانه اللذين أصغر منه وخلوهم [أي تركوهم] بزنزانات جانب زنزانته حتی یسمع صوتهم وهم یبکون، [ویقول السيد . . .] هذا کان اکبر تعذیب لی، بالاخر من بعد تحریرهم من شدة التعذیب والضغط [النفسي عليه] فقد احدهم عقله، واصبح مختل المشاعر [ومواصلة الهذيان]، وبعدین هددوا وقالوا نجیب امک وخواتک لکن هو یقول ما حضروهم .

وهو بنفسه کما انا شفته کان فاقد شعر راسه من كثر الضغط والتعذیب، وفی بعض الاحیان کان یقول من شدة الضرب علی راسی سقط الكثير من شعر راسي، وذكر لي الکثیر من اشعاره [تصف حاله ومعاناته] واشیاء کنت حافظهن لکن هسه نسیتهن، وحین النوم کان یشد کفیه علی بطنه لأن حسب الظاهر امعاءه واحشاءه کانت متأثرات [أي قد تأثرت صحياً] من التعذیب ویسببن له وجع .

[وكان المثال الآخر الذي تحدث عنه هو] التالي :

لو مثل ((. . .)) کان یقول کم مره فقدت الوعی تحت الضرب علی راسی بالکابل، غیر ذلک تعذیب نفسی، لذا انا حسیت بیه [أي أحسستُ به] هو کان شد العیون،[وإسماعي بشكلٍ عالٍ] اصوات غریبه [في] بعض الاحیان، وأیضاً کانوا دائماً [يتعمّدون جعل] الجو فی الزنزانة بارداً حتی لا یکون عند المسجون قوه للمقاومه وعمل أية حرکه، والزنزانه ما کان فیها الا موکيت [اي فراش على الأرضٍ] وبطانیه علی [بغية إجبار المعتقلين على النوم فوق الأرض الباردة جداً]، وهناك زر اخضر حينما ترید [أنْ] تستعمل الحمام تضغط علیها ویعمل کجرس بعدین تشد عیونک بعصابه ویاخذک للمرافق وبعدما تخلص [أي عندما تنتهي من الحمام] یرجعونک للزنزانه، وایضا هناک ما تسمع اسم اي شخص وکلهم ینادون احدهم الاخر حاج اقا، ولا تشوف وجه احدهم لأن دایما عیونک مشدوده.

انا انسجنت عندهم اقل من شهر لکن لحد الان روحیاتی متأثره من تلک الایام والآن الذی وضحت لک الظروف وذکرت هذه الاشیاء خرجت من حالتی الطبیعیه، اشتهی ابکی علی حالی وحال الشباب، تصور نفسک فی هذه الحالات، وبعدین تصور الشباب شو من أیام تعدت علیهم [في ظل هكذا معاناة ووحشية السجان الفارسي] ".

 

  إنها ملحمة كفاحية بحق لا يمكن لأي أحد مهما كانت بلاغته التعبيرية متفوقة أنْ يأتي بمثيلٍ لها، ولكن العسف الفارسي الصفوي له من القدرة الكرباجية خلق آلاف الصور المعبرة، فمتى يرى أولو الضمائر من العرب والمسلمين كل تلك الممارسات الإجرامية ويطلقون صرخاتهم المستنكرة لردع الظالم المجرم عن الإيغال بإجرامه البشع ؟؟!! .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى