الأحواز.. الوطن السليب
من مدينة بر عباس على حدود كردستان في الشمال من مدينة العباسية في أقصى الخليج العربي جنوباً على مضيق (هرمز) تمتد مساحة الأحواز العربية الأبية ذاك الوطن السليب الذي احتله الفرس على يد رضا بهلوي عام 1925 بمساعدة بريطانية ليمتد نفوذهم على الخليج العربي الذي لم يكن يحلم الفرس يوماً بأن تطأ أقدامهم مياهه على حساب عروبة الأحواز وشعبه الكريم.
٭٭٭
تبلغ مساحة الاحواز العربي السليب 375 ألف كيلو متر وتعداد سكانه 11 مليون نسمة ويمتلك (ثالث أكبر احتياطي نفطي وغاز طبيعي في العالم ويجمع بين خصوبة الأرض وكثرة الأنهار) مما يجعل (%90) من صادرات الدولة الفارسية مبنية على ما تستولي عليه من خيرات الاحواز على حساب شعبها العربي الابي الذي يعيش الفقر ويعاني من الارهاب والاعتقال والقتل والتنكيل والمحارب في مصدر رزقه حيث وصل الأمر بالفرس الى تجفيف اهوار الاحواز وتحويل انهارها باتجاه المدن الفارسية، الارض ارضهم والموارد ملكهم ولا كهرباء ولا ماء ولا صحة ولا تعليم.
٭٭٭
الاحواز الوطن العربي السليب الذي تعلق المشانق يومياً للعشرات من رجاله ونسائه وشيبه وشبابه بشكل تعسفي وتعج السجون بالمعتقلين والمعتقلات من مناضليه الذين يعانون التعذيب وسوء المعاملة بلا تهم سوى المطالب العادلة والسعي لتحرير تراب الوطن الغالي في ظل غياب مخز لأي دور للدول العربية بشكل عام ودول الخليج على وجه الخصوص والمنظمات الانسانية التي تدعي الدفاع عن كرامة الانسان وحقه في العيش الكريم، فصور الغطرسة والطغيان الفارسي بحق اشقائنا في الاحواز تدمي القلوب وتدمع لها الاعين، صور لا تقبلها الانسانية ولا تقرها الاعراف السماوية، ومن يشاهد صور اعدام الاشقاء الثلاثة عهد الرحمن طعمه وشقيقيه علي وجاسم طعمه الحيدري الذين اعتقلوا واعدموا بعد زواجهم بشهر واحد والشهيد حسن ثامر الحيدري (15) عام والشهيد ناصر حاج حيدر جبر والشهيد عبدالملك ريغي زعيم جند الله والشهيد ستار الصياحي شاعر الاحواز الكبير الذي طالته يد الغادرين وغيرها الكثير من الصور يدرك بشاعة ما يقوم به أزلام المحتل الايراني الذين يواصلون تلفيق الاتهامات ليستمر مسلسل الاعتقالات الذي طال الكثير من أبناء الاحواز العربي المحتل كالداعية المجاهد عبدالهادي صالحي والاسير شهاب العباسي وغيرهم الكثير بشكل تعسفي لا يفرق بين ابناء الاحواز سنة وشيعة فالمهم أن يكونوا عرباً ليطالهم الاعتقال!
٭٭٭
يأبى شعب الاحواز الحر الأبي الا ان يعطي الفرس دروساً في الكرامة والشموخ، دروساً لا يعرفها الا من وضع الروح على الراح في سبيل الوطن كالصورة التي ظهر بها الشهيد المعلم ريسان الساري وهو يقبل حبل المشنقة قبل اعدامه في سجن كارون بمدينة الاحواز، شجاعة أذهلت جلاديه، واباء التوت الى صاحبه اعناقهم، وعزة رسمت الرعب في نظراتهم المحدقة به في ذهول لتنتهي الى الارض وهي صاغرة، انها الرسالة السامية للمعلم الشهيد الذي أبى الا ان يعطي الفرس حتى وهو في آخر لحظات عمره دروساً في عشق الأوطان وكرامة الانسان، شموخ مناضل احوازي يلتف حبل المشنقة حول عنقه لينكسر أمام كبريائه غرور الفرس وغطرستهم وتهان كرامتهم وتتمرغ أنوفهم في التراب، مناضل حر احوازي يبطش بجلاديه قبل استشهاده فإلى جنة الخلد يا ريسان الساري ومن سبقك ومن لحق بك من اشقائنا في الاحواز العربي السليب وطن الكرام والاحرار والمناضلين.
< نقطة شديدة الوضوح:
تغريدة للأخت حوراء أحمد الأحوازي (قبل اعدام القائد محيي الدين آل ناصر دخلت عليه فرح – زوجة الشاه – ملكة الدولة الفارسية آنذاك تطلب منه التوبة والاعتذار على مقاومته للاعفاء عنه فرد عليها الشهيد بإذن الله محيي الدين رد قائد قائلاً: لم نمارس نحن عملاً سياسياً كي نكون مخطئين أو على صواب بل مارسنا ثورة ضد الاحتلال).
المصدر : جريدة الوطن الكويتية