كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر تنشر فلم عمليتها البطولية
ليس من المتوقع، بل ليس من المنطقي أن تقرّ الدولة الفارسية – على الأقل في الوقت الراهن – بما يلحق بها من خسائر نتيجة ضربة موجهة من المقاومة الوطنية الأحوازية لهدف من أهدافها العسكرية أو منشأة من منشئاتها الاقتصادية التي هي قوام قوتها ومظهر هيبتها. وذلك لخشيتها من أن يترتب على إقرارها هذا، التأكيد على وجود مقاومة أحوازية لها القدرة في الوصول إلى أكثر مواقعها الحيوية تحصيناً. الأمر الذي يعني فيما يعنيه وجود قوة قادرة على تهديد وجودها والنيل من هيبتها.
وإذا ما تسربت أخبار تكشف عن تعرض موقع عسكري أو منشئة اقتصادية إلى خسائر مادية نتيجة عمل تم بفعل فاعل، فإنها تتفادى أن تحيل أسبابه إلى عمل ” عسكري ” أو حسب الوصف المتوقع منها إلى عمل ” إرهابي ” أو عمل ” تخريبي ” ، لأن ذلك يلزمها أن تذكر أو تشير إلى الجهة التي نفذت هذا العمل. وكما أن وصف الحادث بأنه نتيجة عمل “إرهابي” سوف يؤدي إلى فهم ضمني بأن من قام بهذا العمل هي المقاومة الوطنية الأحوازية لاعتبارات الموقع (الأحواز) الذي يعتبر مجال نشاطها في مقاومة المحتل الفارسي. وهي في ذلك كله كمن يحاول أن يحجب الشمس بكفه!.
وهذا التفسير الذي يستند لرصدنا الدائم لردود أفعال مسئولي الدولة الفارسية وإعلامها إثر كل عملية عسكرية تنفذها المقاومة الوطنية الأحوازية، يوضح لنا بجلاء ما أصاب دوائر هذه السلطة من اضطراب وتضارب في ردود أفعالها حيال العملية البطولية التي نفذتها كتيبة الحسنين إحدى كتائب محي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز. فجاءت أولى التصريحات بعد وقوع العملية على لسان مير كاظمي رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الفارسي، الذي قال لوكالة “إيلنا للأنباء” الرسمية : ” إن الانفجار الذي تعرضت له خطوط إمداد النفط والغاز في منطقة (هفت تبه) ليس عملا إرهابيا، بل هو عمل تخريبي قامت به مجموعة تعاني من أمراض نفسية، يعيش أفرادها في الداخل والخارج” وجاء في تصريح آخر أدلى به عبد الرضا سعيدي محافظ مدينة السوس لوكالة ” فارس للأنباء ” الذي اكتفى بالقول ” إن التحقيقات جارية للكشف عن أسباب وقوع انفجار في خطوط إمداد النفط في منطقة (هفت تبه) والذي أدى إلى وقوع خسائر كبير نتيجة للدمار الذي أحدثه هذا الانفجار “. بينما سارع محمد رضا أملا زادة مدير هيئة الحد من الكوارث الغير متوقعة إلى تأكيد وقوع الانفجار والخسائر الفادحة التي نجمت عنه، إلا أنه أرجع أسباب الحادث إلى تلف في الأنابيب نفسها… وتصريحات أخرى تلقي الضوء أكثر على مدى اهتزاز هيبة الدولة الفارسية نتيجة هذه العملية البطولية.
وإذا ما استعرضنا هذه التصريحات، فإننا نرى فيها التخبط الواضح الذي أصاب مسئولي الدولة الفارسية في إبداء مواقفهم الرسمية حيال هذه العملية البطولية، وعدم قدرتهم في ضبط انفعالاتهم التي يبدو أن الانفجار بعثرها كما بعثر قطع الأنابيب، وسعيهم المفضوح للملمت أشلاء هيبتهم وكرامتهم التي أريقت مع ما حوته هذه الأنابيب من نفط مسروق من أرض الأحواز المحتلة.
والمقاومة الوطنية الأحوازية لم تسعى في كل عملياتها البطولية، لأن تتباهى باعترافات العدو على قدرتها في تنفيذ مثل هذه العمليات المؤلمة، وإن كانت على قناعة بأنه أي (العدو) سيضطر مرغما على الاقرار بهذه الحقيقة التي أصبحت تغض مضاجعه، بل تسعى لإلحاق أكبر الأضرار بمفاصل قوته العسكرية والاقتصادية كعمل وطني وصولا إلى إركاعه وجلائه مهزوما وإلى الأبد من أرض الأحواز الأبية، متسلحة بإيمان مطلق بالله، وثم بعزيمة الشعب الأحوزي لنيل حريتة واستعادة حقه المغتصب.. وما ذلك على الله بعزيز.
اليكم مقطع العملية
https://www.youtube.com/watch?v=GMJEnubQkBk