جرائم الاحتلال وواجباتنا
إن الدول المحتلة من أجل بسط سيطرتهاعلى الشعوب التي تعيش تحت قبضتها دائما ما تقوم بتنفيذ أبشع الجرائم، ومنها اعتقال المواطنين الشرفاء من أبناء الوطن المخلصين بقضيتهم والذين يساهمون بنشر الروح الوطنية بين أبناء شعبهم وتقديمهم إلى حبال المشانق ظنا من هذه الدول المحتلة أن تكون هذه الإعدامات عبرة للمواطنين الأخرين الذين ينوون السير على خطى من سبقهم في ساحات النضال.
إن الاحتلال الفارسي لايختلف عن الاحتلالات الأخرى من حيث احتلاله لأرض لا تعود ملكيتها له على الإطلاق بل زاد على احتلال الأرض العربية والتي تعتبر جريمة كبرى لاتقبلها القوانين الدولية, جرائم أخرى ومن بينها الاعتقالات التي استهدفت الكثير من الناشطين الأحوازيين ممن كان لهم دور بارز وفاعل في بث الروح الوطنية وقد نفذ بهم حكم الإعدام ولازال الكثير منهم ينتظر لحظة الإعدام ليلتحق بقافلة الشهداء ليكون نجما ينير سماء الأحواز. وآخرهم تسعة من أبناء الأحواز الغيارى, أربعة من المحكومين بالإعدام هم من أبناء مدينة الفلاحية العريقة التي كانت ولازالت منبت الثوار وأصحاب الفكر الوطني المناهض لوجود الاحتلال الفارسي. و الخمسة الآخرون من أبناء مدينة الخلفية الباسلة. هؤلاء الأبطال الذين شهد ويشهد لهم رفاقهم وكل أبناء مدينتهم بل كل أبناء الأحواز على ما يحملونه من فكر وطني وعلى مساهمتهم في توعية الشباب الأحوازي.
هم حملوا الفكر الوطني ليس حبا بمنصب ولاجاه أبدا وإنما عملوا لإرضاء ربهم ولما تمليه عليهم ضمائرهم.
إن الاحتلال الفارسي بإصداره هذه الأحكام الجائرة بحق الوطنيين الأحوازيين يحاول يائسا أن يزرع الخوف والإرهاب بين المواطنين الأحوازيين, كما إن القضاة الذين يصدرون هذه الأحكام الجائرة، ورجال المخابرات الذين ينتزعون الاعترافات تحت السياط وآلة القمع, أغبياء جميعهم لدرجة إنهم لم يأخذوا العبر من التأريخ ابدا, يجب عليهم أن يقرأوا التأريخ ليروا إن الاعدامات السابقة لم تزرع الخوف بين المواطنين ولم تثنهم عن موقفهم أبدا ,إنما زرعت الفكر الوطني وقد أصبح كل شهيد أحوازي رمزا يقتدى به من قبل المواطنين الأحوازيين.
هم بإعدام هاشم سيخلقون الف هاشم وبإعدام هادي سيخلقون الف هادي وبإعدام سيدجابر سيخلقون الف سيدجابر وبإعدام محمد علي سيخلقون الف محمد علي وبإعدام سيد مختار سيخلقون الف سيدمختار بين صفوف المواطنين الأحوازيين.
علينا كأبناء الأحواز أن نثأر لدماء شهدائنا الأبرار الذين استشهدوا على أرض الأحواز وطهروها بدمائهم الزكية من أجل نشر الفكر الوطني. وأقل مايمكننا أن نعمله الخروج بمظاهرات عارمة نندد من خلالها بهذه الأحكام الصادرة بحق شباب مدينتي الفلاحية والخلفية ونرفض كل الجرائم والانتهاكات التي مارسها الاحتلال الفارسي ضد أبناء الشعب العربي الأحوازي. وعلى أبناء الأحواز في الداخل أصبح واجبا الخروج بمظاهرة منددة بهذه الأحكام الجائرة لأنها إن مرت دون التنديد بها ورفضها سيكون مصير الوطنيين الآخرين ممن سلكوا طريق النضال هو الوقوع في قبضة رجال المخابرات والإعدام. ربما يرى البعض إن الخروج بمظاهرات ستكون خسائره كبيرة علينا, في حين إننا نخسر يوميا العديد من الطاقات الفكرية والوطنية على يد الاحتلال الفارسي دون مبرر.
ياترى أليس واجبا علينا في ظل هذه التضحيات التي نقدمها يوميا أن نخرج بمظاهرات نندد بجرائم المحتل الفارسي أم علينا أن نختار الصمت والسكوت فقط؟
لاتزال الكرة في ملعبنا لأننا من يمتلك الإرادة، إرادة حب الوطن والدفاع عنه, لأننا من يعيش في هذا البلد و سيادته من حقنا وليس من حق المحتل الذي أتانا غازيا. في ظل وجود القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي يمكننا أن نخترق التعتيم الإعلامي ونهدم السور الذي بناه الاحتلال بيننا وبين أطياف شعبنا العربي الأحوازي.
Aloroba18@yahoo.com