لن يفكك الخبث الإيراني المعارضة السورية الحرة!
المعارضة السورية تعيش اليوم لحظات حاسمة ومصيرية في ظل تطور الأوضاع الميدانية
في الداخل السوري , واشتداد اوار المواجهة العسكرية التي ترجمها النظام المجرم على
شكل مجازر منظمة وواسعة النطاق وبما يشبه حالة التطهير العرقي والطائفي تمهيدا لإعلان
الصفحة الثانية من مخطط النظام الذي سيعقب اندحاره وتلاشيه من عاصمة الأمويين العظيمة,
دمشق الحرية والأصالة والجمال , ودخول اطراف دولية اخرى على خط الأزمة بما فيها الدور
الإسرائيلي قد أدى الى حالة من خلط الأوراق ومن تطاير الاتهامات , يضاف الى ذلك كله
تردد وحيرة المجتمع الدولي ونفاق القوى الكبرى الرهيب إزاء التعامل مع جرائم نظام فاق
بإرهابه كل جرائم الصرب في يوغسلافيا السابقة , وتفوق على مجازر العقيد الأخضر الليبي
الذي كان , كما أنه لا يقارن أبدا بأي نظام عربي رحل للتاريخ كما هي الحال مع نظامي
بن علي التونسي أومبارك المصري , فالجرائم الرهيبة المسجلة باسم الرفيق المناضل الدكتور
بشار الأسد قد تجاوزت في حصيلتها جرائم عهد أبيه وعمه وكل جرائم نظام البعث السوري
بأطواره المختلفة! فيما العالم يقف فاغرا فاهه وهويتفرج على مصارع السوريين ويحصي الجثث
الهائلة, ويصور حملات الإعدام الشاملة والجماعية
من دون أن يتحرك سوى بالكلام والوعود والتهديدات اللفظية الفارغة من أي مضمون
حقيقي.
لقد ذهب رئيس الائتلاف الوطني السوري
السيد معاذ الخطيب انطلاقا من مسؤوليته الأخلاقية والضميرية الى تبني خيار التفاوض
مع النظام السوري من أجل التسريع بالرحيل بأقل الخسائر الممكنة وليس قطعا من أجل إعادة
التأهيل أوالصبغ والطلاء, لقد أعلنها الشيخ الخطيب واضحة وبلسان عربي مبين لا تخالطه
العجمة بأن الهدف النهائي من الحوار ليس “بوس الخشوم”! ولا العناق أوالمصالحة
, بل ترحيل النظام الى حتفه المحتوم عبر مقاربات سياسية ودبلوماسية تجنب الشعب السوري
المزيد من الخراب والدماء والمصائب, وتحاول إنقاذ مايمكن إنقاذه , ولأن يتحاور المرء
بالكلمات خير من أن يتحاور باللكمات والرصاص والقنابل , ولكن رسالة الخطيب وتوجهاته
الواضحة فسرت بطريق الخطأ? رغم أنه لا يوجد أي مجال للفهم الخاطىء , فالرجل قالها وأعلنها
في اجتهاد ثوري يؤدي غرض الخلاص, ومع ذلك وتحينا للفرصة فقد دخلت الديبلوماسية الإيرانية
بخبثها وانتهازيتها المعروفة ونفاقها وتقيتها التاريخية على الخط لتحاول زعزعة وتفكيك
رؤية ووحدة المعارضة السورية , واللعب على حبال الكلمات والتفسيرات , ودخل وزير الخارجية
الإيراني علي أكبر صالحي, وهوالعراقي الأصل من التبعية الفارسية ليحاول جس نبض الشيخ
الخطيب وليتعمد إعطاء انطباعات ديبلوماسية بأن هناك تفككا في جبهة العمل السوري المعارض!
عبر الحديث عن وساطة إيرانية أومفاوضات سرية أووعود جانبية!
النظام الإيراني يعلم علم اليقين أن وساطته لصالح النظام السوري مرفوضة شعبيا
, والشعب السوري يعتبر النظام الإيراني وحلفاءه وعملاءه ووكلاءه الإقليميين شركاء مباشرين
في جريمة إبادة السوريين , ثم أن نظام طهران يعتبر إن الثورة السورية موجهة ضده , وسيكون
ذلك النظام المتضرر الأكبر حتى من عائلة الرئيس الأسد من سقوط بشار , فبشار قد يهرب
بالمليارات المسروقة ويعيش سعيدا في أي مكان في العالم , بينما النظام الإيراني سيقطع
رأسه وتمحى آثار كل ذيوله في الشرق القديم. بكل يقين فإن زعيم الائتلاف السوري الشيخ
معاذ الخطيب ليس في وارد التفاهم والتناغم مع الرؤية الإيرانية الخبيثة لأنه ببساطة
خبير بالأساليب الإيرانية , ولأن النعومة الإيرانية الظاهرة على السطح تتشابه تماما
ونعومة ولمعان جلد ملك الكوبرا المميت , ولن يؤتى الحذر من مأمنه , والخبث الديبلوماسي
الإيراني مكشوف وعار تماما ولن يخدع أحدا , والشعب السوري الحر ماض وبإصرار نحوتحقيق
أهدافه الوطنية المقدسة بكنس النظام السوري بكل ما يمثله لمزبلة التاريخ التي تليق
به مشيعا بلعنات شعب سورية الحرة وكل الشعوب المحبة للحرية والسلام… أما أساليب نظام
طهران الناعمة المسمومة فليحتفظ بها لنفسه, فلا سلام مع أعداء الحرية والسلام.
كاتب عراقي
المصدر: جريدة السياسة