خفايا وأسرار الحرس الثوري الإيراني …!!؟
الحرس
الثوري(سباه باسدران انقلاب اسلامى):
أولا ً : مرحلة تأسيس
الحرس الثوري و مهامه:
يعتبر الحرس
الثوري أولى المؤسسات التي تم إنشاؤها بعد إنتصار الثورة في إيران الحالية عام
1979م وذلك في مايو/أيار، ويبدو اللبنة الحقيقة لنشأة الحرس الثوري أو بالأحرى
الفكرة هي لحزب الحرية /نهضت آزادي/ وطرحت هذه الفكرة على “الخميني”
عندما كان في باريس، وكانت الفكرة مستقاة من تجربة جيش التحرير الجزائري ومحاربو
كوبا . وفي العام نفسه كلف الخميني، لجنة شورى الثورة بأنشاء الحرس الثوري وفعلا ً
تم إنشاؤه وعرف بـ “سباه باسداران” ولغويا ً تعني هذه المفردة بـ حراس
الثورة أي”سپاه” وتعني “الجيش”
و”پاسداران” تعني “الحراس” والذي عرف بـ الحرس
الثوري الإيراني فی الشارع العربی.
وبالفعل بعد
الموافقة النهاية من قبل الخميني، بدأت اللجان الثورية بتسجيل الراغبين والمتطوعين
من المدن والقرى ومن كافة شرائح المجتمع للإنضمام لصفوف الجيش الجديد، وبمفهوم
جديد وذات رؤية ثورية، وكانت مهمة هذا الجيش الذي عرف بالحرس الثوري في بادىء
الأمر بـ “حراسة الثورة” من الأخطار التي من
الممكن أن تعيق مسير الثورة حسب رؤية قادة الثورة الأوائل. وتم أرسال الدفعات
الأولى من المنتسبين والمتطوعين إلى سورية ولبنان للتدريب العسكري وذلك لوجود
القوى الثورية العربية في بلاد الشام في تلك المرحلة من تاريخ المنطقة العربية .
وحددت لجنة شورى
الثورة مهام الحرس الثوري / سپاه / في ثمانية نقاط وهي كالتالي :
1- مساعدة الشرطة
والقوى الامنية للتصدي للتيارات والقوى السياسية التي عرفت بالمنافقين
.
2- محاربة
المجموعات المسلحة التابعة للمنافقين(كافة القوى السياسية التي تم اقصاءوها من
المشهد السياسي).
3- الدفاع ضد
الهجمات، والتصدي لنشاط التيارات والقوى السياسية التابعة للقوى الخارجية
(المرتبطة بالاجنبي) داخل البلاد .
4- التنسيق
والعمل المشترك مع القوات المسلحة الإيرانية .
5- تعليم وتدريب
منتسبين الحرس الثوري في المجالات الاجتماعية والعقائدية والسياسية والعسكرية .
6- مساعدة
الجمهورية الإسلامية في نجاح وتثبت الثورة الإسلامية .
7- مساندة وحماية
القوى التحررية في حقهم في العدالة من المستضعفين في العالم تحت راية المرشد وقائد
الثورة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
8- الإستفادة من
الاخصائيين من المنتسبين للحرس الثوري للتصدي للأخطار القومية والكوارث الغير منتظرة،
وكذلك مساندة المشاريع والبرامج التنموية للجمهوية الإسلامية والإرتقاء بمكانة
الحرس الثوري في المجتمع والجمهورية الإسلامية.
يتألف الحرس
الثوري أكثر من 125000 عنصر وتنطوي هذه العناصر في المجموعات التالية من حيث الشكل
التنظيمي للحرس الثوري وهي :
1- الاركان
العامة للحرس الثوري .
2- القوات
البرية للحرس الثوري .
3- القوات
الجوية للحرس الثوي .
4- القوات
البحرية للحرس الثوري .
5- قوات
الباسيج التابعة للحرس الثوري.
6- قوات
فيلق القدس التابع للحرس الثوري .
يمتلك الحرس
الثوري مقار عديدة في كافة المدن الإيرانية والقرى والارياف، كما لديه قوات خاصة
ومهمتها عند الحاجة فقط، مثلا ً في حال حدوث أحداث السياسية والقومية في المناطق
التي تسكنها الشعوب غير الفارسية، وتعرف بالعناصر الاحتياطية، وهي تابعة بالضرورة
لقوات الباسيج .
للحرس قدرة في
التحكم في الحروب التقليدية، كما لديه قدرة فائقة ودقيقة جدا ً في التحكم وتطوير
الصواريخ، والاستفادة من منظومة صواريخ باليستية، ومن أهمها صواريخ شهاب 3.
للحرس الثوري
شبكة بشرية هائلة مهمتها خارج حدود إيران، وعناصرها تتشكل من جنسيات مختلفة اهمها
عربية “شيعية” والتي تعرف بـ فيلق القدس .
الحرس يمتلك
القدرة في حال امتلك السلاح النووي في المحافظة على هذا السلاح الخطير وامكانية
الحرس من ترشيد وتأهيل العناصر التي قد تعمل في المجال التصنيع العسكري .
كما للحرس الثوري
مؤسستين هامتين يعملان في موازاة وزارة المخابرات الإيرانية، وهما استخبارات الحرس
الثوري، وممثلية ولي الفقيه، ومهمتهما التواجد في كافة المؤسسات
التابعة للحرس الثوري، ويعتبران العين والأذن والأمن للمرشد في الحرس
الثوري.
حدد رحيم صفوي
المساعد ومستشار العالي للقوات المسلحة للمرشد خامنه اي مهام الحرس الثوري بالنقاط
التالية، وذلك بعد أن تم إتخاذ استراتيجية جديدة، وحدد لها خمسة مهام منها ثلاثة
مهام أصلية و إثنان فرعية و هي :
1. الأصلية
: دفاعية – أمنية – ثقافية .
2. الفرعية
: اقتصادية، وتتمحور في بناء إيران وكذلك مساعدة الشعب في الحوادث غير
المترقبة.
ثانيا ً : المرحلة
الاقتصادية و نفوذ الحرس الثوري في مفاصل الحياة الاقتصادية :
بدايات النشاط
الاقتصادي يعود للحرب الإيرانية – العراقية، و ذلك من خلال بناء السدود ومما لهذا
الأمر اسباب ورؤية أمنية بحتة، كما هو معرف أهم أنهار المياه هي في الأحواز
وذلك لأهميتها في الحسابات الاقتصادية والعسكرية الإيرانية.
كما في تلك
الأونة أن الحرس الثوري يفتقد للمعايير العلمية والإدارية والعسكرية التي تتحكم في
هيكلية الجيوش في العالم، إنما كانت السمة البارزة التي يمتاز بها الحرس هي
العلاقات و الروابط البنية وبالأحرى كان تنظيما ً أفقيا ً، وفي الكثير من الأحيان
الطابع الثوري هو المسيطر والسائد في أروقة الحرس الثوري .
وعندما قررت
حكومة الرئيس هاشمي رفسنجاني خصحصة الاقتصاد الإيراني صنحت الفرصة
للحرس أن يدخل وبقوة في مفاصل الحياة الاقتصادية وعلى كافة المستويات
الزراعية والصناعية والمعادن والموصلات وتعبيد الطرق وكذلك الواردات
والصادرات.
يمتلك الحرس أكثر
من 100 شركة منها تعاونية، مقاولات، تجارية وصناعية تعمل هذه الشركات في كافة
المجلات القانونية وغير القانونية، منها :
1. واردات
الوازم الكهربائية الممنوعة .
2. صناعة
السيارات .
3. صناعة
النفط والغاز .
4. حمل
ونقل، وترانزيت النفط .
5. تهريب
نفط العراق في زمن الحصار المفروض على النظام السابق في العراق .
و من أهم هذه
الشركات :
1. خاتم الانبياء
شركة البناء التي
تعرف بـ “خاتم الأنبياء” وكان رئيسها محمد على جعفري رئيس الحرس الثوري
الحالي، وتعتبر هذه الشركة من أهم الشركات في الشرق الأوسط، والتي تضم مجموعة
شركات كبيرة وصغيرة ولها اختصاصات كثيرة في كافة المجالات الاقتصادية، ويتجاوز عدد
موظقين هذه الشركة العملاقة 25000 شخص بين مهندسيين وموظفين، وتقدر المشاريع التي
اتمتها مجموعة خاتم الأنبياء حسب تصريح معاون إعادة البناء في الحرس الثوري عبدرضا
عابدزادة، حيث قال أن من عام 1990 الى اليوم الذي صرح به بلغ عدد المشاريع 1220
مشروعا ً و 247 مشروع قيد الإنشاء، وكما في مجال صناعة النفط قدمت
استشارات فنية بلغت 150 مشروع و21 مشروع يتم العمل به، لذلك تقدر حجم العقود
لمجموعة خاتم الأنبياء بـ 15مليار دولار.
2. المؤسسة التعاونية للحرس الثوري :
وهذه المؤسسة
تعتبر من أهم المؤسسات الإيرانية ولها نشاطات اقتصادية وتجارية ومالية، ومن اهمها
الشركات التي تعتبر في إطار هذه المؤسسة :
3. شركة
أفق صابرين للإنشاء والإعمار.
4. مؤسسة
انصار المالية والإعتبارية .
5. مؤسسة
موج نصرجستر(gostar) .
كما تمتلك هذه
المؤسسة حصص في الشركات العملاقة الأخرى وتصل نسبتها إلى: 45 في المئة من سهام
مجموعة بهمن، 4 في المئة من سهام شركة سايبا العملاقة في صناعة السيارات، 25 في
المئة من سهام شركة بتروكيمياويات كرمانشاه، وغيرها من الشركات الأخرى .
3. مؤسسة كوثران :
وهذه المؤسسة
تابعة كليا ً للحرس الثوري، وتختص بالكهربائيات والتكنولوجيا الحديثة، ولها فروع
كثيرة ومتنوعة في النشاط الاقتصادي والتجاري، وخاصة الواردات من المعدات الحساسة
في الصناعات الاساسية في الاقتصاد الإيراني، كما هذه المؤسسة تركز على السياسات
الاستراتيجية و التوجيه والتخطيط للمشاريع الكبيرة والصغيرة .
للحرس الثوري
ايضا ً نشاطات اقتصادية هامة وحيوية، ومن أهمها :
1. المطارات
التابعة للحرس الثوري ومن أهمها، “مطار بيام” و”مطار أية الله
خميني”، وغيرها من المطارات الأخرى .
2. شركات
الطيران ومن أهمها، “شركة هما”، شركة زاجروس” وغيرها من
الشركات الأخرى.
3. المراسي
والارصفة التابعة للحرس في الأحواز، وعددها أكثر من 60 رصيف ومرسى حسب تصريح كروبي
في المجلس لدورته السادسة، والتي عرفت بالمؤاني الإمرئية لدى الصحافة الإيراني،
وحسب تصريح لقمانيان المندوب الإيراني في المجلس السادس تشكل هذه المؤاني 68 في
المئة من صادرات إيران التجارية .
4. الإعلام
المرئي والمسموع والمكتوب، وفي هذا المجال يمتلك الحرس الثوري قدرات هائلة لا
يستهان بها ابدا ً وتقدر القنوات الفضائية بالعشرات ناهيك عن الصحافة الورقية
والانترنت والراديو.
ثالثا ً : المرحلة
السياسية و بناء الدولة :
بعد إنتهاء الحرب
الإيرانية – العراقية حصل خلاف شديد بين قادة الحرس الثوري من جهة وهاشمي رفسنجاني
وحزب البناء (كارگزاران سازندگی) الذي أسسه رفسنجاني وعدد كبير من صناع القرار في الجمهورية الإسلامية من جهة
أخرى، وتمحور هذا الخلاف او الصراع إذ صح التعبير حول رغبة قادة الحرس الثوري دخول
الحياة السياسية وعلى رأسهم محسن رضائي رئيس الحرس الثوري سابقا ً، حيث كان
رفسنجاني ورجالات المؤسسة الدين متخوفين من هذه الرغبة، بحيث كانوا يرغبون أن يبقى
الحرس الثوري بعيدا ً عن السياسة مما يشكل في المستقبل خطرا ً حقيقيا ً على نظام
الجمهورية الإسلامية وعزوف الشارع عن النظام. مما تحول هذا الخلاف بين المرشد
“على خامنه اي” والحرس الثوري من جهة ورفسنجاني ومجموعته والاصلاحين من
جهة ثانية، وبالنتيجة استطاع “على خامنه اي” والحرس الثوري من ابعاد
رفسنجاني كليا ً من الحياة السياسية، كما استطاع جناح المرشد الذي عرف بـ
“بيت رهبري” أن يكسب الكثير من فئات الشعب والقوى السياسية التي تعرف بـ
“المحافظين” وهم كثر .
تحول الحرس الثوري إلى قدرة اقتصادية
وسياسية هائلة، كما بدء يتحول إلى تنظيم يتماشى والحداثة في مفهومها
لتنظيم الدولة اقتصاديا ً وسياسيا ً، كما يضم في طياته قوى سياسية واقتصادية مؤثرة
جدا ً في الشارع الإيراني، هذه المعطيات مكنت الحرس الثوري من بناء دولة اقتصاديا
ً وسياسيا ً بالطريقة التي تحلو له، ومن أهم هذه النتائج هي استحواذ الحرس الثوري
على بلدية طهران العملاقة، والتي تعتبر بوابة لرئاسة الجمهورية في إيران، فكان
أحمدي نجاد وهو من قادة الحرس الثوري وعمدة طهران قبل أن يعتلي رئاسة الجمهورية.
رابعا ً : مرحلة البحث عن بديل المرشد :
هذه المرحلة تعتبر من أهم المراحل التي
خطط لها الحرس الثوري، ويا ترى من هو الذي قد يكون البديل للمرشد، “سيد على
خامنه اي”.
فأدرك قادة الحرس الثوري أهمية وقداسة
منصب المرشد، ومكانته في نظام الجمهورية الإسلامية مما حتم عليهم إبعاد هاشمي
رفسنجاني، مما وصل الأمر بـ إشهاره، والكثير من التهم التي نسبت إليه، وأبناءه
بالفساد المالي وسرقة بيت المال، والتي تأتي في إطار المنافسة الشرسة بين
الشخصيتين الهامتين في النظام، وهما سيد “علي خامنة اي” وعلي اكبرهاشمي
رفسنجاني.
يبدو هناك أصوات تتحدث عن “نجل خامنه
اي- مجتبى” الذي تربطه علاقة متينة مع قادة الحرس الثوري، بل من القادة
المهمينين في تشكيلات الحرس والمتنفذين جدا ً، وكذلك أية الله هاشمي شاهرودي رئيس
العلاقات العليا للسلطات في النظام لحل الخلاف وتنظيمها (التنفيذية والتشريعية
والقضائية) وربما قد يكون أحدهم المرشد المقبل لإيران.