نظام الملالي في ايران
لازال البعض يكابر بصدقية نوايا ملالي ايران تجاة الامة العربية وقضاياها , فالبعض يرى فى ملالي ايران منقذا للأمة مماتتعرض له من مؤامرات تحاك ضدها من الغرب الامريكى الصهيونى , ولايخطر بذهن هذا البعض أن حكم الملالي في طهران هو جزء من هذا التأمر الذي تتعرض له الامة , والهادف لتدميرها واحتلال أراضيها والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها ووقف عجلة النمو والتقدم , والامثلة كثيرة على ذلك وهي واضحة للعيان وضوح الشمس مهما حاول الملالي اخفائها أو تجميلها , قد نسوق بعضها هنا للتدليل على كذب هذا النظام ومخادعته أمام شعبه والشعب العربي , علما أن هذه السياسة تجاه الامة العربية هي سياسة مستمرة منذ عهد الملكية في ايران , والتي مارست سياسة المعاداة للشعوب العربية والتحالف مع اعدائها , حتى أنها مارست سياسة العدوان والاحتلال للأراضي العربية كما حدث ذلك فى الأحواز والتي لازالت ترزح تحت الاحتلال الايراني منذ العام 1925 وحتى الان , حيث استمر الاحتلال, ولكن بعمامات الملالي هذة المرة يمارس أقسى أنواع القمع والقهر والتعذيب للشعب العربي في الاحواز , وحيث يحاول طمس الهوية العربية لعرب الأحواز , وما منع التعامل باللغة العربية , لغة القران من نظام يدعي انه نظام اسلامي , ما منع اللغة العربية الا مظهر من مظاهر ما يتعرض له أهل الأحواز , عدا عن سياسات القمع المستمر والاعتقالات والاعدامات التي أصبحت شبة يومية , بالاضافة الى سرقة ثروات الأحواز وخاصة من النفط والغاز الذى يشكل أكثر مة 80% مما يستخرج من الطاقة في أيران , ثم كيف لهذا النظام الذي يدعي حرصه على المصالح العربية والاسلامية في الوقت الذي يستمر فيه في احتلال الجزر الثلاثة في الخليج العربي , ويمارس سياسة التهديد المستمر لدول الخليج العربي والتدخل في شؤونها الداخلية مهددا بالتدخل العسكري في كثير من الاحيان ؟؟ كيف لنظام مارس ما مارس من سياسة الانتقام والقتل بأيدي مليشياتة في العراق , التي لازالت أثاره تعصف بالعراق مهددة وحدتة واستقلالة أن يدعي حرصه ودفاعه عن مصالح الامة ؟؟, أليس ملالي قم جزء من برنامج القتل اليومي فى العراق عبر ادواتهم ومليشياتهم ؟؟ ثم ماذا يعني التدخل الايراني مؤخرا في اليمن عبر حوثيهم وعصاباتهم ؟؟ أهذه هي نظرة الملالي للمصالح العربية والحفاظ على الاستقلال ووحدة الاراضي العربية ؟؟ أنه مفهوم خاطىء يحاول بعض المنظرين للدور الايراني في المنطقة أن يتغاضوا عنه , أو أن يقوموا بتجميله خدمة لمصالح ذاتية ضيقة , أو انتقاما واحقادا رأت أيران مصلحة لها في استغلال هذة الشخصيات او القوى و الطوائف خدمة لمصالحها وأطماعها .
كانت ايران الملالي بدأت التدخل مبكرا في المنطقة العربية وذلك عبر ربيبها في لبنان , فزرعت الطائفية والفتن والاقتتال الداخلي الذي اوصل لبنان الى ما هو عليه الان , نتيجة تدخل الملالي تحت ادعاء تحرير القدس وهو الشعار الذي جيش حوله الكثير من البسطاء , الذين يجهلون ما تخفيه ألاعيب ملالي قم , وألا هاهي القدس تنتهك كل يوم , وها هو الاحتلال الاسرائيلي ينتهك المقدسات الاسلامية التي تدعي ايران حرصها عليها دون أن نسمع أو نرى أي فعل لهذه القرقعة الكاذبة , فاعلامهم الناعق صبح مساء لتحرير القدس , وازالت اسرائيل , وتحرير فلسطين يخبو ويختفي حين يجد الجد !!
أمثلة كثيرة وفاضحة للتدخل الملالي في شؤون الامة , تحت مسمى حرصهم على الاسلام والمسلمين , لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما , أن ما يحدث في سوريا وغيرها هي امثلة صارخة أيضا لكذب الخطاب الايرانى تجاه حرية الشعوب واستقلالها , ولا يعبر ألا عن كذب هذا النظام واصطفافه في مصاف أعداء الامة وأن مايقولة غير ما يفعله , أن ادعائه بحرصه على مصالح الاسلام والمسلمين ليس الا مقولة يجمل بها وجهه القبيح , ويخفي خلفها ما يخفي من الحقد والكره لهذه الامة , فقد كان أجدر بهذا النظام لو كان حريصا كما يدعي أن يبدأ ابراز حرصه مع شعبه , فيعطي الشعوب والاقليات المقهورة في ايران حريتها , ويعيد الحق لاصحابة , وينهي سياسة الاحتلال في الاحواز والجزر العربية وغيرها من الاراضي التي يحتلها, وكان أجدر بهذا النظام أن يبرز صدق نواياه مع الشعب الايراني , وذلك من خلال أعطائه حرية الرأي والتعبير , وممارسة حقوقه المشروعة في اختيار ممثليه , واطلاق سراح مسجوني الرأي , ووقف الاعدامات اليومية ضد أي من يشتبه بمعارضة للنظام , وكان الاجدر بهذا النظام أن يلتفت الى قضايا التنمية والنهوض بالشعب الايراني , بدل هدر ثرواته وامكانياته في تمويل ودعم تدخلاته الخارجية خدمة لمشروعة الوهمي التوسعي والذي لايخدم في المحصلة غير أعداء الأمة والمنطقة , والذي يتساوق مع المشروع الصهيوني الغربي المبيت لتمزيق الامة والاستيلاء على ثرواتها , وسوف تثبت الايام القليلة القادمة وما ستتمخض عنه نتائح المباحثات الجارية بين ايران من ناحية , والولايات المتحدة والغرب من ناحية أخرى , ستثبت حجم التأمر والعداء الذي تكنه ايران للشعب العربي , وخاصة اذا عرفنا أن النقاشات حول الملف النووي الايراني قد اضيف لها الملف السوري والعراقي والدور والنفوذ الايراني في المنطقة , وأن غدا لناظرة قريب.
مأمون هارون
المصدر:جريدة الصباح