#أحوازنا – الحج بلا إيران: مصحف سماحة السيد
وأرجو ألا يفهم أن العنوان بعاليه يستقصد الإخوة الكرام من مسلمي المذهب الشيعي في كل مكان على هذه الأرض. الإحصاءات المؤكدة تشير إلى وصول ما يقرب من مئتي ألف حاج شيعي صباح اليوم إلى عرفة، ومنهم ما يقرب من 17 ألف حاج إيراني قدموا بوسائل مختلفة، وعبر شبابيك السفارات السعودية في العواصم المختلفة. أنا في العنوان أقصد إيران السياسية لا المذهبية. ولولا أنني ضد توطين الخرافة في العقل وضد سوق الأباطيل لتشويه صورة المذاهب مع كل اختلاف، لبدأ بي الشك والظن أن مع سماحة الولي الفقيه المرشد الأعلى في طهران نسخة مختلفة من المصحف الشريف غير تلك النسخة الشريفة الوحيدة التي لا تختلف في همزة أو نقطة أو حرف بين يدي كل مسلم لأكثر من 1400 سنة. القصة أن السيد المرشد الأعلى دأب واعتاد إطلاق تصريحه الناري المكرر مع كل موسم للحج. فعل هذا عندما كانت (الكوتا) الإيرانية تصل مكة المكرمة بـ100 ألف حاج، وأيضا بعد تقنين الأعداد بحسب السكان، وفعل هذا مطلع هذا الأسبوع عندما رفضت إيران إيفاد مواطنيها إلى الحج.
والسؤال الواضح الصريح: هل يوجد لدى سماحة السيد مصحف غير الذي نقرؤه فلا يوجد فيه نص الآية الكريمة: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)؟. تستلزم شروط وأركان منصب الولي الفقيه أن يكون صاحبه ضليعا في اللغة العربية من أجل التفسير والأصول وفهم معاني وقواعد النصوص، وعليه نطلب من سماحته أن يشرح لنا النهي الإلهي لمفردة (جدال) التي وردت حتى دون (أل) التعريف زيادة في الشمول والتعميم. هل وردت بذات السياق في المصحف بين يديه؟ وهل تحتمل الاستثناء والتبعيض وقانون القلة والكثرة اللغوي؟ هل يدرك سماحة السيد حكمة المشرع الإلهي من هذا النهي الواضح الصريح عن الجدال في الحج ولماذا في الحج بالذات؟ هل يدرك سماحة الولي الفقيه بالبداهة التي يعرفها أي مراهق حدث صغير السن أن (بانوراما) الاجتماع البشري على صعيد عرفات اليوم تضم عشرات المذاهب والطرائق والملل والنحل ولكل فصيل من هؤلاء مراجعه ومرجعياته وفهمه العقائدي وطرائقه الفقهية؟ هل يدرك سماحة الولي الفقيه تلك الخطورة الهائلة لفتح باب الجدال في وسط هذه الفسيفساء التي أتت إلى عرفات بكل ألوانها المتناقضة المتباينة؟ هل يعي سماحة السيد خطورة (الجدال) الديني لـ3 ملايين حاج يتناكبون كتفا بكتف في حرم الله الآمن الذي لا تزيد مساحته عن 3 كيلومترات مربعة؟ وهل سيدرك بعد كل هذا التفصيل حكمة المشرع الإلهي الذي نحتكم إليه بعد النهي الواضح عن الجدال في الحج في آية واضحة بينة؟
سماحة السيد: نحن لا نريد جوابا عبر تصريح سياسي، بل نريد الجواب من المصحف الشريف، ومن النسخة التي بين يديك بالتحديد، وأنا في كامل الثقة أنها تشبه التي بين يدي أيضا بلا زيادة أو نقص. واثق جدا أنه لا وجود لشيء اسمه مصحف الخميني أو خامنئي، فاقرأ علينا يا سماحة السيد هذه الآية، ووحدها، من المصحف الذي بين يديك، وسنرضى بحكمها لأنها (ووحدها) كافية شافية.
المصدر: الوطن السعودية