خدمة شهرة أم شهرة خدمة
كثيرا ما يخطأ الناس في مجتمعنا في التفريق بين معاني و مضامين هذين المصطلحين: "خدمة شهرة" و "شهرة خدمة". فيحسبون من يقوم بتلميع اسمه و رسمه و ترصيع صورته و حديثه، بشتى ألوان الخدع و يزمر و يطبل عبر وسائل الاعلام من منصات خطابة و مكبرات صوت و شبكات تواصل اجتماعي… يحسبونه خادما حقيقيا لهم و لمآربهم النبيلة. وسرعان ما ينجذبون اليه. واذا به لم يأت سوى لخدمة شهرته و اعلاء اسمه ومن ثم اکتساح المزيد من المصالح و المطامع الشخصية … وتفشت هذه الظاهرة الخطيرة خاصة في صفوف المرشحين لمختلف المناصب العليا.
كلام النبيين الهداة كلامنا * و أفعال أهل الجاهلية نفعل
وبالطبع فان الفرق بينهما شاسع و كبير. فخدمة شهرة عبارة عن محاولات غيرمحدودة لبلوغ سراب مجد أثيل و اسم لامع و صيت ذائع و شهرة كاذبة و مزيفة. وعلى العكس من ذلك، فشهرة خدمة هي عبارة عن محاولات غيرمحدودة لتحسين مستوى العمل و جودة أدائه دونما توقع أي اطراء و مديح… و"شهرة الخدمة" أيضا، هي نتيجة طبيعية و تلقائية و عفوية لسلسلة من أعمال و انجازات كبيرة و دقيقة و متقنة لانسان صادق لم ينو في طيات نفسه الا حب الخير و الاحسان لناسه و شعبه. وان انسانا كهذا لم ينو كذلك سمعة باهرة من البداية و لم تكن في مخيلته و حسبانه. انما جاءت اليه عفوية بعدان قام بتلميع و تكثيف نوعية و جودة خدماته الاجتماعية و الترفيهية و التثقيفية.
ونحن اليوم، لسنا بحاجة الى شخصيات كاريكاتيرية كتلك، تتطلب الثناء و تقبيل الأيدي و التفسح في المجالس و المحافل:
ياجهل أنت برغم العلم و الأدب * ممتع بعلو الجاه و الرتب
تأتي المحافل مزهوا بتكرمة * والعلم يرجع مطرودا الى العقب
بل نحن اليوم، بأمس الحاجة الى زعماء بلاعناوين، بلاالقاب، بلامجد، بلابريق، بلازهو، بلازيف و بلاشهرة. نحن اليوم، بحاجة الى فدائيين و جنود مجهولين لانراهم و لايرونا ! وانما الدليل الوحيد عليهم، جميل صنيعهم و براعة آثارهم. ولله جنود لم تروها… نعم، انهم جنود مثاليون و حقيقيون لايعنيهم تصفيق الجمهورو تمجیده…
عارف السكراني
المصدر :موقع بروال