اللغة الفارسية هل كُتِبت بحبر الأخطبوط
«إن السذاجة الظاهرة مع المكر صفة بارزة للروح الفارسية» باول هورن
في اللغة العربية تصوير ودقة وإيجاز، لذلك قالت العرب خير الكلام ماقل ودل، وهي لغة نابعة من ثقافة مكاشفة ومواجهة لا تعرف اللف والدوران، بعكس اللغة الفارسية التي أتقنت التبطين والمراوغة والتضليل، فجملة طويلة قد لا تفهم وهي بطبيعة الحال انعكاس للشخصية الإيرانية التي تسَتّرت خلف حجاب كثيف من المفردات نتيجة عدم ثقتها بالآخر، فضلاً عن حذرها الشديد الذي فاق حذر الغراب، فخذ مثلا 60% من اللغة الفارسية مفرداتها عربية ولكن هذه المفردات فقدت الكثير من ذاتيتها الدلالية ولم تعد كما هي في لغتها الأم واستقرت في زاوية أخرى لتخفي خلفها نوايا وأسرار، وبمجرد مصاحبة الإيراني ربما ستحتاج إلى سنوات طويلة لتعرف منتهى غاياته وأهدافه وربما لن تعرف، وبالمناسبة يحكي لي أحد الأصدقاء أنه أتقن اللغة الفارسية، وعاب عليه الإيرانيّون لاستخدامه لغة صريحة!!
فاللغة الفارسية تعتمد على التضليل والتشويش وهي أشبه ماتكون بحبر الأخطبوط الذي يقوم بنفثه للهروب من أعدائه . وبعد فتح العرب لبلاد فارس انفتق لسان الفرس في العربية، ونبغ الكثير منهم في البلاغة والأدب والشعر على نحو ما كان ينظمه شعراء العرب، بعد أن حبسهم جهلهم و لغتهم الفقيرة بالمفردات عن العلم وبعد أن كانوا كالبُكم، ويشير إلى هذا ابو أحمد الكاتب يقول: لا تعجبن لعراقيّ رأيت له .. بحرا من العلم أو كنزا من الأدب واعجبْ لمن ببلاد الجَهل منشؤهُ .. إن كان يفرق بين الرأس والذنب يريد ببلاد الجهل ماوراء النهر وجهات خراسان. واشتهر بشار بن برد وأبو نواس وعبيدة بن معمر ومهيار الديلمي وأعداد كبيرة من أبناء جنسهم، وبدل أن يحفظوا كل هذا الجميل للعرب، لم يعرف وجدانهم الفارسي الرضا تجاه من آواهم وعلمهم وثقفهم، بل اعتبروهم أعدى أعدائهم واتخذوا من كره العرب ديناً، وظهر هذا جلياً في شعرهم وكتبهم التي تحط من شأن كل ماهو عربي، ويظهر هذا الحقد أحيانا على شكل حركات هدّامة كالمانوية في العصر العباسي وتارةً على شكل ثورات واغتيالات وإثارة القلاقل ليست سوى أبرز مظاهر الأحقاد الجينية الفارسية والتعبير الأكثر وضوحاً عن عمق العداوة الأزلية، وألغام زرعتها الدولة الساسانية قبل سقوطها تتفجر في كل أرض عربية، ولم يكن بوسعهم أن ينسوا ديانتهم المجوسية حتى كتابة هذه السطور إذ ما تزال معابد النار المجوسية تشتعل في رعاية الجمهورية الإسلامية !!
كتب : عبدالله الضحيك
المصدر :المؤسسة الأحوازية للثقافة والاعلام