#أحوازنا -أثر المتغيرات الداخلية والإقليمية في القضية الأحوازية (1980-2011)
تتفاعل القضية الأحوازية مع محيطها العربي والإقليمي وتتأثر به وتؤثر فيه باعتبارها جزءا منه. كما أنها تتفاعل مع أحداث إيران الداخلية وسياساتها وتتأثر بها وتؤثر فيها بحكم الاحتلال وواقع الجغرافيا والسياسة المفروضة على الشعب العربي الأحوازي.
أولاً- أثر حرب الخليج الأولى:
في فترة حرب الخليج الأولى، كانت الأحواز مسرحاً للحرب وساحة للقتال، إذ وقع الشعب الأحوازي بين نارين، نار العدو الفارسي الغاشم الذي اعتدى على العراق الشقيق، ونار الشقيق الذي حاول التصدي للعدوان الفارسي. في خضم هذه الحرب الطاحنة اضطرت الطبقة المثقفة الأحوازية لترك بلادها والهجرة من الأحواز باتجاه عمق الدولة الفارسية؛ حفاظاً على نفسها ومستقبلها ومصالحها. فساهمت هذه الهجرة الاضطرارية بتفريغ الساحة الأحوازية من العقول والطاقات السياسية والثقافية، وجعلها فقيرة ثقافياً وسياسياً مقارنة بالمناطق الإيرانية الأخرى التي لم يهجرها مثقفوها.
وكان من الممكن لهذه الطاقات أن تساهم بتطوير المجتمع الأحوازي ورفع مستوى الوعي فيه لولا هجرتها، ولكن الواقع سار خلافاً لطموحها وطموح شعبها، بسبب ما قامت به الدولة الفارسية. لذلك كانت النتيجة استمرارية الجهل والتخلف في الأحواز، وتغوّل مشروع الطمس الثقافي الذي تنتهجه إيران فيها.
لم تكن الطبقة المثقفة، الشريحة الأحوازية الوحيدة التي اضطرت للهجرة وترك الأحواز، بل تأثرت الطبقة التجارية بالحرب كذلك، وأُجبِرت على الهجرة إلى عمق إيران؛ بحثاً عن مكان آمن لرؤوس أموالها، وحفاظاً على مصالحها ومنافعها الاقتصادية.
لذلك ساهمت هجرتها بإخلاء الأحواز من رؤوس الأموال العربية، وبالتالي فتح المجال أمام رؤوس الأموال الفارسية، كي تستحوذ على قدر كبير من السوق الأحوازية وتسيطر عليها، وتتحكم بمصير الملايين من أبناء الشعب العربي الأحوازي. وهذا ما تؤكده الحقائق والوقائع في الأحواز، إذ أصبح المستوطنون مسيطرين على السوق الأحوازية، ويتحكمون بمفاصلها بدعم ومساعدة سخية من الحرس الثوري والمخابرات ومؤسسات الاحتلال الأخرى.
ولم يقف تضرّر القضية الأحوازية نتيجة الحرب عند هذا الحد، بل تمّ تدمير البنية التحتية في الأحواز تدميراً شاملاً، وقُضِي على أهم المدن الاستراتيجية في الأحواز، مثل: مدينة المحمرة (آخر عاصمة أحوازية)، ومدينة عبادان (تقع فيها واحدة من أكبر مصافي النفط)، ومدن وبلدات وقرى أحوازية أخرى.
وكانت نتيجة هذا التدمير، هجرة العوائل الأحوازية من مناطقها وأراضيها إلى المدن الشمالية في الأحواز، أو إلى المدن الإيرانية. واستغلت إيران هذه الهجرة نتيجة الحرب ووظفتها بغية تغيير الديمغرافية الأحوازية وإحداث خلل بها. لذلك لم تشهد الفترة اللاحقة لانتهاء الحرب، أية عمليات إعادة إعمار لأغلب المناطق المتضررة من الحرب، فيما كانت عملية إعادة الإعمار المحدودة التي شهدتها بعض المناطق جزئية، إذ ما زالت تفتقد للمرافق الصحية والخدمية، بالإضافة إلى عدم ترميم المنشآت الاقتصادية فيها.
وتأتي هذه السياسة، في إطار استراتيجية تغيير الديمغرافية وقضم الأراضي الأحوازية، وما نراه في الوقت الراهن خير دليل على ذلك. إذ أصبحت بعض المناطق الأحوازية تعج بالمستوطنين المتطرفين الذين يرون في الأحواز بلداً لهم، بعدما استولوا على خيراتها، وأصبحت حياتهم أقرب للترف عقب معاناتهم في كهوف جبال زاغروس. وبالرغم من أنّ الهجرة أَلحَقت أضراراً بالغة بالقضية الأحوازية، لكنها ساهمت برفد مدينة الأحواز العاصمة بالمزيد من الطاقة البشرية العربية من باقي مناطق الأحواز، بعد ما كانت الدولة الفارسية تحاول تغيير ديموغرافيتها وجعلها مدينة فارسية.
استغل الاحتلال الفارسي حالة الحرب، ليغتصب أراضٍ زراعية واسعة من الأحوازيين، وأنشأ فيها معسكرات للحرس الثوري والجيش بحجة الحرب. ويُقدّر عدد المعسكرات والثكنات العسكرية في الأحواز بالعشرات، ما عدا المراكز العسكرية والاستخبارية الصغيرة أو المؤقتة. ولم تعد هذه الأراضي إلى أصحابها بعد الحرب، بل استمر الاستيلاء عليها، رغم المطالبات المتعددة لأصحابها، وإرسالهم رسائل عدة تطالب بإعادة ملكية أراضيهم، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. بل ما شهدته الأحواز مذ حينها، كان استمرار اغتصاب مزيد من الأراضي الأحوازية من المزارعين العرب، تحت حجج الضرورات العسكرية أو المشاريع الاقتصادية أو الزراعية.
وقد تضررت البيئة في الأحواز بشكل كبير، حيث طالها التلوث الناجم عن الحرب، وهو ما انعكس على الوضع الصحي للمواطنين الأحوازيين وتسبب بانتشار أمراض خطيرة بينهم، في وقت لم تهتم دولة الاحتلال بالقطاع الصحي ولم تقدم الدعم للأحوازيين، بل فرضت ضرائب باهظة على الدواء والعلاج.
كما استمرت الأضرار الناجمة عن الحرب، حيث ما تزال الألغام تفتك بالمواطنين، وتتسبب بتبوير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، تقدّر بأكثر من 30 ألف هكتار حسب التصريحات الإيرانية الرسمية. وتؤكد إيران على لسان قادتها في الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الأخرى، أنها لم تقم بإزالة الألغام لدواعٍ أمنية. وبالرغم من أن الحرب انتهت قبل عشرين عاماً، وتم تغيير نظام صدام حسين، لصالح نظام موالٍ لإيران، إلا أن هذه الأخيرة ظلت تسوّق ذات الحجج الأمنية؛ للإبقاء على الألغام وجعلها آلة تحصد أرواح الأحوازيين ومواشيهم، وتبوير أراضيهم.
وطالت أضرار الحرب، قطاع سفن الصيد والتجارة في الأحواز، والذي تم تدميره مباشرة من القوات العسكرية، أو مصادرته. وما تبقى منه أصبح متهالكاً غير قادر على الإيفاء بحاجة أهل الأحواز. ولم تسمح دولة الاحتلال بترميم إلا أعداد قليلة جداً. فكانت النتيجة خروج الموانئ عن سيطرة الأحوازيين، وأصبحت بيد الحرس الثوري والمستوطنين، بشكل مطلق. فيما أصبح غالبية أهلها عمالاً لدى المستوطنين والشركات التي تتبع للحرس الثوري. ولم تقف دولة الاحتلال عند هذا الحد من الممارسات التعسفية والانتهاكات، بل استمرت بمضايقة الأحوازيين لا سيما في مناطق جنوب الأحواز، وقتلت الكثير من أصحاب السفن الصغيرة (لنج)، أو اعتقلتهم بحجة تهريب البنزين، بينما كان الحرس الثوري هو من يهرب البنزين ومشتقاته وسلع أساسية أخرى.
في فترة حرب الخليج الأولى انتعش النضال العسكري الأحوازي، وأصبح العراق ملاذاً آمناً للمناضلين والثوار الأحوازيين، وبات يُستخدَم قاعدة انطلاق ضد العدو الفارسي. وتشكّل في العراق جيش تحرير الأحواز، شارك بكامل قطاعاته العسكرية في الحرب ضد إيران. وتعدّ تجربة جيش تحرير الأحواز تجربة ثرية أغنت النضال الأحوازي، وساهمت بتحريك الساحة الأحوازية، وأضافت خبرةً على تجارب المناضلين الأحوازيين. لكن فترة الانتعاش السياسي والعسكري الأحوازية لم تدم طويلاً، فمع نهاية الحرب بدأ تراجع النضال الأحوازي يظهر رويداً رويداً، وبات مصير جيش تحرير الأحواز مجهولاً بين التجميد والحل.
ثانياً- أثر حرب الخليج الثانية:
لم يكن تأثير حرب الخليج الثانية في القضية الأحوازية، أقل أهمية من تأثير الحرب الأولى، إذ استغلت إيران الوضع في العراق، وأرسلت عملاءها وقواتها إليه، وافتعلت بمعية الطابور الخامس فيه، ثورة مكذوبة أطلقت عليها “الثورة الشعبانية”، استهدفت العراق والعراقيين.
ولم يكن الأحوازيون في العراق بمنأى عن هذه المشاكل، بل تعرضوا للاغتيالات والخطف على يد المخابرات الإيرانية وعملائها في العراق. كما اضطرت الكثير من العوائل الأحوازية في العراق للرجوع إلى الأحواز بعدما فقدت الأمل بإمكانية إعادة السيطرة لصالح النظام الوطني العراقي آنذاك، ففضلت السجن أو الإعدام على أرض الأحواز بدل الموت خطفاً على يد المخابرات الفارسية في العراق.
وقد تعرضت هذه العوائل بعد عودتها، للظلم والاضطهاد من قبل المخابرات الفارسية، وزُجّ بالرجال في المعتقلات والسجون، وحُكِم على الكثير منهم بأحكام قاسية، مثل: الإعدام، والمؤبد، والأحكام بالسجن لسنوات طويلة. كما أنهم حرموا من جميع حقوقهم المدنية، ولم يتم التعامل معهم مثل سائر الأحوازيين القابعين تحت الاحتلال الفارسي. ولم يسمح لهم الاحتلال بالعمل في الشركات والمؤسسات والدوائر بل حتى في المهن الحرة، أي أنه تم قمعهم أمنياً واقتصادياً واجتماعياً. واستمر وضعهم المأساوي لسنوات طويلة، قبل أن يتغير تدريجياً، إلى أن أصبح حالهم مثل حال الأحوازيين الآخرين، يعانون نفس المعاناة ويطمحون لنفس الأهداف.
في ذات الفترة، أصبحت المناطق الحدودية والمسطحات المائية (الأهوار)، ملاذاً آمناً للهاربين من العدالة في العراق، ولا سيما عناصر حزب الدعوة ومنظمة بدر، بعد ما فرض النظام العراقي سيطرته على مناطق الجنوب. فحدثت احتكاكات بين هذه العناصر -العميلة للمخابرات الإيرانية- والأحوازيين، وكانت نتيجتها فقدان الأمن والأمان في البلدات والقرى الأحوازية المحاذية للعراق، وإلحاق الضرر بمصدر عيش الأحوازيين. إذ إن أغلب الأحوازيين في تلك المناطق كانوا يعتمدون على صيد السمك والطيور، أو رعي المواشي والزراعة.
وعمدت عناصر منظمة بدر، بدعم من الحرس الثوري، إلى خطف المواطنين الأحوازيين في المناطق الحدودية، وطلب الفدية من أهلهم للإفراج عنهم، ما أدى إلى مزيد من فقدان الأمن في القرى والمناطق الحدودية، وإلى مزيد من إنهاك الأحوازيين اقتصادياً، وقطع مصدر رزقهم، بالإضافة إلى خلق رد فعل سلبي تجاه العراقيين، والاعتقاد بأنهم قطاع طرق يستهدفون الشعب الأحوازي. بينما في حقيقة الأمر أن هؤلاء كانوا أتباعاً للدولة الفارسية، وينفذون أجنداتها، ولا يمثلون الشعب العراقي وتوجهاته وأهدافه آنذاك.
بعد حرب الخليج الثانية وتدمير العراق وإضعافه، وهو العمق الاستراتيجي للأحوازيين، وفيما أصبح منهكاً بسبب الحروب والحصار الاقتصادي، ألقى ذلك بظلاله على القضية الأحوازية، حيث تراجع النضال الأحوازي، وتم إغلاق مجلة الأحواز التي كانت توزع في العراق، بالإضافة إلى إغلاق إذاعة صوت الأحواز، وغيرها من التغيرات السياسية والأمنية التي أثّرت في نضال الشعب الأحوازي في تلك الفترة.
لم تمس هذه التغيرات بمبادئ القضية الأحوازية، ولم يتراجع العراق عن دعمها بالكامل، إذ استمرت المخابرات العراقية بدعم مجموعات أحوازية ثورية، لتنفيذ عمليات عسكرية ضد منشآت اقتصادية ومراكز أمنية وعسكرية فارسية، من بينها استهداف مقر منظمة بدر في منطقة الزهيرية -بالقرب من الطريق المؤدي إلى مدينة المحمرة-، كما تم استهداف مقر الاستخبارات الإيرانية -خلف جامعة العلوم الإنسانية وبالقرب من نهر الدجيل (كارون)-.
بعد حرب الخليج الثانية اتخذ نظام الملالي تكتيكاً سياسياً جديداً لصهر الأحوازيين، والقضاء على عروبتهم، تماشياً مع الأوضاع التي تمر بها إيران. إذ فتح المجال نسبياً أمام الطبقة المثقفة كي تنشط ثقافياً في إطار الدستور الإيراني، وتحت مراقبة المخابرات، وبعيداً عن اختراق الخطوط الحمراء المرسومة من النظام. لذلك تمّ فتح العديد من المراكز والمؤسّسات الصغيرة والمكتبات التي بدأت بنشاطها الثقافي، كما بدأت نخبة من الأحواز بإقامة احتفالات ومسرحيات تعبّر عن عروبة الأحواز وانتمائها، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد بالتراث والتاريخ واللغة بعيداً عن السياسية، إلا ما تسمح به سلطات العدو الفارسي. إلى ذلك، ساهم رجوع الأحوازيين من العراق بانتشار الوعي القومي بدرجات معينة، والتعرف على التاريخ والنضال الأحوازي بعيداً عن التزوير والتشويه الذي مارسه الاحتلال الفارسي.
كما بدأت في تلك الفترة صحوة دينية، حيث بدأ الناس -ولا سيما شريحة الشباب- بتصحيح عقيدتها وتغيير مذهبها من المذهب الشيعي إلى المذهب السني، واستمرت الدعوة بالانتشار في مدن وقرى الأحواز، دون أن تكون هنالك جهة واضحة تتبنى قيادة هذا التحول المذهبي، ما جعل السيطرة عليها أمراً مستعصياً على الاحتلال.
ثالثاً- أثر حرب الخليج الثالثة:
أدت حرب الخليج الثالثة إلى احتلال العراق، وسقوط نظام صدام حسين الداعم للشعب العربي الأحوازي وقضيته العادلة، كما أفضى إلى استلام أتباع إيران سلطة الحكم في العراق، وتشرذم الشعب العراقي والاقتتال الطائفي، ثم ظهور التنظيمات والميليشيات المتطرفة والإرهابية. كل هذه المتغيرات أدّت إلى إخراج العراق من معادلة الصراع العربي-الفارسي، بل أصبح جزءاً من المحور الإيراني المناهض للشعب الأحوازي، ما يعني أن القضية الأحوازية خسرت عمقها الاستراتيجي في العراق، الذي غدا عدواً لها.
هاجر جزء كبير من الأحوازيين في العراق إلى دول الخليج العربي أو أوروبا، وتخفى بعض منهم في العراق واندمج مع الشعب العراقي؛ خوفاً على حياته من المخابرات الإيرانية وعيونها في العراق. وتعتبر هذه خسارة أخرى تضاف إلى الخسائر التي مُنِيت بها القضية الأحوازية إثر حرب الخليج الثالثة.
ولابد من التنويه إلى الأثر الذي تركه استخدام اليورانيوم المنضب ضد العسكريين والمدنيين في العراق على حد سواء، في الحربين الثانية والثالثة، في البيئة الأحوازية. فبالإضافة إلى الأضرار التي سببها حين الاستخدام وحجم وقوة التفجير، أدى تطاير شظاياه وإشعاعاته في الهواء، إلى تلويث البيئة في العراق والأحواز، وانتشار أمراض السرطان والإجهاض وتشوهات الأجنة، والعديد من الأمراض غير المعروفة والخبيثة. إذ أشارت بعض الإحصائيات الرسمية في إيران، إلى أن مرض السرطان ازداد في الأحواز بنسبة خمسمائة بالمائة، ما يؤكد حجم الضرر الذي تعرضت له الأحواز إثر حروب الخليج. كما ازدادت أزمة تلوث البيئة بعدما سرق الحرس الثوري المعدات والآليات التالفة في العراق وأعاد صهرها وتدويرها في الأحواز في أكبر شركات الحديد (مصنع فولاذ)، حيث كان بخار الحديد الملوث باليورانيوم المنضب مصدراً آخر للتلوث في الأحواز.
رابعاً- أثر الانتفاضة النيسانية في رفع الوعي الوطني الأحوازي:
أثناء وعقب انطلاق انتفاضة 15 نيسان/إبريل في عام 2005، انتقلت مطالب الشعب العربي الأحوازي -المرفوعة علناً- من مطالب خدمية وثقافية، ترفعها نخبة في الأحواز باسم الشعب الأحوازي، إلى مطالبات بتحرير الأحواز من الاحتلال الفارسي، وطرد المستوطنين منها، واستعادة كامل الحقوق المغتصبة، وبناء الدولة العربية الأحوازية المستقلة. فكسر الشعب الأحوازي حاجز الخوف والإرهاب، وعبّر عن طموحاته وأهدافه صراحة، وقد قوبلت هذه المطالب بالرفض من قبل العدو الفارسي، وتعرّض الشعب الأحوازي للقمع الشديد والمفرط من قبل العدو الإيراني الغاشم.
حيث تم أسر آلاف من شباب الأحواز، وإعدام المئات، أو زجهم في غياهب السجون الفارسية. كما مارست مؤسسات الاحتلال التضييق الاقتصادي والثقافي على الشعب الأحوازي في تلك الفترة. أما العمل السياسي فكان محظوراً على كل الأحوازيين، إلا لمؤيدي الاحتلال ومشروعه في الأحواز وخارجها.
بعيد انتفاضة نيسان، انتقل الصراع مع العدو الفارسي من صراع نخبوي تقوده نخبة من الشعب، إلى صراع شعبي عام، شارك فيه أغلب أبناء الشعب، وقام بدوره الوطني. وأدى هذا الانتقال الجذري إلى تعقيد الصراع، وإرباك الاحتلال الفارسي، وجعل السيطرة على الوضع من أكبر التحديات آنذاك.
شهدت تلك الفترة فشل مشروع الإصلاح في إيران، وهو ما ساهم في دفع شرائح واسعة من الشباب نحو التحول إلى المذهب السني، ونشر الدعوة الإسلامية، ومواجهة البدع والخرافات الصفوية ومشاريع الاحتلال الطائفية. وفي ذات الوقت، شهد الفكر القومي العربي انحساراً واسعاً بسبب المتغيرات الداخلية والإقليمية، حيث استخدمت النخبة الناشطة في إطار الدستور الإيراني، شعارات قومية لكسب تعاطف الشارع الأحوازي وجرّه خلفها، وانعكس فشلها على خطابها ومقوماته، وألحق به أضراراً جسيمة.
كما أن متغيرات المنطقة، كانت تدفع في أغلبها نحو أفول التيار القومي وصعود تيار الإسلام السياسي؛ نتيجة سقوط النظام القومي في العراق، واحتلاله مباشرة من قبل الولايات المتحدة وإيران والميليشيات الطائفية الموالية لها، بالإضافة إلى أثر ظهور تنظيمات إسلامية جهادية أو سياسية تطالب بحقوق العرب وتواجه الولايات المتحدة أو التمدد الإيراني. وبالمحصلة، ساهمت هذه المتغيرات بتراجع التيار القومي في الأحواز، وظهور تيار إسلام سياسي، أو بالأحرى انتشار الدعوة الإسلامية والتخلي عن التشيع الصفوي.
بالرغم من كل هذه المتغيرات، استمر الشعب الأحوازي بتمسكه بالزي الوطني والتغني برموزه العربية والوطنية، وباتت قصائد الشعراء -بعد كسر حاجز الخوف والصمت- أكثر ثورية وتحدياً للاحتلال الفارسي، وأكثر تحريضية ضده وضد مشاريعه العدوانية.
ولعل من أبرز نتائج الانتفاضة النيسانية، انطلاق “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، ذات التوجه العروبي، ونفذت عمليات عسكرية ضد العدو الفارسي، عبر ذراعها العكسري “كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر”، فاستهدفت منشآت ومرافق نفطية واقتصادية وأمنية وسياسية، منها: قائم مقامية الأحواز العاصمة، ودائرة التخطيط والميزانية، وبنك “سامان” –الداعم للاستيطان-، ودائرة الإسكان، ومعسكرات للحرس الثوري، وأنابيب النفط. وكبّدت هذه العمليات العسكرية الاحتلال الفارسي خسائر فادحة، وأدّت كذلك إلى كسر هيبته في الأحواز، ودفعت إلى صعود الفكر القومي في الأحواز مرة أخرى، كما تعزّز العمل العسكري ضد الاحتلال في الأحواز. وما زالت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز مستمرة بتنفيذ عملياتها العسكرية ونشاطها السياسي العلني والسري، بالرغم من الصعوبات والضربات التي تلقتها من العدو الفارسي.
خامساً- أثر ثورات الربيع العربي في القضية الأحوازية:
تأثرت القضية الأحوازية بثورات الربيع العربي، ولا سيما الثورة السورية؛ بسبب حجمها وقوتها وتأثيرها في المنطقة برمتها. وتفاءل الشعب الأحوازي بهذه الثورات، وأبدى تأييده للشعوب العربية وخياراتها، كما أنه أيد هذه الثورات ضد أنظمة قد خذلته ولم تتخذ موقفاً لصالحه وصالح قضيته. بل كان كثير منها مؤيداً لإيران، ويفرض طوقاً أمنياً على القضية الأحوازية ويحاصرها سياسياً وإعلامياً في المنطقة، مثلما تحاصرها إيران في الداخل. وخصوصاً من قبل نظام الأسد، الذي عمد إلى توظيف القضية الأحوازية ضمن خطابه القومي الذي كان يحتاجه في إطار البحث عن شرعية قومية، قبل أن ينقلب على الناشطين الأحوازيين في دمشق، ويعتقل قسماً منهم، ويعيد ترحيلهم إلى إيران، حيث واجهوا الاعتقال والسجن فيها لسنوات طويلة.
بيد أن تأثير الثورة السورية في القضية الأحوازية كان الأكثر وقعاً، إذ إنها كشفت إيران ومشروعها الطائفي التوسعي في المنطقة، وأتت تأكيداً للخطاب الأحوازي حول إيران وخطرها على الأمة العربية بأسرها. كما أن الثورة السورية دفعت بشعوب المنطقة وحكوماتها إلى اصطفافات أكثر وضوحاً من فترة ما قبلها، والإعلان عن تخوفهم من إيران، بل بدأ بعضهم بمواجهتها.
واكتسبت التنظيمات الأحوازية مناصرة شعبية عربية واسعة، كما أنها حصلت على دعم إعلامي غير محدود من الأشقاء العرب ولا سيما الخليجيين والسوريين. فبرزت القضية إلى العلن، وبات يتفاعل معها الشارع العربي مثلما هي تتفاعل معه. وفي خضم هذه الأحداث والمتغيرات الاستراتيجية، يتطلع الأحوازيون إلى بناء تحالفات سياسية استراتيجية مع المتضررين من المشروع الصفوي في المنطقة، لمواجهة إيران وتحرير بلادهم منها وتشكيل دولتهم المستقلة.
ويمكن ملاحظة ذلك، في كافة المناسبات والتظاهرات الأحوازية في بلاد المهجر، حيث شهدت مشاركة عربية واسعة، وخصوصاً من قبل أبناء الشعب السوري في تلك المهاجر، أكد الطرفان من خلالها عمق الارتباط القومي بينهما، ووحدة المصير، ووحدة النضال ضد العدو الفارسي.
سادساً- أبرز المشاريع الإيرانية المستهدِفة للأحواز منذ عام 1990:
سعى النظام الفارسي منذ احتلال الأحواز عام 1925، إلى ترسيخ هيمنته عبر عدة مشاريع، يمكن إدراجها ضمن المسارات التالية:
- تفكيك الجغرافيا الأحوازية من خلال تقسيمها إلى عدة محافظات إيرانية، وإلحاق أجزاء منها بالمحافظات الفارسية. بهدف منع التواصل الإداري بين أبنائها.
- العبث بالديموغرافيا الأحوازية، عبر أساليب الطرد والتهجير القسري، أو من خلال عمليات توطين الفرس وقبائل اللور في الأحواز. على أن كثيراً من أولئك المستوطنين لم يستطيعوا التأقلم مع البيئة الأحوازية، وانكفأ ثانية إلى الداخل الفارسي، عدا عن أثر الرفض المجتمعي والمقاومة لعمليات الاستيطان تلك. وعن المستوطنات العسكرية التي قامت على أراض أحوازية مغتصبة.
- ضرب الحوامل المجتمعية والسياسية، من خلال استهداف رموز المجتمع الدينية (السنية والشيعية)، والقومية، والفكرية، والسياسية، عبر الاعتقال والتصفية والملاحقة. وذلك ضمن سياسة اتهام الشعب الأحوازي بـ: “وهابي” أي أنه شعب سني موالٍ للسعودية وللعرب، أو “معادٍ لنظام الثورة” أي أنه شعب عربي يرفض موالاة الفرس ونظام الولي الفقيه، وسواها من التهم.
- المحاصرة المعاشية للشعب الأحوازي، من خلال السيطرة على موارد الأحواز الطبيعية (نفط، أراضي زراعية، مياه الأنهار، صيد الأسماك)، أو من خلال تدمير البنى الاقتصادية ومصادرتها، أو من خلال منع توظيف أبناء الأحواز في المؤسسات الحكومية داخل الأحواز. وذلك بغية دفع الأحوازيين إلى مغادرة الأحواز بحثاً عن مصادر العيش الكريم. عدا عن تعمد إهمال التنمية البشرية في الأحواز، وتعمد الحفاظ على تردي البنى التحتية. عدا عن تدمير مقومات البيئة الطبيعية.
- العبث الثقافي-الديني، لمناهضة الفكر القومي والتحول المذهبي اللاحق، من خلال فرض آلاف المبشرين الصفويين على المجتمع، وفرض الثقافة الدينية الصفوية ومناسباتها عليه. عدا عن منع إقامة الشعائر الإسلامية وفق المذهب السني، وتهديم المساجد.
تعبر هذه النقاط عن أبرز محددات سلوك الاحتلال الفارسي تجاه الأحواز منذ احتلالها، وضمن هذه المحددات، انطلقت منذ عام 1990، عدة مشاريع لترسيخ هذا النهج، من أهمها:
أولاً- مشروع قصب السكر: يعد من أضخم وأخطر المشاريع الاقتصادية التي استهدفت الأحواز أرضاً وشعباً، وما زالت تؤثر فيها وفي مستقبل شعبها. فتحت ذريعة هذا المشروع، اغتصب الحرس الثوري نحو مليون هكتار من الأراضي الزراعية الأحوازية، ولم يتم تعويض إلا قلة من أصحابها بمبالغ زهيدة للغاية. ولم يستخدم الحرس الثوري كافة هذه الأراضي ضمن مشروع قصب السكر، بل زرع فقط ما يقرب 130 ألف هكتار، وجعل المساحة المتبقية تحت تصرفه. وأدى هذا المشروع إلى تلويث مياه الأنهار والبيئة وتوطين غير العرب في الأحواز.
ثانياً- مشروع الاستيطان وتغيير الديموغرافية الأحوازية: وهو مشروع لا يقل خطورة عن مشروع قصب السكر، إذ طبقت دولة الاحتلال استراتيجية تغيير التركيبة السكانية في الأحواز عبر جلب غير العرب من عمق الدولة الفارسية، ولا سيما من قبائل اللور، وتوطينهم في مدن وبلدات الأحواز، بغية إحداث خلل في التركيبة السكانية الأحوازية. كما أنها شجعت الطبقة المثقفة في الأحواز على الهجرة نحو المدن الإيرانية. وبالإضافة لذلك، مارست التضييق الاقتصادي ضد المواطنين الأحوازيين، وإجبارهم على ترك أراضيهم ومناطقهم، وبالتالي الاضطرار للهجرة لعمق الدولة الفارسية. هذه الاستراتيجية كانت تهدف إلى قضم الأراضي الأحوازية وجعلها غير عربية عبر سكانها الجدد، كما تهدف لنشر الثقافة الفارسية وتسيدها في الأحواز، وطمس الهوية الوطنية الأحوازية والقضاء عليها.
ثالثاً- بناء السدود على الأنهار، وحرف مجراها وتجفيفها وتجفيف المسطحات المائية (الأهوار): يعد من أبرز مشاريع الاحتلال الفارسي، حيث أنشأ الحرس الثوري عشرات السدود العملاقة على الأنهار الأحوازية، بالإضافة إلى حفر قنوات في منابع نهر كارون وحرف مجراه إلى محافظات إيرانية أهمها أصفهان ويزد وقم وفارس وكرمان. ومن أخطر السدود على نهر كارون، سد كتوند في منطقة العقيلي، حيث أنشأه الحرس الثوري على صخر ملحي، مما تسبب برفع نسبة ملوحة مياه نهر الدجيل (كارون)، بالإضافة إلى منع تدفق مياهه إلى الأحواز. كما أن أهم القنوات المائية التي حفرت على مصادر مياه كارون، قناة بهشت آباد، ويهدف هذا المشروع إلى تجفيف أنهار الأحواز وتبوير أراضيها، ثم الاستيلاء عليها، بالإضافة إلى تهجير أصحابها بعد قطع أرزاقهم، ألا وهي الزراعة وتربية المواشي وصيد السمك.
رابعاً- مشروع إصلاح الأراضي: وهو من المشاريع التي ساهمت باغتصاب أراضي الأحوازيين ومنحها للفرس وعائلات قوات الحرس الثوري (الباسيج والمخابرات). وتقدر مساحة هذه الأراضي بأكثر من 550 ألف هكتار، تم أخذها بالقوة من الأحوازيين، دون أية تعويضات مادية أو مالية. وهذا المشروع مثل المشاريع السابقة، يهدف إلى قضم الأراضي الأحوازية ومنحها للمستوطنين، وتغير الديمغرافية الأحوازية.
خامساً- مشروع البتروكيماويات في مدينة معشور: يعد من أضخم المشاريع الاقتصادية والصناعية التي ساهمت في جلب غير العرب إلى الأحواز وتوطينهم فيها، ولا سيما في مدينة معشور، وتغيير ملامحها العربية للفارسية. وأعطى هذا المشروع للفرس قوة اقتصادية وإدارية هائلة، جعلتهم يتسيدون المدينة والمناطق المجاورة لها، ونقل تأثيرهم إلى المدن والمناطق الأحوازية الأخرى، بفضل مكانتهم الاقتصادية والمالية.
سادساً- مشروع “الأحواز بوابة التشيع“: يعد من أخطر المشاريع الطائفية التي تستهدف بنية المجتمع الأحوازي، وزرع الطائفية فيه، وتمكين الطائفيين منه. يشرف على هذا المشروع الطائفي، الملا عباس الكعبي، وهو عضو مجلس خبراء القيادة، وعضو مجلس صيانة الدستور، وأستاذ في حوزة قم الصفوية. ويتخذ القائمون على هذا المشروع من الشعارات العربية غطاء وخطاباً لهم؛ بغية نشر العقيدة الصفوية والتطرف بين الشعب الأحوازي وتفكيك لحمته الوطنية. ويتفرع من هذا المشروع مجموعة مشاريع فرعية وفعاليات موسمية، كلها طائفية، منها: مشروع “الأهواز عبر التاريخ”، و”قناة الأهواز”.
سابعاً- مشروع قوافل النور “راهيان نور”: ويطلق عليه الأحوازيون مشروع قوافل الظلام، يشرف على هذا المشروع الحرس الثوري وقوات الباسيج، ومحتواه تسيير قوافل من عناصر الباسيج من المدن الإيرانية إلى المناطق الحدودية في الأحواز، التي كانت مسرحاً للحرب بين الفرس والأشقاء العراقيين تاريخياً. ويهدف هذا المشروع إلى إعادة إحياء الحقد الفارسي في هذه الأرضي، واستذكار ما تعرضوا له في الحرب، وشحذ همم جيل الشباب، وتعريفهم بمناطق الأحواز وأحوالها وتضاريسها. حيث ينمّي هذا المشروع العنصرية الفارسية بين جيل الشباب من قوات الباسيج، ويجيشهم ضد العرب والمسلمين، كما أنه يساهم في رفع معلومات عناصر الباسيج حول الأحواز؛ بغية استخدامها في أية ثورة أو حرب تحدث في الأحواز لاحقاً.
ثامناً- مشروع مهر الاستيطاني: من المشاريع العملاقة في إيران، وتنشط بكثافة في الأحواز، ويهتم هذا المشروع ببناء مستوطنات ضخمة ووحدات استيطانية صغيرة متناثرة في الأحواز، ثم تأجيرها للفرس أو بيعها لهم، في إطار تنفيذ استراتيجية تغيير الديمغرافية الأحوازية. وتتمتع الشركة القائمة على هذا المشروع بحماية من الحرس الثوري، بالإضافة إلى تسهيلات مصرفية من الحكومة؛ وذلك من أجل تمكينها من بناء مزيد من المستوطنات والوحدات الاستيطانية.
تاسعاً- مشروع “بارس جنوبي” في مدينة عسلو جنوبي الأحواز: ظاهر هذا المشروع صناعي لخدمة المجتمع، ولكنه يساهم -في حقيقته- بالسطو على ثروات الأحواز، وتغيير التركيبة السكانية الأحوازية. إذ أنشأت دولة الاحتلال الفارسي هذا المشروع على مساحة تبلغ 46 ألف هكتار، ويتشكل من 24 شركة لتكرير الغاز و17 شركة بتروكيماوية. ووظّف الاحتلال الفارسي أكثر من 35 ألف مهندس وعامل وموظف في هذا المشروع، جلب 91 بالمائة منهم، من المدن الإيرانية، بينما لا تتجاوز نسبة العمّال العرب في هذا المشروع المقام على أرض العرب، 9 بالمائة. وعبر هذا المشروع، يسطو العدو الفارسي يومياً على 285 مليون متر مكعب من الغاز الأحوازي وعائداته سنوياً تبلغ 110 مليار دولار، يستخدمها في مشاريع تستهدف القضية الأحوازية، وفي مشروع تصدير الثورة إلى البلاد العربية والتوسع الفارسي.
تاسعاً- مشروع توطين القبائل اللورية والبختيارية (قبائل غير عربية): بدأ تنفيذ هذا المشروع عام 1936، عبر إصدار أوامر تقضي بنقل 4000 عائلة بختيارية من إقليم “تشار محال وبختياري”، خلف جبال زاغروس وتوطينهم في شمال الأحواز، مع توفير كافة الإمكانيات ومستلزمات الحياة لهم. وبعد سقوط النظام البهلوي واستلام الصفويين سدة الحكم في البلاد، أعاد النظام الكهنوتي العمل بهذا المشروع عام 1992، ضمن الخطط التنموية ما بعد الأولى (2،3،4،5)، وتم توطين عشرات الآلاف من اللور والبختيار في الأحواز. كما أسست دولة الاحتلال منظمة ترعى هؤلاء المستوطنين وتهتم بشؤونهم، وتقدم لهم كافة الخدمات ومستلزمات الحياة، وتتبناهم وتتبنى مطالبهم، يرأسها في الوقت الراهن المستوطن “علي رحم كريمي”، وهو على قائمة المطلوبين للمقاومة الوطنية الأحوازية.
وفي آخر إحصائية لعدد المستوطنين من القبائل الفارسية الرحالة (اللورية والبختيارية)، عام 2008، وصل إلى أكثر من 179 ألف مستوطن، يعيشون في 500 مستوطنة في شمال الأحواز، منها: مستوطنات مسجد سليمان، ايذه، دهدز، انديكا، لالي، سالند، باغ ملك، حسينية، صيدون، آغاجاري، سردشت، جايزان، هفتكل. بالإضافة إلى ذلك، يتوزعون في بعض المدن العربية، ما عدا المستوطنين الذين أتوا إلى الأحواز عبر مشاريع أخرى وفي فترات زمنية أخرى.
وبالإضافة إلى هذه المشاريع يوجد عشرات المشاريع الأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، تستهدف جميعها الأحواز وبينتها الاجتماعية والثقافية والمذهبية، كما أنها تحاول تمكين الفرس وبسط سيطرتهم المطلقة على الأحواز وشعبها.
بقلم: إبراهيم الفاخر
المصدر: مركز المزماة للدراسات والبحوث