#أحوازنا -ما لذ وطاب في بنك ملت
قصة حدثت لي قبل عدة أعوام في مدينة عبادان في الأحواز المحتلة، عندما كنت أنوي دخول أحد بنوك الإحتلال لإجراء إحدى المعاملات البنكية اليومية العادية بسبب كوني أعمل بالتجارة ولا أستطيع ترك أي أموال لي لا في المتجر ولا في المنزل لسبب يعلمه الجميع وهو كثرة السرقات وبشكل مرعب وفي الكثير من الأحيان هذه السرقات تكون بقوة السلاح، وبالطبع فإن حسابي البنكي كان حساب جاري وليس توفير والمبالغ التي كنت أقوم بإيداعها ليست بالكثيره ولكنها أيرادات المحل الذي كنت أملكه آنذاك.
ولكن عندما هممت بالدخول رأيت أحد أصدقائي ينوي دخول البنك أيضا وسلمت عليه وقلت له هل جئت للبنك لأخذ راتب أو لشيء اخر. لكنه ضحك وقال لي لا أبدا أنا لدي وديعة مستمرة ومدتها خمسة أعوام. فقلت له كم تكون هذه الوديعة وكان سؤالي هذا فضول مني كعادتي، فرد علي وقال المبلغ بالعملة الأيرانية وكان ضخم جدا وهو بما يعادل ٣٠٠ ألف دولار أمريكي، وفجأة وجدت مدير الفرع يقف من مجلسه ويأتي له ويستقبله ويجلسه. وبالطبع أنا معه وحدث شيئ غريب لا يحدث في البنوك أبدا وهو أن مدير الفرع أمر احد الموظفين الى السوق وهو مقابل للبنك وأحضر ما لذ وطاب من الفاكهة لصديقي وبالطبع أنا معه وتذكرت المثل الدارج من جاور السعيد يسعد مثله، وكان البنك مليئ بالمراجعين والغالبية منهم كان من كبار السن ويقفون بطوابير طويلة لإنتظار دورهم لأخذ رواتبهم التقاعدية وغيرها. وأما صاحبنا هذا فهو عميل خاص جدا " في أي بي" ولم يكن شخصا عاديا على الأقل داخل البنك، وأثناء جلوسي بجانبه أردت أن أوصل له رسالة بأن البنوك الإيرانية بنوك ربوية لعل ذلك يردعه ويرده عن أكل الربا وأيضا دعم إقتصاد دولة الإحتلال من حيث يعلم أو لا يعلم.
فسألت مدير الفرع هل لديكم هيئة شرعية ترجعون إليها في معاملاتكم المصرفية ؟ فرد علي وقال نحن دولة إسلامية وكل ما نقوم به شرعي ولا نحتاج إلى هيئة شرعية! طبعا كان جوابه مثير للسخرية، ولم يكتفي بذلك ولكن أشار بيده الى قول الله تعالى وكان مكتوبا على دفتر الحساب وهو ((وأحل الله البيع وحرم الربا )) وعرفت من إشارته للآية الكريمة أنه لا يستطيع قراءتها، وطبعا لم أستمر بالحديث في ذلك مع المدير لأن أي إستمرار في ذلك قد يشكل خطرا علي وسأتهم بالعداء للجمهورية الإسلامية وغيرها من الأمور. وأما صاحبنا هذا فكان خير داعي ومروج لهذا البنك وقد جلب الكثير من أصحاب رؤوس الأموال للإستثمار في هذا البنك وأكل الربا .
إن خطورة ما يقوم به هؤلاء على قضيتنا الأحوازية وفي إطالة أمد الإحتلال من أجل مصالحهم الدنيوية الخاصة لا يعلم مداها إلا الله وهنا نذكر لكم بعضا منها:
١– لقد حذر الله تعالى آكلي الربا وتوعدهم في كتابه الكريم نظرا لخطورة هذا الأمر على الفرد والمجتمع .
٢– دعم الإقتصاد الفارسي ومن ثم إطالة أمد الإحتلال لأرضنا .
٣– هذه البنوك تقوم بإعطاء قروض للأحوازيين و تأخذ عليها مبلغ كبير من الربا وإذا تعثر المقترض عن السداد يتم زيادة مبلغ الربا وهكذا في كل مرة .
٤– المساهمة في زيادة عدد المستوطنين من الفرس كلما نمت هذه البنوك وقامت بإنشاء فروع أخرى لها.
٥– المساهمة في زيادة البطالة والفقر في جميع مدن الأحواز بحيث لو تم إستغلال هذه المبالغ الضخمة في بعض المشاريع الإستثمارية والتجارية ومن ثم تمكين أبناء شعبنا في الحصول على فرص عمل .
٦– أغلب البنوك والمؤسسات التابعة لها تتبع للحرس الثوري الإرهابي الفارسي وهي الممول له ولعملياته الإرهابية داخل الأحواز وخارجه .
٧– وأيضا القيمة الشرائية للعملة الأيرانية تتناقص مع مرور الزمن بشكل مخيف أي أن ترك أموالك بتلك العملة يجعلها لا تساوي الورق الذي عليها .
تتوالى الأخبار منذ عدة أشهر عن إفلاس وسقوط بعض الشركات الإستثمارية التابعة لتلك البنوك ومنها بنك آرمان وسرماية ومؤسسة ثامن الحجج وكاسبين فرشتكان والحبل على الجرار.
وسواء كان خبر الإفلاس صحيح أم كانت خدعة من تلك المؤسسات فالنتيجة أن أموال داعمي الأقتصاد الفارسي سواء يعلموا بذلك أم لم يعلموا قد تبخرت وإحتمالية أن يمتد ذلك الى باقي البنوك والمؤسسات وارد جدا، وأما صاحبنا فإنه قد حان الوقت لكي يقوم بدفع قيمة أغلى طبق فاكهة في العالم ما يعادل ٣٠٠ ألف دولار أمريكي .
أحمد العبادي