“حبيبتي أسماء”
يؤلمني الفراق عندما تغيب الشمس ويشرق الصباح…عندما أفتح عينيَّ وأراكِ مكبَّلةً رغمَ الجراح…
عندما يمتصّ النحل شهد الزهور، و يطير في الرياح…
عندما تُهدَرُ الدماء ظلماً، عنفاً، وتُستَباحُ الأرواح…
حبيبتي أسماء…
تشكو لنا السماء عن مقتل الأطفال في بلد السلام
في مسيرة السلم ظُلماً…خبطَ عشواء
في حيّ الثورةٍ، في حيّ الشهداء…
رافعينَ الأعلامَ، منادينَ بالوفاء
حبيبتي أسماء
كفى هذا الْجفاء
إرتجفت السماء، وتناثرت نجومها لتحيي الشّهداء…
إرتجفت السماء صارخةً، مندّدةً بجريمةٍ نكراء
مرتديةً ثوبَ الحزنِ…تهطلُ الدموعَ كالخنساء
لتبلّلَ الأرضَ اليابسةَ والوادي والصحراء
الأرض التي جفّت على أيدي العملاء
لتخضرّ الأرضُ، وينبتُ البرديُّ و القيصومُ و الزّهراء …
حبيبتي أسماء…لمن هذا النّداء؟
لتعلمَ السمراء
أنّ الكحل الذي يكحّل عينيها
قد أُخذ من أرضٍ مسقاةٍ بالدماء
ولون شفتيها الحمراء
مزيج دمع الأمّهات
ومسحوق الورد الجوري مرويٌّ بدماء الأبرياء
حبيبتي أسماء
أتعلمينَ لماذا أحببتُكِ؟
من أجلِ عيونكِ الخضراء!
لأنّها تحملُ عنوانَ الوطن…الذي يكادُ أن لا يُقرأ
لولاشعركِ المتبعثركسعف النّخيلِ في أرضنا الخصباء
يا ذاتَ الشفاهِ الجوريةِ و الجدائلِ الشقراء
كاد الموتُ يداهمني لأضعَ الرايةَ البيضاء
لكنّ حبّكِ حبيبتي علّمني الشموخَ و الشّمّاء
علّمني أن أصونَ العهدَ بالوفاء
حبيبتي أسماء… أتسمعينَ النّداء؟
نداء طفلٍ يستغيثُ و يصرخُ يا أمّاه…
لقد منعوني من الذهاب إلى المدرسة، واللعب في البيداء
لقد دمّروا أوطاني
وغيّروا عنواني هؤلاء الأشقياء
لقد سجنوني في الزنزانةِ، وعذّبوني أولئكَ الأعداء
حبيبتي أسماء… أتسمعينَ النداء؟
لبّي النداء
الشهيد القائد عبدالله عبدالحسين الكعبي