(الأحواز).. انتفاضة تنتظر الدعم العربي ضد القهر الإيراني
تتواصل انتفاضة الآلاف من الشعب الأحوازي العربي السني المضطهد في وجه الاحتلال الإيراني للإقليم، معلنين رفضهم لسياسات الدولة الفارسية، كما تداول نشطاء اتساع رقعة المظاهرات لتصل إلى أحياء جديدة في مدينة الأحواز– العاصمة، ومدينة الفلاحية.
ويعاني المواطنون العرب السنة الذين يقطنون مدينة الأحواز من الاضطهاد من قبل النظام الإيراني، الذي احتل بلادهم عام 1925م وضمها عنوة مع أقاليمها إلى الإمبراطورية الفارسية التي يحلمون بها، ويقدر عددهم في بعض الإحصائيات بـ 15 مليون أحوازي، ويتم قمع السكان العرب في مدينة الأحواز وضواحيها، ويمنع عليهم التحدث بلغتهم الأم أو حمل أي وثيقة أو كتاب يحمل الصفة العربية وحتى المصحف الشريف، القرآن الكريم الذي أنزل عربيًا، يمنع تداوله إن لم يكن مترجمًا إلى الفارسية فقط.
كما تداول نشطاء أحواز عبر شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر)، أنباء عن قيام الحرس الثوري الإيراني باعتقال العشرات من نشطاء الأحواز المنتفضين، والزج بهم في السجون بلا محاكمات أو تحقيق قانوني.
مطالبات بتحرك عربي خليجي لمساندة الأحواز
وفي ظل الصمت العربي والدولي تجاه انتفاضة الأحواز وحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال، تأتي مطالبات النشطاء للدول العربية، وخاصة دول الخليج العربي لدعم المسلمين العرب السنة في الأحواز، والوقوف بجانبهم في وجه الظلم والقهر والاستبداد الإيراني، وقام النشطاء بتفعيل هاشتاق # الأحواز _ تنتفض، بقوة، وقام عدد كبير بالتغريد عليه وتدواله خلال اليومين الماضين، مرفقين صور للاضطهادات التي يتعرضون لها (مثل المعلقين شنقا في الميادين)، والقبض على المتظاهرين وغيرها.
وكتب الإعلامي الجزائري أنور مالك عبر هشتاق #الاحواز_تنتفض: "المسلمون يتفرجون على #الأحواز_تنتفض ضد محتل إيراني عنصري، يستفيد من خيراتها ويبني إمبرطوريته المفقودة على حسابهم"، مضيفًا عبر الهشتاق: "ستخجل منكم الأجيال القادمة!".
كما طالب الكاتب السعودي فايد العلوي بتدريس قضيتهم قائلًا: "أول خطوة جادة لدعم العرب في الأحواز هي تدريس قضيتهم في المناهج الدراسية، أو على الأقل التعريف بهم كجزء من المجتمع العربي، من خلال مادة تدرس اسمها (التربية الوطنية)".
يقول الناشط مجيد: "نناشد إسلامكم ثم عروبتكم التي كانت مضربًا في النخوة، ثم إنسانيتكم، أن تصدحوا بقضية الأحواز العربية".
فيما تساءل د. حسن الحسيني: "أين القنوات الخليجية والعربية عن قضية أشقائهم العرب في #الأحواز؟".
يوافقه محمد الأحوازى متسائلًا: "كم كاتب عربي كتب مقالًا عن الأحداث الجارية في الأحواز الآن؟! لماذا فقط نتهم الحكومات العربية بالخذلان"، مطالبًا نشطاء تويتر بأن يكونوا الصوت الحر المدوي للأحواز، "فالقنوات العربية لم تغط مظاهراتنا لأنها لا تخدم مصالح القنوات، فلم يعد الإعلام العربي أو الغربي يمثل قضايانا.. كونوا أنتم صوتنا".
الرياض: ماذا لو كان إقليم الأحواز يهوديًا، أو مسيحيًا؟
كما اتخذت صحيفة الرياض السعودية اليوم، في افتتاحيتها مقال الكاتب يوسف الكويليت عن الأحواز متسائلًا: "ماذا لو كان إقليم الأحواز يهوديًا، أو مسيحيًا، هل تسكت إسرائيل على اضطهادهم، أو تصمت الكنائس ودوائر السياسة وحقوق الإنسان عن حشد الرأي العام العالمي تجاههم، وهل كان بمقدور القومية الفارسية «الشوفينية» أن تغلق المنافذ عن حقوقهم القومية؟".
وتابع الكويليت في مقاله بعنوان "هل سمعتم بعرب اسمهم عرب الأحواز؟"، موضحًا كيف أن الأحواز إقليم عربي ظل قرونًا طويلة يتبع العراق، غير أن بريطانيا اقتطعته وألحقته بإيران عام ١٩٢٥م، مقابل تقليص النفوذ الروسي والقضاء على القيادات العربية، ومثلما بكينا على ضياع الأندلس وفلسطين، إلا أننا لم نجد من يبكي أو يضحك من الوضع الأحوازي من عرب الجهات الأربع، ولم نسمع من محطة فضاء أو صحف أو نشرات واجتماعات عالمية رفع قضية العرب هناك، الذين تمارس عليهم أقسى عقوبات التهجير، ومنع اللغة العربية في تعليمهم في المدارس والجامعات، وتقليص فرص التعليم الجامعي والوظائف، ولم يقتصر الأمر على هذا الشكل من التمييز، بل عمدت إيران إلى تجفيف منابع مياههم، وأطلقت يد الشركات الصينية وغيرها، والقضية لا تتعلق بطائفة سنّية أو شيعية أو صابئة، وإنما الجميع يخضعون لهذا الفصل، لدرجة أن البيئة التي يعيش فيها العرب أصبحت غير صالحة للعيش، لتنامي السموم بسبب التنقيب عن النفط والمعادن، ما خلق كارثة على الإنسان والزراعة وكل الحياة الفطرية، هذا عدا استغلال أهم مواردهم من النفط الذي يشكل عمود اقتصاد، وغيره من الثروات..".
مراقبون: لا نحتاج حربًا بل دعمًا ماديًا وإعلاميًا
من جانبهم تساءل مراقبون: لماذا كل هذا الصمت الذي يعد إقرار بالواقع عن مظاهرات الأحوازيين وغيرهم من الأقليات، الذين يمارس ضدهم العزل والتصفية والفصل العنصري؟، بل إن هناك أكراد، وبلوش، وتركمان، وأذريون وغيرهم يعاملون بنفس القسوة، وبكل الممارسات اللاإنسانية، ومع ذلك يرتفع صوت إيران فيما تسميه بحق الأقليات الشيعية في البلدان العربية والإسلامية، بينما لو وجدنا المقارنة بين حالهم وسنّة إيران أو الأقليات الأخرى، لرأينا الحال مختلفة تمامًا من حيث تطبيق الحقوق ومبدأ المواطنة الشاملة.
ويؤكد المراقبون أن العملية لا تحتاج خوض معارك عسكرية، بل تحتاج دعما ماديا وإعلاميا يساعدهم على الدفاع عن حقوقهم وسماع صوتهم في كل العالم
مي محروس
المصدر: شؤون خليجية