صراع الأضداد
يحتدم الصراع العربي ـ الفارسي على أسوار تكريت في هذه الأيام، معلناً عن مواجهة جديدة تعيد للأذهان أيام العرب، والصراع المحموم بين بني يعرب وآل فارس الذين ما انفكوا يحاولون محاولات مستميتة لإحياء مجد الأمبراطورية الفارسية الكسروية التي قضى عليها العرب المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
منذ انهيار سلطان فارس وهم يقومون بأدوار مختلفة، دينياً وثقافياً وسياسياً وإجتماعياً لتحقيق هدف واحد ألا وهو تشويه الدين الإسلامي الحنيف الذي أعزّ العرب و وحدهم وهذّبهم وجعلهم خير أمة أُخرجت للناس، وضرب العروبة والعرب لتمزيق وحدتهم، وتفكيك مجتمعاتهم، وإسقاطهم أخلاقياً، تمهيداً للقضاء على الإسلام الذي حافظ عليه العرب، وحملوا لواءه ونشروه في مشارق الأرض و مغاربها.
ليس غريباً على المليشيات الشيعية الصفوية الطائفية التي يقودها حفيد كسرى الجنرال سيئ الصيت قاسم سليماني عندما تقوم بقتل الشيوخ والأطفال والنساء ، وحرق المساجد ، وهدم البيوت ، وتدمير الحرث والنسل، فإن هذه المشاهد والأحداث الأليمة والموجعة لكلّ عربي أصيل ذي حمية وأرومة وكرامة، تعيد إلى أذهاننا الأعمال والأفعال البربرية التي قام بها آل فارس عبر العصور . فقد قام الفرس بقيادة كورش بإحتلال العراق، وتخريب الحضارة البابلية، وتدمير كلّ ما من شأنه الإرتقاء بالإنسان والإنسانية والقيم الحضارية. وقد قام الفرس بمساعدة المغول في إحتلال بغداد الحضارة والعروبة عندما قام ابن العلقمي بخيانة الخليفة العباسي، و سهّل دخول المغول إلى بغداد، كما قام القرامطة بإحتلال مكة، وقتل الحجاج، وسفك الدماء، وإنتهاك حرمات المسلمين، و سرقة الحجر الأسود.
وفي العصر الحديث لعبت طهران دورا محورياً عدائياً تخريبياً في الأمتين العربية والإسلامية من خلال التحالف المباشر وغير المباشر مع أعداء الأمة الحلف الصهيو أمريكي ، فساهمت باحتلال أفغانستان والعراق، ونخرت جسد الأمة بزرع أذرعها العسكرية، وبناء المليشيات الطائفية، وإذكاء النعرات المذهبية، و جعل الشيعة العرب وغير العرب أدوات طيّعة رخيصة ترمي بهم في أتون الصراعات لاحتلال العواصم العربية ( الأحواز، دمشق، بيروت، بغداد و صنعاء)، وتهديد أهلنا في الخليج العربي الأشم ، مسوقةً نفسها شرطياً لمنطقة الشرق الأوسط الذي لابد للغرب ان يشاركه في تقاسم النفوذ في المنطقة.
وها هي تكريت مدينة البطلين صلاح الدين و صدام حسين، ومعقل الضباط الأماجد الذين مرغوا أنوف علوج الفرس في قادسية العرب الثانية ، وقطعوا دابر فارس، و الذين كانوا سداً منيعاً، وجبلاً من نار، منع الفرس الصفويين من الإعتداء على مأسدة الرافدين والمشرق العربي بكل أقطاره العربية، ها هي اليوم على موعد والمجد التليد، لتقدم ضياغمها قرباناً للعروبة والإسلام لتبقى راية التوحيد خفاقة في سماء العراق العربي العظيم. ها هم ليوث تكريت يضحون بالغالي والنفيس ليؤكّدوا عروبة العراق، ويثبتوا أنّ العراق جمجمة العرب ومادة الأمصار وكنز الرجال ورمح الله في الأرض الذي لن يسكره العتاة الطامعون، والأكاسرة الجدد ملالي طهران.
إنّ معركة تكريت لهي إحدى المعارك الفاصلة بين الحقّ العربي المسلم والباطل الفارسي الصفوي، فهبّوا أيها العرب والمسلمون كافة إلى نصرة أهلكم في تكريت البطولة وعراق العروبة، فإن سقطت تكريت وأحتل العراق بأكمله من قبل ذوي العمائم الشيطانية،- لا سامح الله-، فحينئذٍ لن تكون عاصمة عربية في مأمن من الرياح الصفوية الصفراء، والحقد المجوسي الأسود . " فقُلتُ من التَّعَجُّبِ ليتَ شعري :: أأيقاظٌ أميّةُ أمْ نِيامُ فإن يَقَظَت فذاكَ بقاءُ مُلكٍ :: و إن رقدت فإنّي لا أُلامُ فإن يكُ أصبَحُوا وَ ثووا نياماً :: فَقُل قُومُوا فَقَد حانَ الْقِيامُ فَفرِّي عن رحالِكِ ثمَّ قولي :: على الإسلامِ و العربِ السّلامُ " " نصر بن سيار"
فتى الأحواز جواد الحيدري