الاحتلال الإيراني للعراق.. الحقيقة العارية؟
قبل أيام عدة ذكرنا بأن قوات إيرانية مدرعة قد دخلت العراق من خلال بوابة المنذرية في خانقين باتجاه محافظة ديالى ، وبالأمس أكد قائد القوات البرية الإيرانية العميد أحمد رضا بوردستان عن دخول خمسة ألوية مدرعة إيرانية للعراق ضمن محيط محافظة ديالى!! وبعمق 40 كلم!! و الهدف كما قال لمنع تنظيم الدولة من شن هجوم على الحدود الغربية لإيران وإحتلال مناطق إيرانية!! يقول هذا القول وقوات الحرس الثوري الإيراني و بالتعاون مع فيلق بدر بقيادة العميد الحرسي العراقي هادي العامري وقوات الحشد الطائفي بقيادة الإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس تقاتل في ديالى و تؤمن مواقع الميليشسيات الطائفية العراقية ؟
فكيف يمكن للتنظيم وقد هزم كما قيل في محافظة ديالى من التمدد واختراق الحدود الدولية وغزو إيران!! أليس في الأمر غرابة و عجب مثيران للدهشة و التأمل!!، فهل نكذب الميليشيات و تصور لنا إنتصارات وهمية بينما هي مهزومة! ؟ أم أن الإيرانيين قد إستثمروا أجواء الفوضى العراقية الشاملة لتقرير واقع إستراتيجي جديد يؤكد حكاية الإندفاع الإيراني غربا في الشرق العربي من خلال بوابة التصدي المزعوم لداعش!!، كما أن الميليشيات وهي تؤسس لواقع قيام مؤسسة الحرس الثوري في العراق قد إستدرجت النظام الإيراني لإرسال قواته للعراق بشكل مباشر مدشنين احتلالا إيرانيا مباشرا للعراق لم يحدث إلا خلال مرحلة الحكم العثماني و تقاتل العثمانيين والفرس في الساحة العراقية؟ وجاء الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 و معه الأحزاب و الجماعات الطائفية التي كانت متشردة في المنفى وبعد أن فشلت فشلا ذريعا في إدارة السلطة في العراق لتستقوي بالحليف و المرجع الإيراني وهي أحزاب و قيادات صناعة إيرانية أصلا قلبا و قالبا!! ، فالمجلس الأعلى كما هو معلوم مؤسسة إيرانية محضة وكلت قيادتها لآل الحكيم الذين توارثوها عائليا في مهزلة من مهازل السياسة العراقية المعاصرة ، أقول جاء الإحتلال ليهشم كل قواعد و أسس الدفاع الوطني بعد أن سلم البلد بقضه و قضيضه لوكلاء النظام الإيراني و عملائه المباشرين و العاملين تاريخيا لخدمة مشروعه في التمدد والتآمر لإسقاط أنظمة المنطقة! لذلك كان الجهد الحكومي العراقي واضحا للغاية مثلا في دعم المخربين في البحرين و في دعم حلفاء النظام الإيراني كالنظام السوري المجرم و الوقوف ضمن حلف نوروز الطائفي المعروف؟.
دخول الجيش الإيراني للعراق و تمركزه في القواعد العراقية يعني تأسيس وجود دائم و مستمر وحيث سيكون هذا الجيش سلاحا لأحزاب السلطة الطائفية لحمايتها من أي متغيرات داخلية أو إنتفاضة شعبية أو أي شيء من هذا القبيل؟ إنه احتلال فج و مباشر ووقح للعراق ويدخل ضمن آليات و منهج ما أعلنه الشيخ علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني عن الإمبراطورية الإيرانية و موقع العراق فيها و كونه عاصمة حضارية وثقافية لتلك الإمبراطورية وهي تصريحات فضائحية كشفت المستور وحاولت السلطات الإيرانية إحتواءها من خلال التحقيق الشكلي مع يونسي!! و لكن الرائد لايكذب أهله أبدا ، و التمركز الإيراني العسكري يعني بناء رأس جسر عسكري متقدم في العمق العراقي يبدأ من شمال شرق العراق ولا ينتهي عند ضواحي دولة الكويت وصولا للبحرين ، فالإمبراطورية الإيرانية تضع اللمسات الأخيرة لتبلورها في العراق و إتخاذها وضعا لوجستيا متقدما من خلال جيوشها الرديفة و عملائها الكثر و عناصرها الإرهابية القديمة الولاء و التخادم من أمثال أبو مهدي المهندس وهادي العامري و جيل كامل من العناصر الإرهابية والمتمركزين اليوم في مركز السلطة و الحكم في قلب المنطقة البغدادية الخضراء وحيث باتوا يرسمون و يخططون لسيناريوهات تفجير طائفية مريعة و لإستهداف أهل السنة وعبر برنامج تصعيد عسكري تحت مظلة حرب داعش يتيح لأهل المشروع الإيراني تدمير المدن و الحواضر السنية و تغيير الديموغرافيا و الطبيعة السكانية ووفقا للمعلومات الموثقة بصور الأقمار الصناعية التي ذكرتها منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية للفظائع التي إرتكبتها ميليشيات الحشد الطائفي ضد الأبرياء وهي طبعا مدعومة بمستشارين وقوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة السردار سليماني الذي بات يتبختر كالعريس في البلدات العراقية و يلتقط الصور في الجبهات رغم كونه ممنوعا رسميا وبقرار دولي ملزم من مغادرة إيران!!؟ ولكن حكومة العراق تستقبله و تعامله إستقبال ومعاملة الأبطال و تشيد بصفاته بل أن هادي العامري يعتبره القائد المسؤول عن حماية النظام و بغداد!!؟ أي مهزلة تلك التي تجري في العراق يا ترى ؟.
لقد دخلت قطعات الجيش الإيراني للعراق لتضاف لجحافل الحرس الثوري تحت ستار الحرب الوقائية ضد داعش!! فمن سيضمن خروجها ؟ و نحن نعلم بأن الإيرانيين حينما يجتاحون منطقة فإنه من المستحيل إخراجهم سلميا؟ فهل ستتطور الحرب الأهلية في العراق لتتحول لحرب تحرير شعبية ضد الاحتلال الإيراني وعملائه؟… كل الاحتمالات ممكنة ففي العراق تختزن البروق و الرعود وتتوالد الكوارث.. كارثة تلد أخرى..؟
داود البصري
المصدر: الشرق القطرية