#أحوازنا -النظام الإيراني يتهم جميع خصومه في الداخل والخارج بالإرهاب
لا يتورع النظام الإيراني أن يتخذ لنفسه صفة الحاكم المنزه ، بل صفة الضحية المتَربَصُ بها، ليطلق على معارضيه وقوى الشعوب غيرالفارسية المناضلة، صفات العمالة والخيانة ثم ينعت – من باب التشويه – المناضلين الأحوازيين، ومناضلي الشعوب غير الفارسية الذين يناضلون من أجل إنتزاع حقوق شعوبهم من مخالب المحتل الفارسي، بصفات الإرهابية والعمالة.
هو – أي النظام بجميع الأوصاف التي من شأنها أن تبيح له قتل المواطنين العزَّل في الداخل، وتبرير جرائم الاغتيالات السياسية التي ينفذها ضد خصومه عبر أجنحته الإرهابية في الخارج.
بل تراه يسعى إلى إلزام الآخرين في المجتمع الدولي بإقرار هذه التهم على من يصفهم بـ الإرهابيين، وملاحقتهم حول العالم، وتجريم الدول التي تتهمها طهران بدعمهم رغم أن هذا الإقرار – إذا ما تحقق – فمن الضروري منطقياً أن يترتب عليه الإقرار بأن نظام طهران هو الضحية.. نعم، هو الضحية!
من يمتلك منظمة إرهابية كالحرس الثوري وفيلق القدس ويمتلك عادد كبيرا من أجهزة الإستخبارات الداخلية والخارجية، ويتحكم بالميليشيات المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن… أليس غريباً أن يكون هو الضحية بينما يمارس الإرهاب وعمليات الاغتيال ضد مناضلين أحوازيين؟
ما هو وجه العجب في ذلك!!؟ بل ما هو المانع… في زمنٍ أصبحت فيه تهمة الإرهاب سلاحاً يتحكم فيه كل من له القدرة على صناعته وتصديره ورعايته واحتكار تفسيره واستهلاكه، والقتل بحجته، وإعادة تدويره؟؟ بينما تفتقد التهم الصريحة بارتكاب النظام الإيراني جرائم ضد الإنسانية رغم كونها مثبة بالشواهد في الأحواز ومناطق الشعوب غير الفارسية، وكذلك جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها في العراق وسوريا، ودعمه لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تعمل قتلاً وتشريداً بالشعب اليمني الشقيق .
كل ذلك والتاريخ القريب لهذا النظام يؤكد أنه مثال للكذب والخداع، وعنوان للخيانة والعمالة… وإن هذه الصفات كانت وسائله للوصول إلى سدة الحكم. كما كان الإرهاب وسيلته لتثبيت حكمه على مدى أربعة عقود.
فبينما كان العالم يترقب بحذر انتهاء الحرب الباردة، كان الرهان بالنسبة لِمن كانوا يضعون اللمسات الأخيرة لشكل النظام العالمي الجديد في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، كان الخيار قد وقع على الخميني وحاشيته لإجراء تحولات جذرية ليس في إيران فقط، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط بما يتناسب ورؤيتهم الجديدة لمستقبل المنطقة القائمة على إثارة الفتن الطائفية والحروب الدينية.
الذين أتوا بالنظام تعهدوا مهمة بقائه إلى أن تنفذ صلاحيته، وتنتهي مهمته التي من أجلها وجد وها هو الآن يبدو أنه يتصرف كمن أدرك أفول نجمه بعد بريق، وترهل قوته بعد فتوة الشباب، بل إنه يتصرف كمن أدرك دنو أجله… يسابق الزمن لتأكيد أهميته الإقليمية.
نَشَرَ أذرعه الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن… لتوسيع دائرة تأثيره وتبيان أهميته ففي حالة البحث عن حلول لأزمات المنطقة التي كان هو السبب في إثارتها، يكون الطرف الأقوى في المعادلة، ويكون واجب الوجود الذي لا يمكن تجاوزه، عملاً بالقاعدة الفقهية التي تقول: (ما لم يتم الواجب إلا به، فهو واجب) بمعنى أن من أشعل هذه الأزمات أجدر وأقدر على إطفائها.
ويبدو أن الأحداث قد تجاوزته، وفقد الأهمية التي كان يعول عليها، وأصبحت صرخاته تتعالى بالشكوى من التآمر عليه من القوى الإقليمية والدولية، بدءً من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وانتهاءاً بأصغر تشكيل سياسي، يعارض وجوده.
نظام الملالي الذي ظل يمارس القمع قتلاً وأسراً وتشريداً وتهجيراً… للحد من نمو الوعي الوطني الأحوازي بين المواطنين، والذي تبدى في التدرج في تصعيد حراكهم، ووضوح شعاراتهم، وصلابة وحدتهم، يصعد هذه الأيام من أسلوبه في بث السموم، عبر إعلامه، وعملائه الموكلين ببث الشائعات بين المواطنين،
وكثيراً ما يحاول النظام إظهار الشعب الأحوازي محبا للدولة الإيرانية، بقوله: “أن دوره في الجبهات الأمامية لصد (العدوان العراقي) حسب تعبيره، إبَّان حرب الثمان سنوات، كان دوراً بطولياً لحسم المعارك في الحدود بين البلدين، وأن ولاء الشعب الأحوازي لوَليّ الفقيه، وللدولة، ولاءً يكاد يكون مطلقاً”. بينما ترتيباته الأمنية بطول الأحواز المحتلة وعرضها تكذب ذلك، وتؤكد الاستنفار وحالة الطوارئ التي يفرضها، بينما تكتظ سجونه بالأسرى الذين أُلقي القبض عليهم لنشاطهم المقاوم للمحتل. تراه يلصق بالمقاومة الوطنية الأحوازية، وبالتحديد حركة النضال العربي لتحرير الأحواز وقيادتها، صفة الإرهاب حسب ما أورده موقع تسنيم الرسمي، وأنها تتلقى الدعم من المملكة العربية السعودية. حيث أورد الموقع بالنص ما يلي :
“…قادة هذه المجموعة الإرهابية حركة النضال العربي لتحرير الأحواز نفذت العديد من الأعمال الإرهابية، ويقيم قادة هذه المجموعة الإرهابية في الدول الأوروبية ويتلقون الدعم اللوجستي والمالي من النظام السعودي…”
الحركة بدورها لا تبالي بما يقول عنها النظام… ولكن يهمها أن تسمع الشكوى والألم من جراء ما تشكله حركة النضال العربي لتحرير الأحواز من خطر على مستقبل النظام.
ونقلاً عن نفس الموقع (تسنيم) يعترف المحتل قائلاً:(…تسعى مجموعة حركة النضال ، بقيادة حبيب نبقان(جبر)، التي تعمل حاليًا في الدنمارك تحت رعاية جهاز الاستخبارات التابع لها، على تدريب مناصريها في خوزستان ” الأحواز” ! عن بعد، وتسعى إلى كسب الشباب بالوعود المالية وتسهيل اللجوء إلى أوروبا، و باستخدام شبكات الأقمار الصناعية والإنترنت.
وتضيف تسنيم حول حركة النضال ” إنها تسعى إلى جعل محافظة خوزستان غير آمنة ، وفي السنوات الأخيرة ، أدارت وقادت العشرات من الأعمال الإرهابية وأعمال التخريب في خوزستان في السنوات الأخيرة”
هذا إعتراف صريح من العدو على قدرة الحركة في التأثير على الشارع الوطني الأحوازي، وإدارة العمل المقاوم فيه. وأن دورها الذي وصفه النظام بالإرهاب بات يتعاظم في خطورته على المحتل.
إهتم موقع تسنيم في تقريره بزج إسم المملكة العربية السعودية في كل شأنٍ ترى أنه دليل يمكن اتخاذه ذريعة ضد السعودية، فألصق التقرير بالمملكة ما اشتهرت به إيران لزعزعة أمن دول المنطقة واستقرارها.
واعتبرت ذلك سلوكاً مداناً، يجب أن تحاسب عليه السعودية!، دون أن تقدم دليلاً واحداً يؤيد إدعائها، فقط مجرد اتهامات صادرة من خصم، مدعومة بمقالات ظنية في بعض الصحف الغربية. وإن كنا نرى، أن السعودية لا يعيبها، ولا أظنها تتهرب من مسؤولياتها بالنفي والإنكار كما هو حال إيران في التنصل من مسؤولياتها…
السعودية حرة في اتخاذ الترتيبات التي تناسبها في مواجهة خصمها الذي يتربص بأمنها واستقرارها، وكذلك بأمن واستقرار دول المنطقة فضلا عن التزامها القومي والإسلامي تجاه الشعب الأحوازي، ولكن دون أن تسقط أخلاقيا كما سقطت إيران، عندما اعتمدت الإرهاب وسيلةً لتحقيق مآربها و احقادها التاريخية ضد كل ما هو عربي.
صرخات النظام الإيراني ترتفع بقدر الألم الذي يشعر به من تعاظم دور المقاومة الوطنية الأحوازية، بقيادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز التي يصفها التقرير بأنها تنشط في خلق أزمات دبلوماسية بين النظام الإيراني ومملكة دينمارك!، بالتزامن مع الدور الإقليمي الناجح للمملكة العربية السعودية في إفشال المشاريع الإيرانية التدميرية للمنطقة العربية بالإضافة إلى نتائج العقوبات الإقتصادية الخانقة لهذا النظام الذي يمر بفترة حرجة لن تنقشع إلا بزواله.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
20-8-2019