بيان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بخصوص استشهاد عدد من ابناء الشعب الأحوازي
حبيب جبر رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الأحوازي المؤمن..
ببالغ الحزن والألم تلقينا نبأ استشهاد المناضل الوطني “عماد الحيدري” وعدد من ابناء شعبنا تحت التعذيب الوحشي على يد استخبارات الكيان الإيراني المجرمة، وبهذه المناسبة الأليمة، إذ نعزّي أنفسنا وعائلة الشهيد البطل والشعب الأحوازي المناضل، مؤكدين أنّ هذه الجريمة الهمجيّة والوحشيّة، يجب أن لا تمرّ دون أن يدفع هذا الكيان الإرهابي ثمنها غالياً.
وقد عُرف عن الشعب الأحوازي دوره الطليعي في مواجهة الأنظمة الاستبداديّة المحتلّة لدولة الأحواز العربيّة والحاكمة في طهران، فنال شديد الاعجاب والتقدير من قبل شعوب المنطقة والعالم، وذلك نظراً لمستواه الكبير في التحدّي، والبسالة التي أبداها في تصدّيه لآلة القمع والقتل التابعة للقوّات الإحتلال، وعلى وجه الخصوص في الأعوام الأخيرة، وعلى وجه التحديد خلال انتفاضة عام 2009، حيث قدّم الشعب الأحوازي التضحيات الكبيرة في سبيل حريّته واستعادة حقوقه الوطنيّة المسلوبة.
لقد اثبتت التجارب السابقة، مدى قدرة الشعب الأحوازي المناضل ودوره في حسم نهاية الأنظمة الاستبداديّة في طهران، إذ كان لشعبنا المجاهد قول كلمة الفصل في سقوط نظام الشاه المقبور عام 1979، وهو ذات الدور المتوقع من هذا الشعب المغوار بأن يؤدّي دوره المشهود للإطاحة بالنظام المحتل، ولا ريب أن سقوط هذا النظام الإرهابي، إنما يشكل الخطوة الأولى لتحقيق أهدافنا الوطنيّة السامية إن شاء الله.
إنّ هذه الثورة قد اختلفت عن كلّ مثيلاتها التي حدثت قي مناطق مختلفة ممّا تسمّى بجغرافية إيران، حيث كان النظام المجرم وبأساليبه المخادعة والشيطانيّة، يحاول حصر انتفاضات الشعوب ضمن الحدود الجغرافية لكلّ شعب، دون أن تمتد إلى مناطق الشعوب الأخرى، وذلك بهدف أن يسهّل لنفسه قمعها والقضاء عليها.
وحين ما كانت تحدث انتفاضة في الأحواز مثلاً، تبقى مناطق الشعوب الأخرى هادئة، والعكس صحيح أيضاً، وهو الأمر الذي يمكّن هذا النظام الإجرامي من القضاء عليها. ولكن هذه المرّة فقد اختلف الأمر، كون الاحتجاجات المتفرّقة، قد تحوّلت إلى ثورة عارمة يشارك فيها الجميع، حتى عمّت كافة المناطق، فهي مشتعلة في كردستان، كما هي في بلوشستان وآذربايجان ومشهد وطهران وشيراز ولُرستان، كما هي متوقعة جداً بأن تشتعل في أية لحظة وفي أي مكان، قد لا يخطر على بال هذا الكيان الإرهابي، وذلك من خلال التنسيق وتوحيد الصفوف مع شركائنا في الثورة والنضال، أي جميع الشعوب في جغرافية ما تسمّى بإيران.
إنّ هذا النظام الإرهابي فضلاً عن اهترائه داخلياً وعلى كافة المستويات، فقد بدأ يفقد شرعيّته الدوليّة، من خلال العقوبات السياسيّة والاقتصاديّة التي فُرضت عليه من قبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا وغيرها من الدول الغربيّة، بسبب انتهاكاته الصارخة لحقوق الشعوب وتوغله في قتل المتظاهرين، فضلاً عن الإدانات المتعدّدة الصادرة عن المنظمات الدوليّة.
ولا شكّ أنّ هذه العقوبات والإدانات الدوليّة، هي خطوة تاريخيّة وفريدة من نوعها، كونها جاءت لأسباب إنسانيّة، فهي المرّة الأولى التي تحدث في تاريخ هذا النظام الإرهابي، وذلك بالرغم من إرتكابه أبشع الجرائم في تاريخه، لذلك لهذه دلالات سياسيّة كبيرة ومؤشر كبير لقرب تحرّك دولي لدعم ثورة الشعوب لنيل حريّتها.
إذا كانت الشابة الكرديّة هي ضحيّة لأسباب غير جوهريّة، وهو الأمر الذي أغضب وأشعل نار الثورة في الأركان الأربعة لما تسمّى بإيران، فأليس من باب أولى بأن تكون جريمة مقتل المناضل الأحوازي المعروف بنضاله من أجل قضيّة وطنيّة عادلة ومشروعة وإنسانيّة، وهي جريمة بشعة وفضيعة بكل المقاييس والتي مورست عليه رحمه الله وتقبله، بدم بارد وبطريقة وحشيّة، تنم عن ساديّة مفرطة لدى مرتكبيها، وهُم أزلام الإستخبارات الفارسيّة المجرمة، بأن تكون النار التي تأتي على ما تبقى من هذا النظام المتهرئ ووجوده غير الشرعي على أرضنا الطاهرة؟
ولا شكّ أنّ هذه الجريمة بكل وحشيّتها وبشاعتها، من شأنها أن تحرّك في في الشعب العربيّ الأحوازي ثورة الغضب ضد هذا الاحتلال المتوحش وعدوانه المتكرّر ضد شعبنا وشعوب المنطقة، كما يفترض أن تحرّك في العالم موجة إدانات وتنديد، وإلّا فأيّ جريمة أخرى أكثر بشاعة ينتظرها العالم حتى تحرّكه ليبدي مواقفه الصارمة والحازمة والردعيّة تجاه هذا الكيان الإرهابي؟
فيحق لك أن تغضب أيّها الشعب المناضل.. ويحق لك قول كلمتك الأخيرة، فإنّ لثورة غضبك قول الفصل في سقوط هذا النظام الإرهابي إن شاء الله، كما كان لثورة غضبك عام 1979 قول الفصل في سقوط نظام الشاه العنصري.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
الحرية لاسرانا الابطال