تقرير: الدولة الفارسية تنتج لأول مرة فيلماً وثائقياً باللغة العربية يتحدث عن فارسية الخليج العربي..!!
“أحوازنا”
أعلن علي بختيار بور، أستاذ ونائب رئيس الجامعة الإسلامية الفارسية في الأحواز العاصمة، عن إنتاج فيلم وثائقي مدته سبعين دقيقة باللغة العربية يعرض من خلاله وثائق وصفها بالتاريخية والدولية تؤكد على التسمية الفارسية الزائفة للخليج العربي.
وقال بختيار بور، إن هذا الفيلم الذي أنتج للمرة الأولى باللغة العربية، قد عرض يوم الخميس الموافق 30/4/2015، الذي يُعرف بـيوم الخليج “الفارسي”، في التاريخ الشمسي للدولة الفارسية.
وأضاف بختيار بور يقول” إن هناك تواصلاً وتنسيقاً مع القائمين على القنوات العربية الموالية للدولة الفارسية..! لعرض هذا الفيلم للتأثير على المواطنين العرب في الأقطار العربية.”
في ذات السياق تتشبث الدولة الفارسية بإسم مزور وباطل لا تدعمه حقائق فعلية على الأرض وتاريخية منذ الأزل، وبطرق مختلفة قانونية، وسياسية، وعسكرية تسعى من خلالها إلى طمس هوية الخليج العربي الذي تطل كل سواحله على دول عربية وكل سكانه على الضفتين من أصول عربية. كما يشار إلى أنه دائماً ما تدين الدولة الفارسية قرارات القمم العربية التي تؤكد على السيادة التاريخية للإمارات على جزرها الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي تؤكد أيضاً على عروبة الخليج.وهكذا فإن اقدام الدولة الفارسية على انتاج أفلام باللغة العربية حول هوية الخليج العربي، تعتبر سابقة هي الأولى من نوعها كما أنها تعد من أخطر الأساليب التي اعتمدتها الدولة الفارسية لتزوير اسم الخليج العربي.
تجدر الاشارة إلى أنه قد عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية وإلى الغرب من الأحواز المحتلة ( الخليج العربي ) بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة الأحواز منه نحو الثلث. ويسكن العرب على كافة ضفاف الخليج العربي سواء في القسم الغربي أو الجنوبي في عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت وفي القسم الشمالي في العراق، وفي كافة سواحل الأحواز المطلة على الخليج العربي ففي الشمال والشمال الشرقي وشرق الخليج العربي يسكن العرب في مدن الأحواز أهمها الأحواز والمحمرة وأبوشهر وعسلو وميناء كنعان. وفي منطقة جرون الأحوازية في شرق الخليج العربي يشكل العرب كافة سكان جزيرة جسم بالإضافة إلى وجود العرب في ميناء لنجة وفي ميناء جرون.
ويشار إلى أن بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي وأصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان ( الفقاعة الذهبية وثائق الخليج العربي) وقد روى فيه ” أنه عندما زار الخليج العربي كان يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته “الخليج العربي” لأن سكان سواحله من العرب. وقال: «إن الحقائق والإنصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي».
وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (بالفرنسية: Jean Jacques Berreby) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأحواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية… إن إقليم الأحواز هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارّاً بلبنان وسوريا والعراق.”
ويقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762: « لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وأن ظروف مختلفة تدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا صابرين على مضض أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»
كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت سفارة الدولة الفارسية بالاحتجاج وكتبت رداً على “بيير” فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة “لوكانور” التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية ( سينوس ارابيكوس أي “البحر العربي”، وقال: “لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الفارسية.
وأكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة “جوهين سبيد” التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية “بحر القطيف” ثم “الخليج العربي”. وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم الفرس، وأكد أن تسمية “الخليج الفارسي” الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، وابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا.
ويقول الباحث د. إبراهيم خلف العبيدي: “بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. وإن سيطرة الفرس عليه في فترات محدودة، لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنة جانبي الخليج منذ القدم. ولا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله الدولة الفارسية، على الرغم من سياسة التفريس التي تتبعها الدولة الفارسية لمسخ هويتهم القومية”.
ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت، ومعظم الموسوعات الأوروبية بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي الفارسي». وقامت الجمعية الوطنية للجغرافيا التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفراستعمال تعبير “الخليج” (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.
لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين الدولة الفارسية ودولة الإمارات العربية واعتبرت «إن طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من الدولة الفارسية وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، غضب القوميون الفرس، واتهموا المؤسسة بتلقي الرشاوي..!!، واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه» هذا بالرغم من أن إسرائيل تستعمل مصطلح “الخليج الفارسي”.
واعتبر المسؤولون الفرس ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الدولة الفارسية إلى اتخاذ إجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في الدولة الفارسية. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الأراضي الفارسية. كما دعا رئيس البرلمان الدولة الفارسية حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الفارسية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثاً حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة “الخليج العربي” إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق باب السلام “هرمز” والمحيط الهندي. لكن الفرس غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الفارسية».