الأخبار

تقرير: تفاقم أزمة المياه تهدد حياة الأحوازيين

“أحوازنا”

تفاقمت خلال الأشهر القليلة الماضية أزمة المياه، بشكل غير مسبوق، في مختلف أرجاء مناطق الشعب العربي في الأحواز، حيث بدأت تلوح بوادر موجة من الجفاف في الأفق، كما تصاعدت المخاوف بعد إعلان دولة الاحتلال افارسي الغاشم لمناطق الأحواز نيتها تقليص حصة المدن الأحوازية من حوض الكرخة المائي بنسب عالية، وحظر دولة الاحتلال الفارسي الغاشم الزراعة في مناطق مختلفة من الأحواز.

الانقطاع المتكرر لمياه الشرب في العاصمة

وأفادت مصادر مطلعة بانقطاع مياه الشرب عن الحي الجامعي في مدينة الأحواز العاصمة لمدة أربعة أيام في الفترة بين يوم 26 و29 من شهر نيسان/ أبريل، وعزت السلطة المحلية التابعة للاحتلال هذا الانقطاع إلى وجود خطة لصيانة شبكة المياه في مختلف أرجاء العاصمة.

لكن مصدر موثوق نفى صحة هذه الأقوال وقال” نعلم أن شبكة المياه في مدينة الأحواز العاصمة تعاني من مشاكل عديدة، ولكن هذا الإجراء جاء بناء على خطة فارسية غاشمة يتم الإعداد لها وستنفذ في مختلف ارجاء مدينة الأحواز العاصمة، وتقضي تلك الخطة بقطع المياه بشكل كامل وبصورة متناوبة عن أحياء مختلفة لمواجهة أزمة شح المياه.

دولة الاحتلال تقلص حصة منطقة شمال الأحواز من مياه حوض الكرخة

في ذات السياق أعلن كيخسرو جنكلوايي مدير دائرة الزراعة في شمال الأحواز” عن تقليص حصة مناطق شمال الأحواز من مياه حوض الكرخة بنسبة 60%” وقال” إن وزير الطاقة الفارسي خلال لقائه مع مسؤولي ست محافظات تستفيد من مياه حوض الكرخة، أعلن عن خفض حصة مناطق شمال الأحواز إلى 900 مليون متر مربع بعد ما كانت الحصة مليارين و900 مليون متر مربع.” وأضاف يقول”  إن هذا الإجراء في حال تطبيقه على أرض الواقع سوف تكون له عواقب وخيمة على الزراعة عموماً وشبكة مياه الشرب لسكان هذه المناطق.”

يأتي هذا الإعلان بعد أيام من قرار دولة الاحتلال بحظر الزراعة الصيفية في حوض نهر الكرخة هذا العام، معللة ذلك بالانخفاض الحاد في منسوب مياه نهر الكرخة، وأيضا الادعاء بالاستعدادات الجارية  لمواجهة أزمة الجفاف في الأراضي المجاورة لحوض الكرخة. إذ أعلنت شركة الري التابعة لمنظمة المياه والكهرباء في شمال الأحواز الأسبوع الماضي ” أنه بقرار من وزارة الزراعة تم حظر الزراعة في حوض الكرخة، وحذرت المزارعين الأحوازيين من تجاوز هذا القرار.”

وكشف الأستاذ كاظم الحمادي الخبير في شؤون المياه والبيئة،” إن مناطق شمال الأحواز ستواجه في هذا العام أزمة حادة في مجال مياه الشرب والري والمنطقة برمتها مهددة بالجفاف. ذلك أن منسوب المياه في الأنهر الأحوازية انخفض بشكل غير مسبوق ما ينذر بوقوع كارثة بيئية في الفترة القادمة. حيث أظهرت الدراسات والتقارير أن منسوب المياه في نهر الكرخة انخفض بنسبة 80% مقارنة بمعدله الطبيعي، كما انخفض منسوب المياه في أنهر الدجيل (كارون) والدز بنسبة 35% فحين انخفض منسوب المياه في نهر الجراحي بنسبة 70%.” وأشار الحمادي إلى” أن مناطق شمال الأحواز عانت هذا العام من قلة هطول الأمطار، إذ بينت الدراسات المناخية انخفاض هطول الأمطار بنسبة 40%.

أزمة مياه الشرب في قضائي عسلو وميناء كنعان

ويعاني سكان قضائي عسلو وميناء كنعان( كنكان) من شح مياه الشرب الذي يترافق مع إهمال متعمد من قبل السلطات الفارسية المحلية التابعة للاحتلال في هذه المناطق. ويشكو المواطنون الأحوازيون في مدن عسلو وميناء كنعان، وناحيتي النعيمة (نخل تقي)، وبئر مبارك، وعدد كبير من القرى التابعة لهذه المناطق، من شح في مياه الشرب.

وقال جاسم حمدي رئيس بلدية ناحية بئر مبارك” ان 11 قرية من أصل 15 قرية تتبع للناحية وتحصل على مياه الشرب من مركزاً واحد لتحلية المياه ما يتسبب في الانقطاع المتكرر للمياه عن هذه القرى. وأن السبب الرئيسي وراء أزمة المياه في منطقة أبوشهر يعود إلى توافد مئات الآلاف من المستوطنين الفرس والمشاريع الصناعية الاستيطانية التي تستهلك كميات كبيرة من مياه المنطقة بالإضافة إلى استمرار عملية بناء السدود على الأنهر في هذه المنطقة.

من ناحيته فقد صرح شابور رجايي مدير شركة المياه والري في منطقة أبوشهر لوكالات الأنباء الفارسية قائلاً ” ان السلطة المحلية التابعة للاحتلال في منطقة أبوشهر حظرت الزراعة في 24 وادي من أصل 30 وادي في هذه المنطقة. وأنه سيتم ردم أكثر 5 ألاف و500 بئر يستخدمها سكان المنطقة للشرب والري خلال الفترة القادمة.”

قرى منطقة جرون تعاني الظمأ

وذكرت مصادر موثوقة أن 400 قرية تابعة لمنطقة جرون تحصل على مياه الشرب عبر صهاريج تابعة لشركات خاصة تعمل في تحلية المياه بأسعار مرتفعة دون حصولهم على أي دعم من السلطات المحلية. وتشير بعض التقارير إلى أن نحو 753 قرية يبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة في منطقة جرون تعاني من غياب كامل لشبكة المياه الصالحة للشرب وهكذا يضطر سكان هذه القرى إلى شراء مياه الشرب على نفقتهم من شركات خاصة تعمل في تحلية المياه. هذا ورغم المطالبات المستمرة من قبل سكان هذه القرى بضرورة إمداد قراهم، وربطها بشبكة مياه صالحة للشرب، إلا أن السلطات المحلية التابعة للاحتلال لم تصغي إلى مطالبهم ولم تحرك ساكنا.

وفي إجراء تعسفي يزيد من معاناة سكان هذه القرى قررت دولة الاحتلال رفع الدعم بشكل كامل عن مياه الشرب الأمر الذي يجعل المواطنين الأحوازيين يواجهون أزمة حادة في الحصول على المياه، بسبب الأعباء الاقتصادية التي يفرضها هذا القرار الجائر عليهم. كما أن سكان هذه المناطق يتخوفون من استغلال الشركات الخاصة التي تعمل في تحلية المياه وهي مملوكة من قبل المستوطنين الفرس، لحاجاتهم الحيوية من المياه،، أن تقوم هذه الشركات برفع الأسعار في ظل غياب الرقابة من قبل السلطة المحلية.

ويعتقد الكثير من الأحوازيين أن دولة الاحتلال الفارسي تعمل بشكل حثيث على التحكم في مصادر المياه في الأحواز الأمر الذي يهدد الأمن المائي لغالبية مناطق الأحواز. ويؤكد هدف دولة الاحتلال الرامي إلى تغيير التركيبة السكانية في مختلف مناطق الأحواز، وأيضا القضاء على الزراعة، وتجفيف الأهوار ما يتسبب في التضييق على المصادر الاقتصادية للمواطنين الأحوازيين. ويرى الأحوازيون أن استمرار هذه الإجراءات ستجبر الكثير من المواطنين العرب في الأحواز على الهجرة القسرية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى