كلمة حركة النضال في إجتماع الإتحاد العام للمحامين العرب
بدعوة رسمية من قبل اتحاد المحامين العرب شارك وفد من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في أعمال الدورة الأولى لإتحاد المحامين العرب لعام 2015 والتي كانت تحت شعار” الأمن القومي العربي…بين الواقع والمأمول” وبدأت يوم الخميس 28/مايو/أيار/2015 وانتهت اليوم 30 /مايو/أيار2015 في مملكة المغرب.
ومثل الحركة في اعمال الدورة الأولى لإتحاد المحامين العرب كل من رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز السيد “أحمد مولى” وأمين سر الحركة السيد”حبيب أسيود” . كما حضر الى جانب وفد الحركة الناشطَين الأحوازِيَين الشاعر ناصر الحيدري ومحمد مجيد الأحوازي.
وقد القى السيد أحمد مولى رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز كلمة في اليوم الأخير 30-5-2015 للدورة الأولى لاتحاد المحامين العرب واليكم النص الكامل للكلمة التي ألقيت:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد/ أمين عام إتحاد المحامين العرب المحترم
السادة والسيدات/ الأمناء العامون المساعدون المحترمون
السادة/ أعضاء المكتب الدائم المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن أقف على منبركم هذا، منبر العدالة، لأخاطب إخوتي المحامين العرب حماة العدالة والحرية في وطننا العربي الكبير… وأنا اعتبر وقفتي هذه أمامكم متحدثاً بإسم الشعب العربي الأحوازي هي في ذاتها عنوان لمرحلة هامة من نضالنا نحن الأحوازيون، ما كان لنا أن نصلها لولا النضال الذي خضناه عبر سنين طويلة لكسر الحصار السياسي والإعلامي الذي فرض على قضيتنا بإحكامٍ لتسعة عقودٍ بالتمام والكمال… كنا خلالها ولازلنا في أمس الحاجة لمن يتبنى قضيتنا ويدافع عن حقوقنا السياسية في المحافل الدولية، وعن حقنا في الحياة الكريمة في هذا العالم الظالم أهلة، كنا بحاجة إلى من يبدي لنا – من إخوتنا العرب – إستعداده ليصغي إلينا فقط لا أكثر…إلا أنه عزّ علينا كل ذلك، بل حوربنا وطوردنا في بعض الأقطار العربية كثيراً فقط لكوننا أحوازيون، حتى بلغ الأمر ببعض أجهزة المخابرات العربية بتسليم ناشطات وناشطين أحوازيين إلى الأمن الإيراني بعد أن قامت هذه الأجهزة بواجب التحقيق معهم وإنتزاع إعترافات منهم بأساليب سادية نعلمها جميعا، ثم ليواجهوا بعد ذلك مصيرهم المظلم إما في غياهب السجون أو إعداماً على مشانق تنصب لهم في ميادين الأحواز… ولكننا مع ذلك لم نكفر بعروبتنا لأنها لم تعطى لنا منحة من أنظمة زائلة، لم نفقد الأمل، لم نستسلم لليأس… فبالصبر والتصميم إستطعنا أن نهدم ولو جزئياً الموانع الوهمية التي حالت دون وصول صوت شعبنا إليكم وإلى جميع أشقائنا العرب لزمنٍ طويل. وإننا على قناعة أنه بمضاعفة نضالنا سوف نهدم ما تبقى من هذه الموانع إن شاء الله.. لذا فإننا نعتبر دعوتكم الكريمة هذه فرصةٌ لنا وانفراج عظيمٌ في مسار قضية شعبنا. ولا يسعنا إلا أن نحمد الله على نعمه، ونتقدم بالشكر والعرفان لكل من ساهم في إتاحة هذه الفرصة لنا.
إخوتنا الأعزاء في إتحاد المحامين العرب
غيابنا عن الساحة العربية أو بالأحرى تغييبنا لا يعني أننا لم تكن لنا نحن الأحوازيون محاولات ناجحة في السابق لإختراق جدار الصمت العربي من قضيتنا، لا، بل أن سجلنا النضالي يؤكد على أصرارنا الدائم لكسب الموقف العربي لصالح قضيتنا بمحاولات كثيرة لم يكتب لمعظمها التوفيق باستثناء بعض المحاولات القليلة التي بدت ناجحة، إلا أنها وئدت في حينها قبل أن ترى النور. ومن أهم هذه المحاولات الناجحة كانت أحداها مع إتحاد المحامين العرب الذي تجاوب معنا وإتخذ في مؤتمره التاسع جملة من القرارات والتوصيات الإيجابية لصالح قضيتنا. وهذا مايتضح لنا من خلال الرسالة التي توجهت بها جبهة تحرير عربستان(الأحواز) للمؤتمر الثاني عشر للإتحاد الذي عقد في بغداد بتاريخ 25/10/1974 مطالبة إيّاه أي (الإتحاد) بتنفيذ قراراته الخاصة بالقضية الأحوازية التي إتخذها في مؤتمره التاسع.
الإخوة أعضاء المؤتمر
إن الوضع الإقليمي المحتقن، والفوضى التي تجتاح الوطن العربي ، هي نتيجة مقصودة لمخطط تآمري على الوطن العربي، لصالح مشروع خطير تقف وراءه قوة إقليمية بعينها وهي الدولة الإيرانية التي دأبت منذ عقود ثلاث إلى الإعداد لمشروعها فكريا وعسكريا وأمنيا وسياسياً. وما تشهده المنطقة الآن من فوضى عارمة ما هي إلا مرحلة الدخول في المراحل التنفيذية للمخطط. فإيران في سعيها لتمزيق الوطن العربي ترفع شعارات هي أبعد ما تكون عنها، كشعارات من قبيل معادات الإمبريالية والصهيونية ونصرة المستضعفين في الأرض، بينما المخفي في شبكة علاقاتها المشبوهة لم يعد مخفيا، كما أن من يعرف حقيقة إيران القائمة على العنصرية والإضطهاد، يسخر من شعار نصرة المستضعفين في الأرض الذي ترفعة نفاقاً ورياءاً، وهي التي تضطهد وتستضعف داخل دولتها المزعومة شعوبا مثل العرب الأحوازيين والبلوش والأكراد والأذر…وترفع أيضا في مسعاها الشرير هذا، شعارات طائفية ليس لإحقاق الحق أو لغرض الإصلاح وتقوية المشترك بين المذاهب والطوائف، بل لإشعال الفتنة وتغذيتها، في المناطق الآمنة التي عرفت بالتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد. فإيران لا يعنيها إلا مشروعها القومي. والشعارات البراقة التي ترفعها ليست إلا لذر الرماد في العيون.
الشعب العربي الأحوازي الذي تمتد أرضه من مضيق خور موج (هورمز)من الضفة الشرقية للخليج العربي إلى بلاد الكرد بمحاذات الحدود الشرقية للجنوب العراق وتحده من الشرق جبال زاجروس الحدود الطبيعية التي تفصل الأحواز عن بلاد فارس، يعتبر في ظل الإحتلال الإيراني الأكثر بؤسا من شعوب المنطقة قاطبة بالرغم من الثروات النفطية والمعدنية والزراعية التي حبا الله بها أرضه، فإقليم الأحواز ينتج 90% من الغاز الطبيعي 85% من النفط 50% من الحبوب وتجري في أرضه خمسة أنهار عذبة تشكل ثلثي المياه العذبة لإيران، ولكن سكانه يعيشون تحت خط الفقر، مهجّرين من أراضيهم الزراعية محرومون من العمل في المؤسسات النفطية والشركات القائمة على الإنتاج النفطي. ممنوعون من التعلم بلغتهم العربية… هذا فضلا عن القمع الذي تمارسة الدوائر الأمنية لقتل روح المقاومة في الشعب الأحوازي الأبي… 90 عاماً من الإحتلال أكسبتنا خبرة في معرفة الذهنية الفارسية، القائمة على معاداة كل ما هو عربي.
وما يحز في النفس هو أن إيران تمول مشروعها الذي بدأ بتدمير أكثر من قطرعربي، بعوائد الثروات العربية الأحوازية المنهوبة. لذا نحن نعي جيداً قيمة هذه اللحظة التاريخية التي أتاحت لنا فرصة الوقوف في هذا المحفل الهام وما لها من دلالات، فهي إن دلت على شيئ إنما تدل على أننا كعرب بتنا نستشعر الخطر الداهم الذي يحدق بنا وإن العرب مقبلون على تصحيح الأخطاء التي أدت بنا إلى هذا الواقع المؤسف الذي تعيشه الأمة. وكما أنه يعتبر نجاحاً لنا نحن الأحوازيون في تحقيق مكسب هام وكبير لقضية شعبنا الأحوازي… فما أحوج شعبنا الذي يئن تحت وطئة الإحتلال الفارسي البغيض إلى وقفتكم بجانبه، ونعتقد بأن الظروف الإقليمية والدولية بمآلاتها التي نعيشها قد أصبحت مواتية للإلتفات إلى قضيتنا وتبنيها في المحافل الدولية.
من هنا نتوجه الى مؤتمركم على العمل لتحقيق هذه المطالب وهي
1- الإعتراف بالقضية الأحوازية كقضية عربية حقة ومساندتها حقوقيا
2- العمل على ارسال لجنة لتقصي الحقائق الى الأحواز للوقوف على حجم الإجرام الذي يرتكب بحق الإنسان الأحوازي.
3- تشكيل لجنة لمراقبة المحاكمات الصورية التي يتعرض لها الأحوازيون والتي تعد حسب العديد من المنظمات العالمية مخالفة لأبسط قواعد العدالة الدولية .
4- تشكيل لجنة تعمل على متابعة سياسة الإعدامات العشوائية التي تنتهجا الدولة الفارسية في الأحواز.
5- دعوة الإتحاد للتمسك بمواقفه السابقة حول القضية الأحوازية.
6- تفعيل دور مركز الدراسات التابع للإتحاد للإسترشاد بنتائج عمله
ومن جانبي أحب أن أحيطكم علما بأني لم آتِ لأحدثكم حول المهم والأهم والواجب… بخصوص قضية شعبكم الأحوازي بعد تسعون عاماً من الآلام والمعاناة لأنكم أدرى منا ومن الآخرين عن كيفة الدفاع عن المظلوم وإنصافه، بل كانت مهمتي بالتحديد مع رفاقي في قيادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن نجتهد في الوصول إليكم، وتسليمكم عهدةً حملنا إياها الشعب الأحوازي، وعليه وبهذه السانحة الكريمة نكون قد برأنا ذمتنا بتسليم العهدة إلى أيدٍ أمينة.