حوار خاص مع المحامية الأردنية د.شذى جريسات
"أحوازنا"
أجرى موقع "أحوازنا" حوارا مع المحامية والناشطة الحقوقية الأردنية د. شذى جريسات التي تناصر القضية الأحوازية وتعمل من أجل هذه القضية العربية بجهد لا يكل ولا يمل. إن د. شذى جريسات بنضالها الدؤوب لمناصرة القضية الأحوازية تمثل النموذج الأبهى للإنسان العربي. من المؤكد أن اسم شذى جريسات قد انحفر في ذاكرة الإنسان الأحوازي وسيأتي اليوم الذي تكرم أفضل التكريم وبما تستحقه هذه الإنسانة العربية الأصيلة.
اليكم نص الحوار:
- كيف تعرفت على القضية الأحوازية وما الذي جعلك تكون من الداعمين لها؟
بدأت معرفتي بالأحواز من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حيث كنت أتابع أحد الشعراء العرب من دولة البحرين الشاعر لافي الظفيري في موقع الفيسبوك وكان قد أطلق مبادرة للشعراء العرب لمسانده والمطالبة بالإفراج عن الشاعر الأحوازي أحمد سبهان الحزباوي الذي تم اعتقاله بعد أن القى قصيده يمتدح فيها الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية ويؤيد عاصفة الحزم التي بلدي هي إحدى الدول المشاركة فيها وبعد متابعتي له قمت بالتواصل لأجل مخاطبة المنظمات العالمية المتخصصة في حقوق الإنسان للمطالبة بالإفراج عنه ومخاطبة بعض المراكز العربية المهتم’ بالقضية الأحوازية.
وقام أحد المراكز (مركز الأحواز لحقوق الإنسان) شاكرة له بتزويدي بتقارير عن الأحواز ككل وليس أحمد سبهان فقط وبدأت بالبحث والتحري عن هذا البلد الذي عانى من جور الاحتلال وشعبه يعاني اسوء أنواع الاضطهاد العنصري والطائفي والثقافي. وعندها ومثل ما قال جورج واشنطن الرئيس الأول للولايات المتحدة إذا سلبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد إلى المسلخ.
لذلك اتخذت قرار بيني وبين نفسي بان أعمل جهدي لإيصال قضيه الشعب الأحوازي للعالم كافه لأن الدماء العربية التي تسيل في دمائنا واحده ولن ارضى بان أعيش في نعيم الأمن والأمان وغيري يحرم من النوم لدفاعه عن بلده وشعبه.
2- ماهي الأعمال التي قمت بها لمناصرة القضية الأحوازية؟
كانت بداية الأعمال التي قمت بها مراسلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان متمثلة في سمو الأمير زيد بن رعد المفوض السامي ومراسلة مكاتبهم في الشرق الأوسط ( بيروت ) ومراسلة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ولجان الاختفاء القسري وغيرها ولم أتوقف عند هذا الحد بل قمت بمراسله مندوب الاردن الدائم لدى الأمم المتحدة السيدة دينا قعوار موضحة الأوضاع السياسية والاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الأحوازي سواء من تلوث بيئي أو مصادرة حريات أو اضطهاد في مصدر رزقهم أو حتى في ثقافتهم واستخدامهم لغتهم الأم وما يعانونه من خذلان عربي لمده ٩٠ عاما.
والحمد الله استطعت التواصل مع مكتب مقرر حقوق الإنسان في إيران ووعدني بأن تطرح قضية الأحواز والشاعر أحمد سبهان في الاجتماع نصف السنوي إذا أمكن وتواصلت مع مقرر هيومن رايتس ووتش في إيران وبانتظار رد منظمة العفو الدولية وقمنا بمراسلة جامعة الدول العربية ووصلنا معهم بطرحها على الادارة العربية وعلى صعيد أخر دعيت من قبل لجان الحوار الديني في الفاتيكان للمشاركة في حوار حول الطائفية والاضطهاد للأقليات في ميلانو الإيطالية في ١٧ من شهر مايو وقدمت ورقة عمل بعنوان الأحواز المنسية تقبع تحت الاحتلال ولا أحد لأجلها يصلي وقمت أيضا بتسليم رساله في ١٩ من مايو لمنظمة العفو الدولية في جنيف بشكل شخصي بالإضافة إلى تقديم شكوى رسميه في المفوضية السامية لحقوق الإنسان ضد الدولة الفارسية والانتهاكات التي تقوم بها ضد الشعب الأحوازي.
وفي الرابع من شهر حزيران بدعوى من مركز لحقوق الإنسان(عدالة) وبالتنسيق مع مراكز حقوقية أخرى وبتواجد الكثير من القانونين قمت بإلقاء كلمة عن الأحواز العربي والاضطهاد الفارسي بمشاركة عدد من الزملاء الأفاضل.
3- كيف ينظر الشعب الأردني إلى القضية الأحوازية؟
لااستطيع أن أحكم على الشعب بشكل كامل لأن هناك طبقات من المجتمع بعيدة عن السياسة والأخبار العربية بسبب سعيها وراء الحياة الكريمة وقوت يومها إلا أن هناك تفاعل من الكثيرين وحزن شديد عن تغييب الأحواز عن الأخبار العربية والشعب الأردني بشكل عام شعب عربي وعروبته تطغى على أردنيته وشعب يتعاطف مع القضايا العربية بشكل كبير وبإذن الله قادر أن يناصر أخوته في الأحواز.
4- لماذا الطبقة المثقفة في الأردن مازالت بعيدة عن القضية الأحوازية، رغم التفاعل الكبير مع القضية من جانب الخليجيين والعراقيين والسوريين؟
ربما ابتعاد الطبقة المثقفة من وجهة نظري الشخصية وقد تكون معرضة للخطاء بأن المجتمع الخليجي أو العراقي أو حتى السوري بسبب ارتباط قضاياهم بشكل مباشر مع الأحداث الفارسية بالمنطقة نتيجة التدخل الفارسي بالشأن الداخلي العربي. فهم في قلب الحدث وأقرب له من المثقف العربي الأخر كون الاردن لا توجد فيها نزاعات طائفية ومذهبية مثل باقي تلك الدول تسمح لتدخل إيران بشأنها والقضية الأحوازية لم تخرج للسطح إلا بعد الأحداث التي مرت في المنطقة العربية والتدخل الإيراني بالشأن الداخلي العربي.
وقد أعزي السبب الثاني بأن المثقف الأردني محاط بالقضية السورية والعراقية والفلسطينية وبسبب تقصير وخذلان عربي أبعدت القضية الأحوازية عن الساحات الثقافية بشكل عام والأردن أحد هذه الدول وكما عادت تلك الدول ستعود وستجد الأردن أحد الدول الي تقف إلى جانب إخوانه العرب لنصرة الشعب الأحوازي لما هو معروف عن الأردن كانت وما لبثت، تحمل العديد من القضايا على الساحة العربية والعالمية.
5- لماذا الإعلام الأردني لم يتناول القضية الأحوازية؟
ربما في الوقت الحاضر لم يتناولها بسبب عدم طرحها بالمستوى المطلوب والذي ينصف أصحاب القضية فالعالم أصبح قرية صغيرة مع الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديث فاستقاء المعلومة أصبح سهلا وستأتي ساعة وأنا أراها قريبه تجد فيها الإعلامين الأردنيين والمحللين السياسيين يتناولون قضية الأحواز بما يليق بها.
6- هل هناك جهود من أجل التعريف بالقضية الأحوازية للشعب الأردني ومطالبة المثقفين بالتفاعل مع القضية، وأيضا التواصل مع الإعلام الأردني من أجل تسليط الضوء على القضية الأحوازية؟
نعم نحن الآن في صدد مجموعة من المحاضرات والندوات للتعريف بالقضية الأحوازية وأبعادها موجهه للحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان لننتقل بعدها للمثقفين وباتصالات مباشرة مع بعض المحطات التلفزيونية والمؤسسات الإعلامية لوضع خططا إعلامية للتعريف بالقضية من جميع جوانبها ونحاول التواصل مع جهات حكومية لإضافة القضية الأحوازية والاحتلال الفارسي ضمن المناهج المدرسية.
7- كيف ترين مستقبل القضية الأحوازية؟
ربما لااستطيع التكهن بالمستقبل لكن بما أن الشعب الذي قاوم ٩٠ عاما رافضا انصهار الحدود الجغرافيا متشبث بأرضه ومقاومته سيصنع مستقبل مشرق بإذن الله وسينال حريته واستقلاله بسواعد شعبه المناضل
شعبه الذي ابى أن يكون سجين احتلال ظالم شعب يعشق الحرية له ولبلده.
8- ماهي السبل المناسبة للتعريف بالقضية الأحوازية قانونيا وحقوقيا على المستويين العربي والدولي؟
لابد من ضغط حكومي عربي على جامعة الدول العربية لضم الأحواز والضغط على مجلس الأمن لتنال الأحواز العربية استقلالها ومن ناحية أخرى يجب دمج المؤسسات غير الحكومية الأحوازية مع المجتمع المدني العربي والسماح لهم بمؤتمر أحوازي تحت غطاء عربي ومتابعه الخطوة الأولى بضم محامين الأحواز للاتحادات العربية للمحاماة ودمجهم في الاجتماعات الدولية والعمل على الإعلام العربي والغربي لتنال الأحواز حقها والتعريف بقضيتها.
9- ما هو التوصيف القانوني للأعمال التي تقوم بها الدولة الفارسية في الأحواز؟
لا يوجد وصف قانوني في جميع كتب القانون ولا نص قد يوصف الجرائم الفارسية بحق الأحواز، فكل نصوص القانون تقف عاجزه سواء من اختفاء قسري او تهجير او تعذيب او تلوث بيئي او استبدالهم بالعمالة الفارسية او تهميشهم سياسيا او حتى استغلال مواردهم ناهيك عن الاضطهاد العنصري وغيره. أنهم مجرمون تجاوزوا حدود الإجرام ولعل الرحمة بعيده عنهم وما سمعوا يوما بالعدل ولا بتعاليم الدين الإسلامي ولا حتى أي ديانة أخرى وستبدي لك الأيام من الحرية مالم ترى فليس هناك قانون على وجه المسكونة يبيح اغتيال الشخصية والهوية واللغة والثقافة والمبدأ.
10- رسالة إلى الشعب الأحوازي؟
شعب الصمود والصبر شعب الجهاد والاستشهاد 90 عاما وأنتم تصارعون حثالة الأمم وعانيتم ظلم الشرق والغرب. أنتم رمز العزة والكرامة ضربتم لنا أقوى وأروع الأمثلة للصبر والتضحية. شاخ التقويم الزمني وما شختم سقطت هامات كثيره فما هنتم. حملتم ويلات علها تحسب لكم ومازلتم تحملون رسالة عنوانها الاستقلال فلا الحرية ولا الكرامة على الحر في طبعه بعيد المنال اصبروا وتصبروا فبعض التراب يدفن الورد في غفلة من الحياة ولكنها تزهو إذا ما جاء الشتاء وفاضت المياه.