الأحواز العربية.. واحة تعايش بين السكان تحت «قمع الملالي»
يمارس النظام الإيراني في الأحواز، التمييز العرقي ضد المكون العربي على اختلاف انتماءات السكان المذهبية لصالح ذوي الأصول الفارسية التي تُدين بالولاء لنظام طهران.
ناصر عزيز
الناشط الأحوازي، ناصر عزيز، يقول إنه ليس هنالك أي صراع مذهبي داخل الأحواز بين سكانه العرب، مبينًا أن «قائمة الشهداء» تتكون من الأطياف المختلفة في المجتمع، في إشارة للنشطاء الذين قتلوا على أيدي أجهزة الأمن الإيرانية التي يعتبرها السكان قوات احتلال وتعاملهم معاملة الأعداء.
ويُضيف في تصريحات لـ«المرجع» أنه بينما توجد حسينيات كثيرة ومساجد للشيعة، ويتم دعمهم وتخصيص رواتب شهرية لهم، في المقابل لا توجد مساجد لأبناء السنة في شمال الأحواز حتى اليوم، وهناك اعتقالات لأهل السنة فقط بسبب مذهبهم، وأنه تتم مساومتهم على حريتهم وأمنهم وسلامتهم لإجبارهم على الدخول في التشيع الإثناعشري بالإكراه، وفي داخل السجون يتم تدريس العقيدة الشيعية للمعتقلين، مبينًا أن النسبة الأكبر من سكان جنوب الأحواز هم من أهل السنة، بينما ينقسم الشمال ما بين السنة والشيعة وأتباع الطائفة المندائية ونسبة قليلة جدًا من اليهود.
وتجدر الإشارة إلى أن التسمية التاريخية القديمة للإقليم تم استبدالها على يد الشاه رضا بهلوي الذي استبدل تسمية «عربستان» أي أرض العرب، بـ«خوزستان» التي تعني أرض «الخوزيين»، وهي تسمية تُطلق على المندائيين ويهود الأحواز، ويتركزون أساسًا في 3 مدن هي: القنيطرة التي غيروا اسمها إلى «دزفول»، وتُسْتَر التي غيروا اسمها إلى «شوشتر»، وأرجان التي غيروا اسمها إلى «بهبهان».
يعقوب حر التستري
وفي ذات السياق يقول المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، إن التعايش بين أبناء الإقليم من كل الأديان والمذاهب هو الوضع الطبيعي المعتاد منذ مئات السنين، والذي مازال السكان يحافظون عليه حتى اليوم، ورغم اشتعال الفتنة الطائفية في أرجاء المنطقة بسبب التدخلات الخارجية تعد حالة الأحواز استثنائية، فالمجتمع لا يعاني الفتنة الطائفية لسبب مهم، وهو أن نظام الملالي يستهدف الهوية العربية التي يشترك فيها هؤلاء السكان، فلهذا لم يظهر بيننا نزاعات على خلفيات مذهبية.
ويضيف في تصريحات لـ «المرجع»، أنه حتى التشيع في الأحواز تحرر من موضوع المرجعيات المعروف لدى الطائفة، فالكثير من شيعة الأحواز لم يعودوا يتبعون مراجع تقليد أصلًا، أو يتبعون مراجع العرب المستقلين غير المرتبطين بالحوزات الإيرانية.
من جهته أكد الباحث في الشأن الإيراني، هشام البقلي، أن تعرض منطقة ما للاحتلال يجعل شعوب المنطقة في حالة من التماسك أكثر مما يوجد في الدول التي تعيش في استقرار، ليس بسبب الاحتلال فقط بل الأسلوب الذي تمارسه الإدارة الإيرانية اذ تضطهد كل منتمٍ لهذا المكان دون تفرقة بين سنة وشيعة أو حتى اليهود؛ فالفكرة كلها أن أي شخص يطالب بالاستقلال عن إيران يُضطهد، مما أوجد حالة من التوحد، ورغبة حقيقية في التخلص من التبعية للنظام الإيراني فالاضطهاد كان مفيدًا في تماسك البنية الاجتماعية.
ولفت البقلي إلى أن النظام يضطهد أي شيعي معارض، فالأمر هنا لا يتعلق بالانتماء الديني فقط بل هو سياسي في المقام الأول، فإذا كنت شيعيًّا لا تؤيد ولاية الفقيه فأنت بالتالي من المغضوب عليهم في عرف النظام.
المصدر : المرجع