أعيدوني إلى وطني
لدي حكاية غريبة مع الغربة بدأت ملامحها في وطني!!!
عند صغري كانوا يطلقون عليه اسم العربي…دوما كان سؤالي لماذا لا ينادونني بإسمي الحقيقي؟هل العربي هو اسما مستعارا أم لقبا؟
مضت السنوات وكبرت اسألتي وباتت ألقابي تزيد اصبحت المهاجر العربي!!!
كيف أكون مهاجر وانا في بلدي؟ ذات يوم قررت البحث عن اجوبة،فبدأ مشواري من جدران بيتنا،أخبرتني عن رسوماتي الحزينة لرجال يرافقون المشانق وكتابتي العربية لكلمة محددة وهي الأحواز…إذا حقا أنا عربي ولغتي عربية وبلدي هي الأحواز.
الشوارع كانت تنشد الأغاني الممزوجة بالغضب والحماس والمصاحبة للدماء،رأيت أشباحا تجوب الشوارع وهي تتزين بالكوفية،اشباحا مفعمة بالحرية والفرح،أخبرتني عن نضالها وشهادتها. حتى الأشجار خرجت من صمتها وعبرت عن حزنها لنعتهم لها بالمهاجرة . تقول كيف اكون مهاجرة وانا بذرة هذه الأرض يالهم من متوحشين يا لجبنهم وألف يا لحقدهم المصاحب بالكذب.
الأنهر والجسور أيضا أغتصبت، أخبرتني عن اقتحامهم أرضي وسلبهم بلدي عبثوا بخيراتنا،اغتالوا ابطالنا،شتتوا أهلنا و…
إذا ًعاهدت نفسي بالتظاهر والعصيان والصراخ والثبات حتى الموت لكي يرحلوا عن بلدي.
نقشت على كل جسمي “انا العربي المسلوبة أرضه”.
صرخت “أيها المحتل الجبان إرحل عن بلدي،أنت المهاجر وليس أنا” .فهوجمت وضربت وسجنت وانتظرت الشهادة ولكن على حين غفلة اصطحبوني بغدرهم إلى خارج الحدود ورموا بي في أحضان الغربة، عندها أخبروني نحن من أحرقنا أرضكم وجففنا أنهركم وقتلنا شعبكم واستعبدنا احلامكم والمقابل هي الغربة.
أسماء الأحوازية