صحيفة المدينة: إيران تجفف مصادر مياه الأحواز ببناء السدود
يرى مراقبون أحوازيون أن تجفيف هور الحويزة استهداف للأرض والإنسان الأحوازي، لأنه سبب في نزوح الآلاف من العوائل التي كانت تعيش في القرى المجاورة لهور الحويزة وتتخذ منه مصدرا لحياتها، وهذا النزوح يسهل لسلطات الاحتلال أن تستحوذ على الأراضي الأحوازية وتسليمها لشركات ومؤسسات الاحتلال بالإضافة إلى المستوطنين.
وساهمت شركة «النفط الوطنية الإيرانية» بشكل كبير في تدمير هور الحويزة من حيث بنائها عشرات السواتر الترابية وتقسيم الهور إلى أجزاء منفصلة عن بعضها. وهذه الشركة استولت على مساحات واسعة من أراضي المزارعين الأحوازيين وتنقب عن النفط في هور الحويزة غير آبهة بحياة الأحوازيين. وفي العقود الأخيرة بنى الاحتلال سدا عظيما على نهر الكرخة من أجل نقل مياه الكرخة إلى عمق الدولة الفارسية، ويشتكي الشعب العربي الأحوازي من هذه الشركة ومن نشاطاتها المخربة للبيئة وعلى رأسها صب نفايات النفط والزيوت في هور الحويزة وتدمير مساحات واسعة منه.
وتأثر الهور في العقود الأخيرة بسبب انقطاع المياه التي كانت تغذيه منذ آلاف السنين وتمده بالحياة، وكان العدو الفارسي السبب في قطعها لأنه أنشأ سدا عملاقا على نهر الكرخة في الأحواز وحرف مسير مياهه إلى الدولة الفارسية.
وبلغت حالة التذمر لدى المواطنين الأحوازيين أقصى درجاتها بسبب سياسات الاحتلال الفارسي واستهدافه لهور الحويزة الواقع بين الأحواز وجمهورية العراق طبقا لما نقله موقع «أحوازنا».
وتبلغ مساحة هور العظيم المعروف بهور الحويزة نحو 300 ألف هكتار، وفي فصل الشتاء تصل إلى 500 ألف هكتار وفي مواسم الجفاف تنخفض مساحته وتصبح نحو 650 كم2، ويبلغ طوله 80 كم وعرضه 30 كم. ويقع ثلثي مساحة هور الحويزة في الأراضي العراقية والثلث الآخر يكون في الأحواز. وتقدر حصة الأحواز من هور الحويزة بأربعة وستين ألف ومئة هكتار ولكن بسبب سياسة التجفيف وبناء السدود لم يتبق منها إلا القليل.
ويلعب نهر الكرخة دورا أساسيا في تغذية هور الحويزة بالمياه الصالحة من حيث إن مياهه تتميز بعذوبتها وتدفقها الطبيعي، وخاصة في موسم الشتاء ولا سيما بين شهري تشرين الأول ونيسان من كل عام. وكانت العديد من القرى الأحوازية مشيدة في جوار هور الحويزة ولكن بسبب الجفاف الذي ألحق بهور الحويزة لم يبق منها سوى أسماؤها فقط.
وتعيش في هور الحويزة عشرات الأنواع من الأسماك النادرة والطيور المهاجرة وغير المهاجرة التي كانت مصدر رزق للأحوازيين. ويتعرض الشعب الأحوازي إلى عمليات مبرمجة من قبل الاحتلال تستهدف بيئته للضغط عليه لترك سكنه والهجرة إلى العمق الفارسي ليذوب في بوتقة الهوية الفارسية أو الهجرة إلى المنفى. وقد بنت الدولة الفارسية عشرات السدود على الأنهر الأحوازية مثل (كارون والكرخة ودز والجراحي) ونقلت مياهها للعمق الفارسي مما قضى على هذه الأنهر. وقد شيدت حضارة عيلام التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمس آلاف سنة قبل الميلاد على ضفاف نهر الكرخة والتي عاصمتها مدينة السوس الأثرية.
وقال السيد سعيد حميدان عضو اللجنة التنفيذية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز: إن مشروع تجفيف الأهوار كهور الفلاحية والحويزة أتى ضمن استراتيجية عدوانية للدولة الفارسية من أجل تدمير كل مصادر الحياة في الأحواز، حيث أرض العرب. كما أن هذه الاستراتيجية لم تستثن مناطق الشعوب غير الفارسية مثل الأزريين والبلوش والأكراد، إذ بحيرة أرومية في أزربيجان الجنوبية وبحيرة هامون في بلوشستان تم تجفيفهما وحرف مجرى الأنهار التي تصب فيهما.
وأضاف حميدان قائلا: وهذه الاستراتجية العدوانية تأتي في إطار سياسات الاحتلال الفارسي الرامية للقضاء على الشعوب الأخرى وتدمير ممتلكاتها وطمس هويتها القومية. وفي الأونة الأخيرة تصاعدت هذه السياسات التدميرية مع تصاعد الوعي الوطني لتلك الشعوب المقهورة والمطالبة بحقوقها واسترجاع سيادتها الوطنية، وهذا ما يمكن أن نلاحظه عبر ازدياد حالات الإعدام ومشروعات الاستيطان والتهجير القسري واغتصاب الأراضي.
المصدر: جريدة المدينة