بروتوكولات حكماء صفيون
يقول أوسكار ليفي، وهو من علماء وكتاب اليهود: ” نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه “، وما أشبه هذا بما بيثه الملالي وأذنابهم من شعارات وأفكار تهدف إلى تكريس أنفسهم سادة للمسلمين الذين يؤمنون بأفكارهم، ودعوتهم لإثارة الفوضى والفساد ونشر الفتنة في الوطن العربي والإسلامي السني.
بروتوكولات حكماء صهيون ” وثيقة تتحدث عن خطة لغزو العالم أنشئت من قِبَل اليهود والماسونيين، وتتضمن 24 بروتوكولاً، فهي من أكبر المؤامرات في التاريخ، كتَبَ هذه الوثيقة ماثيو جولوڤينسكي مُخبر من الشرطة السياسية القيصرية في عام 1901، وكانت مُستوحاة من كتاب حوار في الجحيم بين ميكافيلي ومونتسكيو للمؤلف موريس چولي الذي يُشير في كتابه إلى وجود خطة زائفة ومُسبقة لغزو العالم من قِبَل نابليون الثالث، وقد تم تطويرها من مجلس حكماء اليهود بهدف تدمير المسيحية والهيمنة على العالم، يحتوى هذا الكتاب على عدّة تقارير تكشف عن خطة سرية للسيطرة على العالم، تعتمد على العنف والحِيَل والحروب والثورات …”.
وسواء أكانت هذه البروتوكلات وثيقة يهودية، أم وثيقة روسية معادية لليهود فما يهمنا منها هو ذلك التشابه الكبير بينها والمخططات الصفوية المجوسية التي تستهدف المنطقة العربية.
أما بروتوكولات حكماء صفيون، فبين يدي اثنان منها، أولهما : نظرية إيران أم القرى كما صاغها محمد جواد لاريجاني في كتابه “مقولات في الاستراتيجية الوطنية “تجد شرحًا واضحًا وكاملاً حول هذه النظرية، ولا تكاد تخلو خطبة جمعة في المدن الإيرانية من الإشارة إليها، ما يؤكد أنها لم تعد نظرية، بل مشروعًا قوميّا إيرانيّا رسميّا غير معلن، لكنه بارز للقاصي والداني في البلاد العربية.
يعلم كل مسلم أنّ (أم القرى) اسم لمكة المكرمة خصها به الله في أكثر من آية، ومن ذلك قوله تعالى :(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الشورى الآية 7.
ومع ذلك فإن الثورة المجوسية تريد أن تناطح القرآن الكريم وترفض نصوصه وتقول إن ( قُم ) هي أم القرى على الرغم من أنها مدينة مستحدثة في العصر الإسلامي وهذا ما لم يقل به أحد من الأولين ولا الآخرين !
تقوم نظرية أم القرى (مع ملاحظة أن كثيرا من بنودها قد تحقق في غير بلد عربي) على مفهوم : ” أنّ إيران هي مركز الإسلام العالمي، وأنّ الولي الفقيه هو قائدها الأوحد، وأن قُم هي البديل لمكة المكرمة، وأن المنامة تابعة لإيران حكماً، وبحسب هذه النظرية فإن أهدافها تتحقق من خلال : نشر التشيع الصفوي في العالم الإسلامي، والسعي لإقامة حكومات صفوية تدين لإيران بالولاء التام (العراق ولبنان من خلال حزب اللات)، واستعمال كافة الوسائل لتحقيق ذلك، سواء أكان بانتخابات، أم الاستفتاءات، أم الانتفاضات (البحرين واليمن) أم الاغتيالات (لبنان والعراق)، أم باستخدام المغريات الاقتصادية (بعض دول القارة الإفريقية) وغيرها، أم بتحريض العملاء على نشر الفوضى في البلاد التي يعيشون فيها (البحرين واليمن) أم بالتحالف مع أي غزو خارجي (التعاون مع الغزو الأمريكي للعراق، مع ملاحظة أنهم يجعلون العرب وقودا لأهدافهم التوسعية في العراق ولبنان واليمن والبحرين، فالدم الذي يسيل هنالك، هو في الغالب دم الشيعة العرب لا الشيعة الفُرس)! أم بالتدخل المباشر (تدخلهم في سورية وفي غزة وفي جنوب لبنان عبر عملائهم) أم غير ذلك، فهم يستبيحون كل شيء في سيبل نظريتهم الشعوبية التي تسعى بكل الوسائل لإحلال التشيع الصفوي محل السنّة! وجعل إيران الصفوية هي المهيمنة على العالم الإسلامي . ونلاحظ أن أفكار لاريجاني قد حققت نجاحا في السياسة الإيرانية ما أسهم في انتشار التشيع الصفوي بأحقاده وشروره ومكائده في كثير من البلاد العربية والإسلامية! أما على صعيد إثارة النزاعات بإرسال عصاباتها وتحريض عملائها كما في العراق وسورية، فقد سقط آلاف الضحايا ما بين قتلى ومصابين ومهجرين، أما في اليمن فما زالت هي وأبواقها كحسن نصر اللات وباقي العملاء يستميتون في الدفاع عن عصابة الحوثي التي دمرت اليمن، لكن هزيمة إيران في اليمن ولاحقا في سورية بسقوط بشار والحوثي معا تعني سقوطاً مدوياً لنظرية أم القرى.
وأما ثانيهما : فهو الرسالة التي نشرتها رابطة أهل السنة في إيران وهي عبارة عن خطة سرية للغاية موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية لتطبيقها في المناطق السنية في إيران ودول الجوار من أجل تشييعها، ” ومن أهم عناصرها ما يلي :
* التأكيد على أن تصدير الثورة الإيرانية يأتي على رأس أوليات السياسة الخارجية الإيرانية.
* الخطة لها صبغة قومية فارسية، وثقافية واجتماعية وسياسية ودينية وتاريخية واقتصادية، وتستهدف أهل السنة داخل إيران، وخارج إيران في منطقة الشرق الأوسط والخليج بصفة خاصة.
* تعتمد الخطة على التقارب مع الدول الأخرى، وتجنيد موالين في هذه الدول، وإيفاد عملاء من إيران إلى هذه الدول.
* العمل على تغيير التركيبة السكانية لهذه الدول، عن طريق أمرين: الأول: تهجير قطاعات سكانية من هذه الدول، والثاني: تشجيع الهجرة الإيرانية إليها.
* إنشاء مراكز ثقافية ومشروعات اقتصادية وحُسينيات وجمعيات خيرية ومؤسسات طبية وخدمية داخل هذه الدول، بغرض زيادة النفوذ الإيراني فيها.
* تقسيم مجال التطبيق الخارجي لتلك الخطة بحسب سهولة انتشار المذهب الشيعي، فهناك دول يسهل فيها انتشاره وهي دول: تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان والبحرين.
وهناك دول يصعب انتشار المذهب الشيعي فيها على سبيل المثال: الأردن، ومصر، ودول الخليج عدا البحرين، وذلك بحسب مضمون الخطة “.
أما الجدول الزمني لخطة تصدير الثورة فهو كما يلي :
” تنفذ الخطة على مدى خمسين عاما، على خمس مراحل:
الأولى: التأسيس ورعاية الجذور، الثانية: مرحلة البداية، الثالثة: مرحلة الانطلاق، الرابعة : بداية قطف الثمار، الخامسة : مرحلة النضج . (اقرأ مزيدا من التفصيل في مقال إحسان الفقيه :بروتوكولات عمائم قم)
ومن بروتوكولات حكماء صهيون التي تتقاطع مع المخططات الصفوية ما يلي :
= تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإِسرائيلية، وهذا ما تفعله دولة المجوس استنادا على ما تضمنه مخطط أم القرى من مفاهيم .
= تهدف الصهيونية إلى سيطرة اليهود على العالم، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وهو الشيء الذي تحاول إيران فعله من خلال ما يسمى بالهلال الشيعي، ومحاولة الالتفاف على الجزيرة العربية، أملا بالوصول إلى مكة التي يعدونها عاصمة لأم القرى، أملا في أن يعيد مشروع الهلال الشيعي أمجاد الإمبراطورية الفارسية وبالتالي خلق قوة عظمى مناوئة للمسلمين والعرب لكن عاصفة الحزم التي تقودها بلادنا خيبت آمالهم وأفشلت مخططاتهم.
= يعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذي يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم، وهذا يتوافق تماما مع عقيدة الفرس الذين يعدون أنفسهم أنهم سادة العالم، وغيرهم عبيد لهم، تماما كما ينظر اليهود إلى الأغيار، ويقال إنَّ هذا هو سبب تسمية رجال الدين هناك ب (السيد) تأثُّرا بهذه النزعة في العقل الباطن، ومن ينظر إلى طبيعة العلاقة بين (السيد) والخاضعين لسلطته في ثقافتهم، فإنه يرى بوضوح كيف يتسلط (السيد) على أموالهم، وعقولهم .
= ينادي الصهاينة بشعارات (الحرية والمساواة والإِخاء) لينخدع بها الناس ويهتفوا بها وينساقوا وراء ما تريد لهم، وهو ما تفعله إيران بالدعوة لنصرة المظلومين، لتخدع البسطاء والسذج، وأقرب مثال ادعاؤها بنصرة الفلسطينيين، في الوقت الذي تثبت فيه الوقائع علاقاتها المميزة مع إسرائيل .
= يعملون على السيطرة على الدول في اختيار الزعماء الموالين لأفكارهم، وهذا الذي تفعله إيران في لبنان والعراق، وكانت تخطط له في اليمن، كا يحرص الصهاينة على اختيار الزعماء والقادة من ذوي السجلات المشبوهة، والمحبين للزعامة، وقد رأينا أمثلة له في عملاء إيران ممن تولوا مناصب سياسية وحزبية في العراق ولبنان.
= يقولون سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف، وتكون السياسة بأيدي رعايانا وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين، ولو تأملنا الساحة السياسية في كل من العراق ولبنان لوجدنا مثال ذلك فيما تفعله إيران فيهما، أما مصطلح الأمميين لدى الصهاينة فيعني كل شعوب العالم، ويقابله لدى إيران، السنة والشيعة الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه.
= يعمل الصهاينة على العبث بالعواطف وتأجيجها، والاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحهم. وحتى الآن نجحت إيران في تضليلهم لسنة في العالم، بادعاء المقاومة ضد إسرائيل، في الوقت الذي تغطي فيه إجرامها ضد المسلمين السنة في إيران نفسها والعراق و سورية وأفغانستان.
= يقول الصهاينة سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم، ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة، حتى يفقد القدرة على التمييز بين الأكاذيب والحقائق، وذلك بتكوين إعلاميين وحزبيين وهيئات يلقي أعضاؤها الخطب الرنانة.
وهذا ما نشاهده في الصحف والقنوات الإيرانية واللبنانية والعراقية التي تجمع منحرفي الفكر ممن تم شراؤهم وغسلت أدمغتهم، ليتولوا نشر الأكاذيب، وأكبر ذلك ما يحاولونه ضد عاصفة الحزم، أما حسن نصر اللات فهو كاذبهم الأكبر الذي لفرط شعوره بوطأة هزيمة أسياده أصبح لا يستحي من فبركة الأكاذيب لدرجة أن الكذب نفسه يكاد يتبرأ منه.
= ومن أوجه الشبه استغلال المال، والجنس، والمخدرات، في سبيل تحقيق مشروع السيطرة والعدوان، ولهذا اتضح في شبكات التجسس في بعض دول الخليج العربي، أنهم كانوا يدفعون أموالا طائلة للإيقاع بضعاف النفوس في أجهزة الدولة الأمنية، وأما محاولة إغراق الدول المحيطة بهم بالمخدرات التي يصنعها حسن حزب اللات في لبنان فلا تخفى على أحد.
= تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود، أما الصفويون فيمزجون بين الخرافة المثيرة للسخرية، ومكر السياسة، حيث يروِّجون لخرافات عن الاتصال السري بين شخص متوار عن الأنظار من قرون مديدة، أي المهدي المنتظر وبين النظام السياسي، وكان نجاد يقول إن المهدي اتصل به وبشرَّه بفوزه في الانتخابات التي ظهر بعد ذلك أنها مزوَّرة.
د. حسناء عبدالعزيز القنيعير
المصدر: صحيفة الرياض