تقرير – استغلال فارسي غير أخلاقي لحادث سقوط الرافعة في الحرم المكي
"أحوازنا"
عقب حادث سقوط الرافعة في الحرم المكي، حرض مرجع الدين البارز في الدولة الفارسية "آية الله مكارم شيرازي" على المملكة العربية السعودية و قال: إن "آل سعود" لا يملكون الكفائة اللازمة لإدارة مسجد الحرام. واعتبر هذا الحادث نتيجة تهور مدراء شؤون الحرمين الشريفين، حسب توصيفه العدواني.
كما أنه انتقد الحكومة السعودية بصورة بذيئة واعتبر إقامة الفنادق بالقرب من مسجد الحرام خطأ لا يجب أن تقوم به السعودية. وأضاف متهجما على القيادة السعودية أن "آل سعود" يعتبرون الحرمين الشريفين ملكا لهم.
إلى ذلك هاجم "أية الله هادوي تهراني"، عضو الهيئة العليا لمجمع العالمي لأهل البيت، السعودية وحمل حكومتها مسؤولية الحادث وطالب بانتزاع إدارة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة من "آل سعود" حسب تعبيره.
ويلعب رجال الدين في الدولة الفارسية دورا جوهريا في صياغة سياسات الدولة وتوجهاتها مثلما يعلبون الدور التنفيذي لهذه السياسات، كما أنهم يسيطرون على جميع مؤسسات الحكم والقرار ولهم تأثيرا مباشرا على عامة الناس.
ونقلت وكالة فارس للأنباء تصريحات لسعيد أوحدي، رئيس منظمة الحج والزيارة، إذ انتقد عبرها المملكة العربية السعودية وحملها المسؤولية الكاملة للحادث، وذلك عندما اعتبر المقاولين ومنظمة الأرصاد الجوية سبب هذا الحادث. وفي تحريض سياسي فج حث أوحدي عوائل الضحايا على رفع قضايا قانونية ضد المقصرين حسب ادعائه.
وفي غضون ذلك ادعى غضنفر ركن آبادي، السفير الفارسي السابق في لبنان، أن تأخير حضور قوات الطوارئ والدفاع المدني في مكان الحادث وعدم تقديمها المساعدات في الوقت اللازم كانا سببا في ارتفاع عدد الضحايا.
ولم ينته استغلال الدولة الفارسية، سياسيا لحادث سقوط الرافعة في الحرم المكي وتوظيفه ضد المملكة العربية السعودية عند هذا الحد، بل تعدى ذلك بكثير. إذ اعتبر عرفان علوي، المدير التنفيذي لمعهد التراث والبحوث الإسلامية، الحكومة في السعودية لم تهتم بقواعد الأمن والسلامة في مشاريع توسعة الحرم المكي. وأضاف أن السعودية لم تكترث بالتراث الإسلامي ولم تراع الحجاج وأمنهم وسلامتهم. ووصف وجود الرافعات في الحرم المكي بالتهدد الخطير للحجاج.
وبطريقة فجة، وجه جواد جهانغير زادة، النائب البرلماني وعضو لجنة الشؤون الأمنية، سهام حقده للسعودية وقال: "السعوديون أظهروا أن إراقتهم للدماء لا تقتصر في اليمن فقط بل أنهم لا يعيرون أهمية لحفظ سلامة الحجاج". وأضاف أن الحكومة السعودية لا تملك القدرة الكافية لإدارة الحج وتأمين سلامة الحجاج.
وفي السياق ذاته أفردت وكالة أنباء "نادي الشباب الصحفي" تقريرا مفصلا عن أبرز أحداث موسم الحج في الأربعين السنة الأخيرة. وضخمت من المشاكل العرضية التي حدثت في بعض الأحيان وأوحت للقارئ بعدم وجود أمن وأمان أثناء الحج.
وبالتزامن مع هذه التحريضات، حاولت بعض وسائل إعلام فارسية زج اسم الأمير محمد بن سلمان في هذا الحادث وتحميله المسؤولية عبر إدعائها أن الشركة المسؤولية عن مشروع توسيع الحرم المكي تعود ملكيتها للأمير محمد بن سلمان. لذلك هو من يتحمل المسؤولية.
وعلى نقيض تصريحات قادة ومسؤولي الدولة الفارسية حول الحادث وتوظيفه ضد السعودية، أعلن حسن روحاني، رئيس جمهورية الدولة الفارسية، عبر بيان نشرته وكالة "أفكار نيوز" استعداد الدولة لتقديم مساعدات طبية لجميع الحجاج. كما أعرب حسن هاشمي، وزير الصحة، عن الاستعداد التام لإعطاء مساعدات طبية في مستشفيات الدولة الفارسية أو إرسال فرق طبية إلى المملكة العربية السعودية.
وتأتي تصريحات روحاني ووزيره لذر الرماد في العيون والتظمهر بالمظهر المتضامن مع المملكة، كما أنها تستهدف السعودية بطريقة غير مباشرة من خلال تضخيم الحادث والإيحاء للعالم بوجود عجز في طريقة إدارة "الأزمة" وتقديم المساعدات للضحايا والمتضررين.
وحسب تصريحات المسؤولين الفرس أن حجاج الدولة الفارسية لم يتضرروا سوى إصابة خمسة وعشرين نفرا ومقتل شخص واحد.
واعتبر متخصصون في السياسة الفارسية أن هذه الضجة الإعلامية جزء من استراتيجية استهداف دول الخليج العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية وأن لهذه الاستراتيجية أبعادا أكثر خطورة. وما الخلايا والمتفجرات التي كشفت مؤخرا في دول الخليج العربي وما العمليات الإرهابية التي حدثت في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس تعاون الخليج إلا دليلا على العدوان الفارسي تجاه الجيران.
وجاء الاستثمار الفارسي غير الاخلاقي للحادث في وقت تشهد العلاقات العربية – الفارسية حالة تدهور شديد إثر تدخل الدولة الفارسية في الشؤون الدول العربية وإثارتها النعرات الطائفية والاقتتال والصراعات بين أبناء الأمة.